الإعلام التركي يتحدث عن فشل مؤتمر إسطنبول

توافقت غالبية وسائل الإعلام التركية أمس على إبراز فشل مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية في إسطنبول رغم محاولات الإعلام الموالي للحكومة التركية الإيحاء بعكس ذلك حيث أكد الكثير من كتاب الزاويا المختصين بالشؤون الدولية على فشل رئيس الوزراء التركي ووزير خارجيته في إقناع المشاركين في المؤتمر على استصدار قرارات واضحة وحازمة ضد سورية.

وانتقدت محطات التلفزة والصحف التركية الموقف الاستفزازي والعدواني لسلطات الأمن التركية ضد المتظاهرين في اسطنبول المنددين بالمؤتمر والمؤيدين للرئيس بشار الأسد.

وبهذا الصدد تساءلت الصحفية التركية المعروفة أصلي أيدينتاشباش في صحيفة ميللييت أي رسالة ديمقراطية يمكن أن تبعثها أنقرة عبر ديمقراطية غاز الفلفل الحارق الذي لم يتحمل صراخ المحتجين.

بدورها كشفت صحيفة جمهورييت التركية عن أن وزراء خارجية الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا رفضوا طلبا تركيا لمنح مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية كوفي انان مدة أسبوعين فقط كما رفضوا طلبا اخر من تركيا لتسليح المعارضة وميليشيا ما يسمى الجيش الحر والإعلان عن مساعدات مالية واضحة له كما استبعد المشاركون في المؤتمر مناقشة فكرة اقامة منطقة عازلة على الحدود التركية السورية.

من جهته قال قدري جورسال في صحيفة مللييت إن التطورات الأخيرة أثبتت خطأ الرهان على رحيل النظام في سورية لأن قطاعات واسعة من الشعب السوري مازالت تؤيد النظام مضيفا ان اجتماع اسطنبول قد خرج بتناقضات كثيرة منها الاعتراف بالمجلس الوطني كممثل وحيد للسوريين وليس الشعب السوري أو الدولة السورية وهي الصيغة التي جاءت لإنقاذ ماء الوجه بالنسبة للمشاركين في المؤتمر باعتبار أن المجلس لم يثبت وجوده وقوته لجمع شمل المعارضة السورية بالكامل.

كما أكدت البروفسورة لانور مارتين مختصة بشؤون الشرق الأوسط في جامعة هارفرد في مقابلة مع صحيفة أكشام أن حكومة أردوغان تورطت في الموضوع السوري وتمادت في مواقفها وتدخلها في سورية مضيفة أن العالم قد أقتنع أن الرئيس الأسد باق وما على الجميع الا أن يتعامل مع هذه الحقيقة مستبعدة أي تدخل عسكري خارجي ضد سورية.

بدوره قال فهيم تاش تكين في صحيفة راديكال أن مؤتمر أصدقاء سورية أثبت نوايا ورغبات المشاركين فيه بتسليح مايسمى الجيش السوري الحر وبدولارات قطر والسعودية وبهدف اضعاف النظام السوري مؤكدا أن تركيا قد تورطت أكثر من اللازم في الموضوع السوري ولم يعد أمامها أي خط للرجعة بعد ما قامت به من نشاط مكثف في المؤتمر لكسب تأييد المشاركين لسياساتها المعروفة ضد سورية.

وفي صحيفة يورت رأى البروفسور يشار نوري يلماز أن ما تسعى اليه تركيا هو التدخل في الشأن السوري ليس لمساعدة الشعب كما تقول بل خدمة للإمبريالية. وأشار رئيس تحرير محطة خبر تورك الإخبارية فاح ألتايلي إلى العزلة التي تعاني وستعاني منها تركيا في موضوع سورية متوقعا أن تتخلى الدول الغربية عن موقفها الحالي المتضامن مع أنقرة وذلك سيخلق لتركيا مشاكل كثيرة في علاقاتها المستقبلية مع سورية والسياسة الخارجية عموما.

 

 

شام نيوز - سانا