الاحتلال يهود كنيستين مسيحيتين في الجولان

وضعت حكومة الاحتلال الإسرائيلية مخطط يهدف إلى تهويد المعالم الأثرية الإسلامية والعربية والمسيحية في فلسطين والجولان السوري المحتل.
ويهدف المخطط إلى تهويد 150 موقعا أثريا تراها حكومة الاحتلال الإسرائيلية مواقع يهودية. وبحسب المخطط الذي يُحرك مباشرة من قبل مكتب رئيس الحكومة، تظهر خريطة "إسرائيل" من البحر إلى النهر مع ضم الضفة الغربية والجولان المحتل وإبراز مسارات تاريخية تمر وترتبط بالأماكن الأثرية ومسارات أخرى تمر عبر المستوطنات في الأراضي العربية المحتلة.
وسوغ نتنياهو الأهداف من وراء المخطط بالقول إن المشروع بمثابة حرب أخرى على مستقبل الصهيونية ويهودية الدولة. "لذا واجبنا أن نمنح أطفالنا هذا التراث. وجودنا كدولة ليس مرتبطا بالجيش فقط أو بمناعتنا الاقتصادية، وإنما بتعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني الذي سننقله للأجيال القادمة".
وكشف المحامي قيس ناصر عن وثائق وخرائط المخطط الذي يأتي تطبيقا لقرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية في شهر شباط 2010 بالإعلان عن عدة مواقع عربية كأسوار القدس وسلوان والحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم، كمواقع وطنية للتراث اليهودي.
وكذلك تهويد منطقة أم القناطر ودير عزيز في الجولان السوري المحتل، وترميم وتحديث 62 موقعا استيطانيا بالضفة ومقابر يهودية في طبريا ويافا.
ورأى ناصر في تصريح للجزيرة نت "نتحدث عن مخطط يهدف إلى طمس المعالم والمقدسات والمواقع الأثرية الإسلامية والمسيحية، في حين تشهد أغلب المقدسات والمواقع الأثرية العربية بالداخل اندثارا".
وأردف قائلا "حتى المقابر لم تسلم من التمييز العنصري فمع أن عددا كبيرا من المقابر الإسلامية والمسيحية يعاني من الاندثار فإنه لا يحظى بالدعم الذي تتلقاه المقابر اليهودية".
وخلص إلى أن المخطط يعزز يهودية وصهيونية مواقع تتواجد في الأراضي العربية المحتلة، وهو ما يعد تشريعا للاحتلال والاستيطان على نحو ينافي القانون الدولي."لهذا يجب التصدي للقرار على الساحة الدولية والعربية وإدانته سياسيا وقضائيا".
وتبلغ كلفة المخطط نحو 160 مليون دولار أميركي وسيدخل للخزينة الإسرائيلية نحو 170 مليون دولار سنويا وسيوفر نحو 3000 فرصة عمل للإسرائيليين كونه سيزيد عدد السياح القادمين لإسرائيل.
بدوره عقب رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا على المخطط بالقول إن المشروع يحمل في طياته بعدا سياسيا عنصريا خطيرا، إذ إنه "يتجاهل وجود الفلسطينيين في هذه البلاد بمسلميهم ومسيحييهم ويتجاهل أهمية هذه الأرض وقدسيتها بالنسبة للمسيحيين والمسلمين".
وتابع أن المخطط يهدف إلى الإمعان في التهويد والأسرلة وطمس المعالم العربية المسيحية والإسلامية. ودعا إلى شن حملة للتصدي له والتوعية بخطورة هذا المخطط الذي يزيف التاريخ ويقلب الحقائق رأسا على عقب "ويتجاهل ارتباطنا كفلسطينيين بهذه الأرض المقدسة إيمانيا ووطنيا وقوميا".
و تقع قرية دير عزيز شرقي بحيرة طبريا بمسافة 6كم وهي تتبع من الناحية الإدارية لمنطقة البطيحة.
تعرض سكان القرية كباقي قرى الجولان المحتل إلى الطرد والتهجير من منازلهم,ودمرت بيوت القرية تماماً بعد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد بدأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي وسلطات الآثار الإسرائيلية في العام 1998 بحفريات مختلفة في محيط القرية من أجل تزييف التاريخ واعتبار المباني الأثرية فيها هي لكنيس يهودي قديم يعود إلى فترة التلمود, وهذه الآثار في حقيقتها هي معابد يونانية ورومانية وبقايا قصور نبطية وإسلامية, وحمامات بنيت بالقرب من الينابيع القديمة كنبع ديرعزيز وعين الصبيح.. وهذه الآثار مثبت تاريخها وانتمائها حسب الحفريات السورية قبل الاحتلال ودراسات المستشرقين الأجانب الذين زاروا المنطقة خلال القرن الماضي.
أما أم القناطر فكانت مزرعة تتبع لناحية فيق وفيها كنيسة تعود للعصر البيزنطي، وقد أثبتت الحفريات أنها بقايا كنيسة بيزنطية بدليل نقوش الصلبان، غير أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما تزال تصر على أن المبنى الأثري فيها هو كنيس يهودي مزعوم.
شام نيوز