الاسرائيليون: على نتنياهو ان يرحل

 

رأى المحللون الإسرائيليون في الصحف الإسرائيلية الأحد، غداة المظاهرات الإحتجاجية الكبيرة بالمقاييس الإسرائيلية المطالبة بالعدالة اجتماعية، أن حجمها وزخمها واستمراريتها غير المسبوقة تضع علامات استفهام حول قدرة حكومة بنيامين نتنياهو على الاستمرار.

وفي هذا السياق ذكّر كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، باحتجاجات جنود الإحتياط الإسرائيليين العائدين من جبهات القتال بعد حرب العام 1973، وأشار إلى أن احتجاجاتهم "لم تحقق غايتها فورا"، وإنما مرت فترة زمنية حتى اضطرت رئيس الحكومة حينذاك غولدا مائير ووزير الدفاع موشيه ديان إلى الإستقالة على خلفية الإخفاقات في الحرب.

واضاف أن احتجاجات جنود الاحتياط عقب إخفاقات حرب لبنان الثانية في العام 2006 لم تحقق هي الأخرى غايتها مباشرة، لكن حكومة ايهود أولمرت انهارت بعد فترة معينة.

وتأتي ملاحظات برنياع عقب المظاهرات التي انطلقت في 10 مدن إسرائيلية على الأقل ومشاركة 150 ألف شخص فيها على الأقل، واعتبر ذلك بأنه "ليس بالأمر البسيط".

وأشار الكاتب إلى أن "الأمر المثير هو أن المتحدثين باسم المستوطنين، وهو الجمهور النشط والمعروف بتأثيره السياسي، استقبل حركة الإحتجاج بعدائية بارزة، ويكاد يكون مذعورا، واعتقدت بالبداية أن المتحدثين باسمه يواجهون صعوبة في فهم التطورات الحاصلة خارج فقاعتهم، لكن هم بالذات يفهمونها جيدا".

ولفتت الصحافية أفيرما غولان في صحيفة "هآرتس" إلى أن "الاحتجاجات الحالية تكسر قواعد اللعبة التي أملاها المستوطنون على المجتمع الإسرائيلي، فهي لا تتعامل مع النزاع الإسرائيلي –الفلسطيني والاحتلال، ولذلك بالإمكان أن تجد فيها مصوتين لحزب الليكود "اليميني الحاكم"، إلى جانب نشطاء من حزب ميرتس "اليساري الصهيوني"، والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة "العربية – اليهودية"، ومن يضعون القلنسوات على رؤوسهم إلى جانب العلمانيين واليهود إلى جانب العرب".

وأضافت غولان أن الإحتجاجات تشكل "تهديدا" لليمين الإستيطاني الذي "خُيّل أنه نجح بالكامل بحملة نزع الشرعية عن فتافيت اليسار، بينما تنمو الآن فجأة سياسة جديدة.. لأن التهديد الأكبر بالحقيقة، الذي أدركه المستوطنون ومحيطهم السياسي "اليمين" منذ اللحظة الأولى للاحتجاجات، هو ليس كسر قواعد اللعبة، وإنما ما هو مخبأ وراء ذلك والذي بدأ يدوي".

ورأت أن أفكار المحتجين "تنظر إلى المستوطنين والاحتلال على أنهم شوكة في حلق الديمقراطية ودولة الرفاه"، وأنه بسبب التعاون مع مصوتي الليكود "الضحايا المباشرين للنيوليبراليزم الإقتصادي"، فإن المحتجين لا يتحدثون في القضايا السياسية.

لكن غولان شددت على أن محاولات تغييب النقاش السياسي عن الإحتجاجات "يجب ألا يضللنا فالمحتجين هم أكثر الأشخاص تسيّسا بالعالم وهم يعرفون ماذا يفعلون" عندما يغيّبون النقاش السياسي بهدف جمع أكبر عدد من المحتجين.

وذهب الصحافي غدعون ليفي في "هآرتس" أبعد من ذلك، واعتبر أن المظاهرات التي عمت مدنا إسرائيلية السبت كانت "الليلة التي تم فيها طرد بنيامين نتنياهو من مكتب رئيس حكومة إسرائيل.. وسوف يستمر نتنياهو بولايته لفترة ما لكن وقته انتهى، وكأنه لم يكن، ورغم أنه سوف يطلق الوعود ويتلوى ويقوم ببعض الخدع الإعلامية لكن هذا لن يساعده أبدا".

واضاف ليفي أنه "بالأمس تم حسم مصير رئيس حكومة إسرائيل الـ17 بأن يذهب إلى بيته، فيما صرخت حشود المتظاهرين 'نتنياهو، اذهب إلى بيتك'".

وفي ظل الإحتجاجات التي تعصف بإسرائيل، أفادت صحيفة "معاريف" أن التخوفات في حزب الليكود الحاكم تشير الى أن حزب شاس، الذي يمثل اليهود الشرقيين المتدينين الذين ينتمون إلى الشرائح الفقيرة، هو "الحلقة الضعيفة" في التحالف الحكومي، ولذلك فإنه بحال استمرار الإحتجاجات، فإن هذا الحزب قد ينسل من الحكومة ويسقطها.

يشار إلى أن المظاهرات السبت جرت تحت شعار واحد وهو "الشعب يطالب بالعدالة الإجتماعية" على خلفية ارتفاع أسعار السكن وأزمة الجهاز الصحي، الذي أعلن إضرابا شاملا اليوم، واستمرار ارتفاع الأسعار فيما لم يطرح نتنياهو حتى الآن حلولا ترضي المحتجين.

ونقلت "معاريف" الاحد عن قياديين في شاس قولهم إنه بحال استمرار الاحتجاجات فإنه "لن يكون خيارا أمامنا سوى الإنسحاب من الحكومة".