الإسعاف النفسي الأولي للوافدين من لبنان.. أحد اهتمامات الفرق الصحية على الحدود

رزان حبش – شام إف إم
إن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، ويمكن أن يكون تأثيرها أكبر على الإنسان، كما يمكنها أن تكون سبباً لتطور أمراض جسدية أخرى، وعلى الرغم من ذلك فإن الوعي المجتمعي تجاهها ليس كافياً.
وفي ظل ظروف الحرب التي تعيشها المنطقة، فإن الاهتمام بالصحة النفسية يجب أن يكون أولوية، ويحمل من الأهمية الكثير، وخصوصاً في الوقت الذي يرى فيه الكثيرون مشاهد العدوانات المتكررة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء السكنية بسورية، ولبنان وفلسطين.
وعليه، ذكر رئيس برنامج الصحة النفسية بمديرية صحة حمص د. اسماعيل حسين لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أنهم شكّلوا فرقاً لتقديم الدعم النفسي للوافدين من لبنان عبر المعابر الحدودية، والذين تعرضوا لما وصفه بالـ "رض النفسي" جراء الأحداث التي عاشوها.
وأشار د. حسين إلى أن هناك حالات كثيرة من اضطراب الشدة الحاد، ويتم متابعتها لمدة شهر، فإن لم تزل الأعراض خلال هذا الشهر فإنه يمكن أن يتحول إلى اضطراب ما بعد الصدمة وحالات من الاكتئاب، وعندئذ تتم متابعتهم من قبل أطباء نفسيين مختصين.
حيث نوّه رئيس برنامج الصحة النفسية إلى إن الإجراءات المقدمة في البداية تندرج تحت مسمى "الإسعاف النفسي الأولي"، وهو ضروري جداً كضرورة تقديم الإسعافات الجسدية.
من جهة أخرى، أوضحت الاختصاصية النفسية والاجتماعية رندة ديب لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أنه يمكن تحديد مستوى الصحة النفسية للإنسان من خلال مدى تكيّفه مع الظروف المحيطة به، وخصوصاً عندما تكون هذه الظروف مفروضة وغير إرادية، كالحرب التي تعيشها المنطقة الآن، والكوارث الطبيعية كالزلزال الذي تعرضت له سورية، والأوبئة مثل جائحة كورونا.
ونصحت ديب بضبط الانفعالات قدر المستطاع في الأوضاع والظروف الحالية، ومحاولة عدم الانجرار وراء الأخبار التي يمكن أن تزيد من التوتر والقلق، ولا سيما إن كانت هذه الأخبار غير موثوقة.
وبناءً على كل ما سبق، فيمكن استنتاج أهمية الصحة النفسية، ولذلك أسس الاتحاد العالمي للصحة النفسية اليوم العالمي لها عام 1992، وهو يصادف العاشر من تشرين الأول كل عام، واعتمدته الأمم المتحدة، كما أنه في بعض الدول يشكل جزءاً من أسبوع كامل للتوعية بالأمراض النفسية.
وقالت الأمم المتحدة إن هذا اليوم يمنح الفرصة لزيادة الوعي بقضايا الصحة النفسية وتعبئة الجهود من أجل دعم الصحة النفسية.