الاطباء ينصحون العاهل السعودي بمزيد من الراحة

 

قالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن العاهل السعودي الملك عبد الله خضع امس الجمعة لمزيد من الفحوص الطبية بعد أن شعر بألم في الظهر وإن الأطباء نصحوه بالراحة.

وكانت السعودية قد أصدرت بيانا يوم الثلاثاء الماضي يطمئن الشعب السعودي على صحة الملك بعد أن أمره الأطباء بالراحة بعد إصابته بانزلاق غضروفي. ويعتقد أن الملك يبلغ من العمر 86 أو 87 عاما.

وقال بيان صدر عن الديوان الملكي السعودي "إن خادم الحرمين شَعَر صباح الجمعة بزيادة في آلام الظهر، فقام بإجراء المزيد من الفحوصات الطبية وتبين أن الانزلاق الغضروفي صاحبه تجمع دموي أدى إلى الضغط على الأعصاب المجاورة لهذا الانزلاق، وقد نصحه الفريق الطبي بالراحة والمتابعة".

وقد تزامنت هذه الآلام مع بدء توافد الحجاج للمشاعر المقدسة ما حال دون انتقاله إلى مكة المكرمة كعادته في موسم الحج للإشراف المباشر على الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

وتأتي هذه الانباء في وقت عين العاهل السعودي الاربعاء بموجب امر ملكي نجله الامير متعب وزير دولة عضواً في مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني الذي كان يترأسه الملك نفسه.

واوردت وكالة الانباء السعودية الامر الملكي وفيه ان العاهل السعودي قبل استقالة شقيقه الامير بدر بن عبد العزيز من مهامه كنائب رئيس الحرس الوطني.

وفي رسالة نشرتها الوكالة، اكد الامير بدر انه طلب من الملك ترك منصبه "لظروف صحية" لم يوضحها.

والملك عبد الله يرأس منذ 1962 الحرس الوطني المؤلف من عناصر من البدو معروفين بولائهم ومكلفين بحماية المواقع الاستراتيجية على غرار المنشآت النفطية، وافراد العائلة المالكة.

من جهته، يمضي ولي العهد الامير سلطان بن عبد العزيز -الذي يتولى وزارة الدفاع- اجازة رسمية منذ نهاية آب الماضي في المغرب. وقد تلقى علاجاً بسبب مرض السرطان في 2008 و2009 في الولايات المتحدة وامضى فترة نقاهة لاكثر من عام في الخارج.

وكان الباحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "سايمون هندرسون" قد أثار حزمة من الاسئلة عمن يخلف العاهل السعودي في حكم المملكة التي تطفو على بحيرة من النفط.

وقال هندرسون في مقال بمجلة "فورين بوليسي" "ان عودة بندر بن سلطان للسعودية تلقي الضوء على المفاوضات الحساسة حول من يرث العرش".

وأشاعت مصادر مقربة من العائلة المالكة إن خالد الفيصل هو الشخصية الأكثر احتمالا لتولي العرش، حيث سيتخلى الأمير سلطان عن منصب وزير الدفاع لابنه خالد وسيكون الأمير نايف وليا للعهد، وسيصبح تركي الفيصل وزيرا للخارجية.

وأطلق باحث بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سؤالا بـ "ما الذي يحدث؟" مجيباً بـ "لا بد أولا من كلمة تحذير".

وقال "هناك مقولة قديمة تفيد بان الناس الذين يعرفون فعلا ما الذي يجري داخل العائلة السعودية المالكة لا يتحدثون عما يعرفونه - كما أن الناس الذين يتحدثون لا يعرفون ما الذي يجري. وفي كثير من الأحيان تكون هذه المقولة أداة مناسبة يستخدمها المقربون من آل سعود لدحض التقارير التي تنتقد السعودية، لكنها وسيلة مهمة لتذكيرنا بأننا لن نعرف أبدا الكثير مما نرغب في معرفته عن السياسات السعودية الغامضة".

وعاد بندر إلى بلاده مرة أخرى، حسبما ذكرت وكالة الانباء السعودية الحكومية، واستقبله عدد من كبار المسئولين فى المملكة، وهو ما دفع المجلة الاميركية إلى التساؤل عما يحدث فى المملكة.

 واشار هندرسون الى إن عودة الأمير بندر بن سلطان، أحد أهم شخصيات العائلة المالكة السعودية إلى بلاده بعد عامين من الاختفاء، واستقباله كأحد الأبطال.. إنما يسلط الضوء على إجراء مفاوضات حول من سيتولى عرش السعودية خلفاً للملك عبد الله.

وظل بندر بن سلطان يُعامل على مدار جيل كامل على أساس أنه رجل الرياض فى واشنطن وظل سفيراً للسعودية فى الولايات المتحدة أكثر من 20 عاماً، وكان الامير قد عاد إلى الرياض ليتولى رئاسة مجلس الأمن السعودي، والذى لم تكن مهامه واضحة، ثم اختفى عن المشهد العام عام 2008، دون أن يعرف سبب ذلك، أو لماذا انقلبت عليه الأسرة المالكة.

