الإفراج عن مهندس مصري ومصور رويترز

بدأ الإحساس بأهمية الوقت في مسار الأحداث التي شهدتها سوريا يبدو جليا، وذلك مع تأكيد مصادر مسؤولة في اللجان المكلفة دراسة ثلاث مسائل مهمة بالنسبة لعامة الشعب السوري، وهي قانون الطوارئ واحصاء العام 1962 والتحقيق في ما جرى في درعا، أنها ستنتهي من عملها قبل نهاية الأسبوع الحالي.

وأن مسودة قانون الأحزاب ستطرح قريبا للنقاش العام، فيما جددت القيادة السورية عرض ما لديها من مشاريع قوانين على النقاش وترحيبها بكل الاقتراحات بما فيها التي تأتي من المعارضة داخل البلاد.

وجاءت هذه المعلومات مع الإعلان رسميا امس عن تعيين اللواء المتقاعد محمد خالد الهنوس محافظا لدرعا، وهو من إحدى قرى محافظة حماه وعمل في درعا لمدة 25 عاما، وفق ما أكد أحد أهالي درعا لـ«السفير»، ويتمتع بـ«سمعة طيبة فيها واتفاق على شخصه». ويأتي الهنوس خلفا لفيصل كلثوم الذي أقيل من منصبه في 23 آذار الماضي.

وأكدت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ«السفير» أن مسودة قانون الأحزاب ستطرح قريبا على العامة للنقاش، مشيرة إلى أن الغرض من النقاش «هو إغناء المسودة» التي علمت «السفير» بأنها تتضمن تعديلات عن تلك التي سبق وطرحت في المؤتمر القطري الأخير لحزب البعث.

وقالت المصادر ان التعديلات التي طرأت «لا تمس الأساسيات»، وبينها ما يمنع تأسيس أحزاب على أساس ديني أو طائفي أو إثني أسوة بقانون الأحزاب المعمول به في مصر ما بعد الثورة. وسيلحق بقانون الأحزاب قانون آخر للإعلام، يمكن أن يطرح لاحقا على الحكومة الجديدة، التي من المتوقع أن يتم تشكيلها مع بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير».

وأكدت مصادر حقوقية واسعة الاطلاع لـ«السفير» أن اللجان المسؤولة عن متابعة ثلاث قضايا، هي رفع قانون الطوارئ ومشكلة إحصاء 1962 والتحقيق في أحداث درعا، تعمل بسرعة، وستنتهي من عملها قبل المهلة الممنوحة لها حتى اواخر الشهر الحالي، مشيرة إلى احتمال أن تنتهي قبل نهاية الأسبوع الراهن.

وقالت المصادر ان الهدف من الانتهاء باكرا، هو الانتباه إلى عامل السرعة وأيضا طرح الموضوع للنقاش العام، خصوصا أن اللجنة تناقش قانون مكافحة الإرهاب الذي سيحل قانون الطوارئ. وأضافت ان «الثغرات التي يتركها رفع حالة الطوارئ يجب أن تسد قانونيا»، موضحة أن «قانون مكافحة الإرهاب تم اعتماده من تجارب كل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة»، وأنه «سيكون عرضة للنقاش العام بناء على توجيهات من القيادة كي يأخذ حقه من الآراء». ولم تستبعد المصادر أن تتم دعوة أقطاب المعارضة من القانونيين للمناقشة ان رغبوا في ذلك.

من ناحية أخرى، علمت «السفير» أن استعدادات تجري للقاء على مستوى عال في الدولة مع وجهاء عرب وأكراد، وذلك في إطار «تعميق العمل على تعزيز الوحدة الوطنية في سوريا»، علما بأن لجنة دراسة إحصاء 1962 ما زالت تعمل على دراستها وباتت بحكم الجاهزة. ويجري الحديث إعلاميا عن منح 250 ألف كردي من المكتومين، الجنسية السورية صراحة.

أما في ما يتعلق بلجنة التحقيق التي تتولى الكشف عن أسباب سقوط عدد كبير من الضحايا في كل من درعا واللاذقية، والتي شكلت الخميس قبل أحداث دوما والوفيات التي حصلت إثرها، فقالت مصادر ان عملها غير مرتبط بتاريخ زمني معين، بسبب طبيعة التحقيق الجاري، وهي لجنة قالت حينها مصادر مسؤولة انها تتمتع بصلاحيات واسعة وإنها «باشرت عملها فورا»، ومن المرجح وفقا لمطلعين أن تشمل لاحقا التحقيق في أحداث مدينة دوما أيضا.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) ان حريقا شب في جناح قسم المخدرات في سجن اللاذقية المركزي، ما أدى الى وفاة ثمانية أشخاص، وجرح آخرين بينهم عناصر من الشرطة.

إلى ذلك، (ا ف ب، ا ب، رويترز) قال ناشط حقوقي إن «السلطات السورية أفرجت عن المحاميين حسان الأسود واحمد كاكوني». ويأتي هذا الإفراج غداة اعتصام قام به أمس الأول أكثر من 50 محاميا أمام مقر نقابة المحامين في درعا للمطالبة بالإفراج عنهما. وقال أحد محامي المدافعة عن حقوق الإنسان سهير الأتاسي إن السلطات السورية أفرجت عنها أمس الأول. وكانت الشرطة اعتقلت الأتاسي في ساحة المرجة في دمشق في 16 آذار أثناء احتجاج للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها سمحت لعائلات موظفي الحكومة الأميركية بمغادرة سوريا، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تعرض رحلات جوية مجانية على أفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية لنقلهم من سوريا.

وقالت، في بيان، إن «وزارة الخارجية تحذر الرعايا الأميركيين من احتمال استمرار العنف السياسي والمدني في سوريا». وأضافت «نحث المواطنين الأميركيين على تأجيل السفر غير الضروري إلى سوريا في هذه المرحلة». وتابعت إن «وزارة الخارجية سمحت بالرحيل الطوعي لكل أفراد عائلات موظفي الحكومة الأميركية، وعلى المواطنين الأميركيين في سوريا أن يراقبوا عن كثب وضعهم الأمني في ضوء هذه التطورات وتطورات أخرى جرت أخيرا والتفكير بمغادرة سوريا».

من جهة ثانية كشف أمين سر البرلمان السوري خالد العبود أن الدورة الاستثنائية للبرلمان المزمع عقدها في الثاني من مايو/أيار المقبل ستنهي كل الإصلاحات التي أعلنت عنها من قبل القيادة السورية مؤخراً .

 وقال إن الدور التشريعي لمجلس الشعب في نهايته وأنه يتوقّع إنهاء كل الإصلاحات التي تم الإعلان عنها في الدورة الاستثنائية المقبلة بما فيها قوانين مكافحة الإرهاب، والأحزاب، والإعلام .

وفيما يتعلق بقانون الطوارئ وإلغاء حالة الطوارئ وتصريحه على إحدى الفضائيات مؤخراً أن مشروع إلغاء حالة الطوارئ في طريقه إلى البرلمان، قال العبود إنه بمجرد الحديث عن تشكيل لجنة لرفع حالة الطوارئ، فهذا يعني أن الأمر في طريقه للتنفيذ، مشيراً إلى أنه لا بد له من قانون آخر ومجلس الشعب سيقوم بإصدار قانون آخر لإلغاء حالة الطوارئ في الدورة الاستثنائية التي ستعقد في 2 مايو/أيار المقبل .