الإعلام المصري: مرسي أول فرعون بعد الثورة

أثار الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس المصري محمد مرسي ، حالة جدل شديدة في وسائل الإعلام المصرية، وتحولت كل برامج الـ«توك شو» على الفضائيات المصرية إلى استوديو تحليل سياسي، لكل ما جاء في الإعلان من قرارات.
ووصف نشطاء على مواقع فيسبوك وتويتر الإعلان الدستوري الجديد، وخصوصاً ما تضمنه من إعادة المحاكمة في قضايا قتل الثوار بأنه استغلال ومتاجرة بدماء الشهداء، عن طريق تمرير قرارات استبدادية مع مطلب ثوري، وتنصيب فرعون جديد على الشعب، ووصف بعضهم ما يحدث الآن بأنه «إعادة لسيناريو الثورة الإيرانية».
ألغت القنوات الفضائية المصرية خريطتها البرامجية  الجمعة، ونقلت بثاً مباشر لمليونية «الغضب والإنذار». وحرصت كل القنوات على وضع أكثر من كاميرا في ميدان التحرير، للتصوير من زوايا مختلفة. كما وضعت كاميرات أمام قصر الاتحادية مقرّ مرسي، لتغطية التظاهرات المؤيدة لقراراته، والتي شارك فيها جماعة الإخوان والجماعة السلفية. وقسمت اغلب القنوات ومنها «النهار» و«الحياة» و«سي بي سي» و«أون تي في» و«أو تي في» و«الجزيرة مباشر مصر» و«صدى البلد» شاشاتها لأربعة أقسام تنقل التظاهرات والمسيرات المختلفة.
ردود فعل الإعلاميين على قرارات مرسي، بدأت فور صدورها. إعلاميون كثر لم يستطيعوا الحفاظ على حيادهم. مقدّم برنامج «آخر النهار» محمود سعد، قال بشكل واضح في حلقة الخميس على شاشة قناة «النهار»، «قرارات مرسي فرعونيّة، وتجعله فوق مستوى المساءلة». حافظ سعد على نبرة غاضبة طوال الحلقة، وأجرى اتصالاً هاتفياً مع أحد المؤيدين لقرارات مرسي من شباب «الإخوان المسلمين»، وكلّمه بطريقة ساخرة، قائلاً: «طبعاً أنت نزلت لتأييد قرارات مرسي بتعليمات من الجماعة قبل حتى لن تعرف ما هي هذه القرارات وستعود لبيتك بتعليمات من الجماعة».
الإعلامية ريم ماجد عبرت عن رفضها القرارات الرئاسية بالبكاء. خلال برنامجها «بلدنا بالمصري» على شاشة «أون تي في» ارتدت الأسود، حدادا على ضحايا حادث قطار أسيوط، وتوجّهت لمرسي قائلةً: «تدخّل لحلّ كلّ أزمات الشعب أو ارحل»، ثمّ خاطبت «الإخوان» قائلةً «لعبتكو اتكشفت».
أكثر المواقف حدّة، أطلقها الصحافي ابراهيم عيسى في برنامج «هنا القاهرة» على شاشة فضائية «القاهرة والناس». واستخدم عيسى في حلقة الخميس جملاً من نوع «رئيس ديكتاتور» و«لا تقل مرسي أول رئيس منتخب بعد الثورة ولكن قل مرسي أول رئيس فرعون بعد الثورة». 
من جهته، خصّص يسري فودة حلقة من برنامج «آخر كلام» على شاشة «أون تي في»، لمناقشة الإعلان الدستوري. استضاف في الحلقة شخصيات حقوقية، منها جمال عيد. ووصف هذا الأخير مرسي، بأنه «ديكتاتور»، ينفذ قرارات مرشد جماعة «الإخوان». حاول فودة الحفاظ على حياده، لكنه فشل في ذلك، هاجم ضيفه «نادر بكار» المتحدث السابق باسم حزب النور السلفي وأحد مؤيدي مرسي قائلاً له «لا أفهم كيف تبرر الاستبداد».
الإعلامي يوسف الحسيني مقدم برنامج «صباح اون» على فضائية «اون تي في» كان الأكثر جرأة، إذ أعلن بشكل مشاركته في تظاهرات أمس «جمعة الإنذار» ضد مرسي وقراراته، وطالب الحسيني عبر موقع «تويتر» كل المصريين بالنزول لرفض ما وصفه بالقرارات الديكتاتورية التي ترسّخ لحكم الفرد وتنسف الثورة المصرية.
البرامج الحوارية المصرية اهتمت أيضاً بعرض ما كتبه الدكتور محمد البرادعي مؤسس حزب «الدستور» معلقاً على قرارات مرسي الأخيرة، حين قال: «الثورة أجهضت حتى إشعار آخر، وان الرئيس محمد مرسي نصب نفسه حاكماً بأمر الله».