وواجه الأمير بندر عدة مشاكل صحية فى السنوات الأخيرة، وخضع لعمليتين جراحيتين فى الولايات المتحدة، ويعاني على الأغلب من آلام فى الظهر، وإن كان البعض يردد أنه يعاني من أمراض لها علاقة بإدمان الكحول والاكتئاب.

 ويبدو أن عودة بندر إلى المملكة تتجاوز مجرد تحسن صحته، فالأمر، كما يقول أحد المصادر من داخل العائلة المالكة نفسها للمجلة الاميركية، له علاقة بالسياسة الداخلية لعائلة آل سعود، وتتعلق بالسؤال الملح الذي يدور حول من سيخلف الملك عبد الله.

وأكدت المصادر نفسها على أن هناك صفقة تتم حالياً بخصوص مستقبل الحكم، وتسلسل الأحداث ليس واضحاً ولكن التغييرات قد تبدأ قريباً، أولاً يتخلى الأمير سلطان ولي العهد عن منصبه، ويسلمه لنجله الأمير خالد، وهو أخ غير شقيق للأمير بندر، ورغم أن مؤهلات الأمير خالد كافية إلا أن خبرته العسكرية ضعيفة، وقيادته للمواجهات العسكرية على حدود اليمن فى الآونة الأخيرة شهدت سلسلة من الأخطاء التكتيكية، إلا أن حاشية الأمير سلطان تصر على أن يحل خالد محل والده.

والتغيير الثاني سيكون تقاعد الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية والذى يعاني من مرض باركنسون، وسيذهب منصبه إلى أصغر أمراء آل سعود، الأمير تركي الفيصل.

وتنحصر الخلافة في السعودية بأبناء (أو أحفاد) مؤسس الدولة الحديثة عبدالعزيز آل سعود، إلا أن تراتبية الأمراء الذين يمكن أن يخلفوا الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أبناء الملك المؤسس تحفل برجال تقدموا في العمر وأصاب المرض بعضهم.

ونظريا، فان الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد هو المرشح لخلافة أخيه، لكنه يصغره بسنة واحدة وقد قضى وقتا طويلا مؤخرا خارج البلاد للعلاج من مرض لم يكشف عنه. وعاد الى الاقامة في المغرب في فترة نقاهة جديدة.

وكانت مجلة الايكونوميست قد ذكرت أن تسمية الأمير نايف بن عبدالعزيز في منصب نائب رئيس الوزراء جعلته يحتل موقع "ولي العهد المنتظر"، الا أن شبكة العلاقات الأسرية داخل آل سعود وتقدم عمر الأمير نايف وطبيعة علاقاته وتشدده تجعل الاختيار معاكسا لتوجهات الملك عبدالله الانفتاحية التي أرساها خلال سنوات حكمه.

واعتبرت المجلة أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير الرياض، والأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات هما الخياران الاكثر قوة بالنسبة للأسرة الحاكمة، وإن كان دور الأمير سلمان قد يبرز كحكم في اختيار منْ يجلس على العرش أكثر منه مرشحا له.

لكن أوساطا في السعودية تقول أن السلطة قد تتجاوز الجيل الأول من ورثة عبدالعزيز آل سعود لتصل إلى الأحفاد الذين يتقدمهم "المحمدان"، الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية القوي والأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية.

وتعد إشاعات مرض الأمراء الكبار جزءا من المشهد السياسي في السعودية وتؤخذ محمل الجد نظرا لتقدم أعمار الكثير منهم.

ورغم أن الملك عبدالله أسس هيئة البيعة التي تتألف من الأحياء من أبناء الملك المؤسس أو من يليهم من ابنائهم إذا كانوا متوفين أو عاجزين أو معتذرين، وهي الهيئة التي يرجع اليها في اختيار الملك في حال وفاته أو عجزه، إلا أن محللين اعتبروا أن وجودها جاء في الأصل للحد من نفوذ الأخوة السديريين (الأخوة الأشقاء من أبناء الملك عبدالعزيز الذين يسمون على اسم أخوالهم).

وأشاروا إلى أن السديريين لا يمثلون إلا خمس أعضاء الهيئة، كما أن الملك عيّن أخاه الأمير مشعل بن عبدالعزيز على رأسها مما يضمن توجيهها بعيدا عنهم.

وتمثل السعودية بمواردها النفطية الهائلة واقتصادها الكبير مصدر اهتمام غربي متواصل خصوصا بعد التحولات الاجتماعية والسياسية المتسارعة التي شهدتها ونتج عنها صعود تيارات إصلاحية ومتشددة على حد سواء.

 

شام نيوز - ميدل ايست اونلاين