الاستقالة رقم 13 من محكمة الحريري الدولية .. بلمار يغادر

القاضي دانيال بلمار

 

 

انضمّ دانيال بلمار إلى "قافلة" مغادري المحكمة الدولية.. فلأسباب صحية، قرّر مدّعي عام المحكمة الدولية ورئيس لجنة التحقيق الدولية السابق الالتحاق بـ"أسلافه" ديتليف ميليس وسيرج برامرتز وغيرهم من العاملين في المحكمة و"المستقيلين" من صفوفها..


هكذا، وابتداءً من شهر شباط المقبل، سيعود مركز المدّعي العام ليكون "شاغراً" على أنّ تتحمّل الأمم المتحدة مسؤولية ملئه، بعد اتخاذ مجلس الأمن قرار التمديد للمحكمة في آذار المقبل على الأرجح.
 

وهكذا، سيحظى اللبنانيون بفرصة التعرّف على قاضٍ دولي جديد سيشكّل اسمه عنواناً لمرحلة أخرى، وهو الذي سيدير محكمة خاصة بهم، محكمة كسرت الأرقام القياسية في عدد الاستقالات التي لا تحصل عادة حتى في "شركة"، لكنها استقالات لم تترك أي "تداعيات" ولم تطرح أيّ علامة استفهام لدى "المدافعين الشرسة" عن عدالة ونزاهة المحكمة الدولية..

 

قرار "صعب".. ولكن!
هي الأسباب الصحية إذاً التي دفعت مدّعي عام المحكمة الدولية، الغائب منذ أشهر عن عمله بفعل معاناته من مرض السكري كما تقول المعلومات، لاتخاذ القرار "الصعب" والاستقالة، ملتحقاً بـ"قافلة كبيرة" سبقته وغادرت المحكمة التي أثيرت حولها العشرات من علامات الاستفهام.
في بيان "استقالته"، يقول بلمار أنه لمصدر "اعتزاز" له أن يترك فريقاً قوياً من أهل الإحتراف والتفاني الذين قدّموا له المساعدة في السنوات الثلاث الماضية للاضطلاع بولايتهم الصعبة، ويعرب أيضاً عن اعتزازه بأنّهم سيواصلون العمل لضمان تحقيق العدالة للشعب اللبناني.
الاستقالة لن تترك أثراً على عمل مكتب المدّعي العام، سارعت المحكمة للتوضيح عبر "تويتر"، قبل أن يتوالى مسؤولوها الرئيسيون للتعليق على الخبر وتمني الشفاء للقاضي المستقيل، فيما قال رئيس قلم المحكمة أنه اضطلع بمهمة صعبة بعزم وتصميم. رئيس قلم المحكمة لفت إلى أنّ عزيمة الرجل لم تفتر في التزامه أداء واجبات منصبه كمدّعٍ عام في محكمة دولية، وهو ما أدى إلى تقديم قرار اتهام وتصديقه في وقت سابقٍ من هذا العام. وبدوره، أثنى رئيس مكتب الدفاع على "تصميم" بلمار رغم ما قال أنه "اختلاف في وجهات النظر" يجمعه به.
 

في المحصّلة، بلمار "ودّع" المحكمة وملء مركزه بات على عاتق الأمم المتحدة، علماً أنّ مسؤولاً في المنظمة الدولية توقع أن يعيّن الأمين العام للأمم المتحدة بديلاً لبان من فريق عمله الحالي، مع تأكيده أنه الجهة المخوّلة تعيين المدّعي العام بناءً على توصية من مكتب الشؤون القانونية في الأمم المتحدة.

 

مشاغبات.. وأكثر!
وبعيداً عن حركات الدخول والخروج من وإلى المحكمة الاستثنائية وغير التقليدية، انشغل لبنان بـ"سجال حاد" حصل تحت "عباءة" المؤسسة الدستورية، أي المجلس النيابي، لينضمّ إلى سلسلة "السجالات" التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة والتي، إن دلّت على شيء، فهي تدلّ على مدى التشنّج الحاصل بين مختلف الأفرقاء على أكثر من صعيد.
 

سجال الأمس دار بين عضو كتلة "الكتائب" النائب سامي الجميل وعضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي، الرجلَين اللذَين وصفا نفسهما يوماً بـ"الصديقَين". القصة بدأت، وفق المعلومات، أثناء مداخلة للجميل انتقد فيها شبكة المقاومة، "مستفزاً" الموسوي، ليدور "سجال" تخطى الحدود بعد دخول النائب الكتائبي فادي الهبر على خطه. السجال، الذي دار حول مفهوم "الاحترام" و"الشرف"، تضمّن كلمات نابية خصوصاً في نهايته حين طلب الجميل من الموسوي "الاحترام"، فردّ قائلاً له أنه "شخص غير محترم"، ما دفع الجميل للرد قائلاً أنه محترم أكثر منه، وهنا ردّ الموسوي قائلاً له أنّ "حذاءه" أشرف منه، الأمر الذي اعتبر النائب الجميل أنه ينمّ عن "قلة تهذيب" وأغضب رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي طلب شطب العبارات من المحضر، قائلاً أنه من مؤسسي المقاومة وأنّ الدفاع عنها لا يتمّ بهذه الطريقة.
 

وبعيداً عن "مشاغبات" النواب التي أضاف إليها النائب سيرج طورسركيسيان، كعادته، الكثير من المفارقات، كانت الحكومة اللبنانية تسجّل "إنجازاً"، وفق وصف وزير الطاقة والمياه جبران باسيل، عبر إقرار دعم المازوت بإلغاء الضريبة على القيمة المضافة، وهو القرار الذي اعتبر باسيل أنّ فوائده لا تحصى وأهمها ضبط اسعار المولّدات التي سيتعيّن على مصلحة حماية المستهلك في وزارة الاتّصالات مراقبتها واتّخاذ الإجراءات بحقّ المخالفين، إذ من المفترض أن يتدنّى السعر 10% للمشتركين.

 

كلمة أخيرة..
هي ليست المرّة الأولى التي يفقد فيها "ممثلو الشعب" سيطرتهم على انفعالاتهم فيتصادمون دون حسيب أو رقيب..
بالأمس، دخل "الحذاء" قاموس النواب، وقبله استُعمِلت عبارات أخرى لم تُمحَ من ذاكرة اللبنانيين، وبين الاثنين دارت سجالات على الهواء مباشرةً كادت تصل إلى ما لا يُحمد عقباه..
هكذا، هم "ممثلو الشعب"، يعطون النموذج ويحرّضون الناس.. ثم "يدينون" أي "ردّة فعل" تصدر عن الشعب الذي لا ذنب له سوى أنه لا يزال يسير وراءهم.. حتى آخر الطريق!

 

 

 

موقع النشرة اللبناني