الإبراهيمي: لافروف وكيري عرقلا الحل في سوريا

ارشيف

أكد الأخضر الإبراهيمي المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى سوريا، "أن "جنيف 1" التي خصصت للحل الأزمة السورية تطرقت إلى الحل الانتقالي، لكن فجأة تعثرت الجهود، ومن أفشلها هو سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي جون كيري".

وتطرق خلال جلسة حوارية في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، إلى التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، والملف النووي الإيراني، إضافة إلى الجهود التي بذلها في حل الأزمة السورية وسبب فشلها .

وحول المسؤول عن الوضع في سوريا، قال الإبراهيمي: في بداية الأحداث وما سمي بالربيع العربي قلت إن منطقتنا وشعوبنا تطالب بتغيير حقيقي، وإن كل الحكومات قادرة على أن تقود التغيير، وفي سوريا أدى ذلك إلى تدمير البلد، والتدمير ليس فقط للحاضر والمستقبل بل الماضي أيضاً .

وأضاف: في حمص دُمرت كنيسة قديمة، وكذلك دُمر مسجد الصحابي خالد بن الوليد، وبالتالي الماضي دمر، والشعب السوري يعاني معاناة كبيرة جداً ولا يستحق ما حصل له، ودول الجوار وبقيمة دول العالم مطالبة بالتعامل مع الأزمة أحسن مما فعلوا .

أشار الإبراهيمي إلى أنه في "جنيف 1" التي خصصت للحل الأزمة السورية تطرقت إلى الحل الانتقالي، لكن فجأة تعثرت الجهود، ومن أفشلها هو سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي جون كيري .

وقال: عندما قَبلت المهمة لحل الأزمة السورية، توجهت إلى نيويورك في سبتمبر/ ايلول ،2012 وقابلت الوزراء في مقر الأمم المتحدة، ولاحظت أن وزيري الخارجية الأمريكي والروسي مطلعين ومهتمين بالوضع، ويسعيان لفهم القضية، وفي أول تقرير قدمته لمجلس الأمن قلت بصريح العبارة إن الإخوة في سوريا عاجزون عن معالجة قضيتهم، ودول الجوار عاجزة أيضاً لأنها منقسمة فيما بينها .

وأشار إلى أنه اجتمع مع سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون في ايرلندا فيما بعد، لكنه شعر بخيبة أمل من هذه الاجتماعات، مبيناً أنه التقى بعد هذه الاجتماعات الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية وأبلغهما بقيامه بكل ما يستطيع تجاه الأزمة السورية، وأنه لم يصل إلى نتيجة وطلب أن يترك من المهمة وذلك في 2013 .

وأكد أن الاجتماع الذي جمع جون كيري وسيرغي لافروف في موسكو بعد ذلك، وصدور قرار بأن الحل في الأزمة السورية لا يأتي عبر الحل العسكري وإنما الحل السياسي دفعه للعودة إلى المهمة مرة أخرى كونه رأى أن هذا الحديث يدعو للتفاؤل، لكن للأسف الشديد رغبة روسيا في بقاء النظام ورفض الأمريكان لذلك لم يؤديا لحل سياسي .

وبين أن الأمم المتحدة ككيان لا يمكن لها فعل شيء في سوريا إلا من خلال تكليف حقيقي من أعضاء مجلس الأمن المنقسم أصلاً حول سوريا لذلك دوره مكبل في سوريا، معرباً عن اسفه الشديد لعدم قدرة الجوار السوري على إحداث تأثير حقيقي في الملف السوري بسبب الخلافات العميقة الحاصلة في المنطقة العربية .

وأكد أن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة عملت في سوريا بشكل مهني من خلال جمع الشهادات والتواصل مع مختلف شرائح الشعب السوري، رغم عدم تعاطي دمشق مع اللجنة المشكلة .

وشدد على أن التقرير منصف للغاية ويدين شخصيات حكومية وكذلك شخصيات في المعارضة السورية وسيتم الإعلان عن نتائج التقرير وأسماء المدانين من قبل الأمم المتحدة.

وعرج على مطالبة بعض فصائل المعارضة السورية للغرب بالتدخل عسكريا في سوريا قائلاً إن التدخلات الغربية في الشؤون العربية لم تعد محط ترحيب من قبل الغرب خاصة، وان هذه التدخلات انهكت ميزانيات تلك الدول وتواجه برفض الشعوب هناك، معتبراً أن الحل السياسي في سوريا يجب أن تكون إيران وروسيا جزءاً رئيسياً منه .

وفي رده على سؤال عن المسؤول عن ظهور تنظيم "داعش"، أكد الإبراهيمي، أن السبب يعود إلى كل ما يجري في العراق، وأن الخطيئة الأم تتمثل في الغزو الأمريكي للعراق في ،2003 مشيراً إلى أنه لا يدافع عن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، لكن الغزو الأمريكي لم يكن مبرراً وطريقة الاحتلال للعراق خلقت كل المشكلات التي يعانيها البلد حالياً .

وقال: بعد تحرير الكويت النظام السياسي العراقي "السيئ" أعاد الكهرباء والماء إلى المواطنين خلال شهرين، لكن بعد الاحتلال الأمريكي فإن العراقيين ما زالوا يعانون انقطاع المياه والكهرباء، إضافة إلى أن البلد انقسم، وقُلت في 2005 للعراقيين والأمريكان إن البلد على شفى حرب أهلية، لكنهما "هبوا في وجهي" .

وأشار إلى أن "داعش هي بنت القاعدة التي كان يقودها أبو مصعب الزرقاوي في العراق والسبب الرئيسي لوجودها الأمريكان، مبيناً أنه يحمل الأمريكان المسؤولية ليس لكونهم خلقوا "داعش"، وإنما خلقوا الظروف التي أدت لوجودها .

وأوضح في رده على سؤال حول علاقة "داعش" بما يحدث في سوريا قائلاً: "داعش" كان موجوداً بالعراق قبل احداث سوريا وما جرى في سوريا سمح ل"داعش" بالمتمدد، لأنه لا يمكن ان تنحصر ازمة دولة ما داخل أراضيها .

حول النفوذ الإيراني في المنطقة، أكد الإبراهيمي أن هناك نفوذاً كبيراً وحقيقياً لإيران في العراق وسوريا يفوق بكثير النفوذ الأمريكي في العراق، والروسي في سوريا . وقال الإبراهيمي: بسبب هذا النفوذ تطرح إيران نفسها على الساحة الدولية باعتبارها دولة مهمة في الشرق الأوسط اذا لم تكن الأهم، فهي من الناحية العملية تبسط نفوذها في العراق وسوريا بالإضافة الى سيطرتها الضمنية على ثروات العراق، لذلك من غير الممكن تجاوز إيران في أي مسار سياسي للحل في سوريا .