الاطلسي يقر استراتيجيته الجديدة للعقد المقبل

كشف البيت الابيض عن ان الرئيس براك اوباما اجتماعا غير مخطط له مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيدف على هامش مؤتمر قمة عقده زعماء دول حلف شمال الاطلسي في لشبونه.
وقال مصدر أميركي ان الاجتماع دام نحو عشرين دقيقة وانه لم يكن رسميا.
اعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان قادة دول الحلف الاطلسي اقروا في لشبونة مفهوماً استراتيجياً جديداً من المفترض ان يوجه عمل هذا الحلف خلال السنوات العشر المقبلة، كما اتفقوا على درع مضادة للصواريخ. وقال راسموسن في مؤتمر صحافي "لقد اقررنا مفهومنا الاستراتيجي".
وتتألف وثيقة هذا المفهوم من 11 صفحة ستحل مكان المفهوم السابق الذي يعود الى العام 1999.
ويشمل المفهوم الجديد اقامة نظام مضاد للصواريخ الهدف منه حماية سكان واراضي دول الحلف الاطلسي، على ان يصبح هذا النظام "احد العناصر الاساسية في الدفاع الجماعي" لدول الحلف.
من جهته قال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "الولايات المتحدة وحلفاءنا في الحلف الاطلسي حققوا اليوم تقدماً جوهرياً".
واضاف اوباما "اعلن لكم بسرور اننا للمرة الاولى اتفقنا على تطوير نظام دفاعي مضاد للصواريخ سيكون قوياً بما يكفي لتغطية الاراضي الاوروبية للحلف الاطلسي مع سكانه اضافة الى الولايات المتحدة".
وتابع اوباما: ان "التقدم الذي حققناه اليوم يجعلني اكون شديد التفاؤل بأن قمة لشبونة ستصبح حدثاً يذكر".
من جهته قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي ان "عطلة نهاية الاسبوع هذه ستدخل التاريخ او على الاقل تاريخ الحلف الاطلسي".
وعن لقاء القمة المقرر السبت بين قادة دول الحلف وروسيا قال الوزير الالماني ان "مشاركة روسيا تشكل حدثاً وستكون مشاركة تاريخية".
وجاء ايضا في وثيقة المفهوم الاستراتيجي ان الحلف سيطلب من روسيا "ومن شركاء اخرين اوروبيين اطلسيين" التعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ.
من جهة اخرى، حصل الرئيس الاميركي خلال قمة الحلف الاطلسي على دعم "واضح جداً" من الحلفاء الاوروبيين للولايات المتحدة من اجل المصادقة السريعة على معاهدة ستارت الروسية ـ الاميركية لنزع الاسلحة التي وقعت في نيسان/ابريل والتي لا يزال الكونغرس الاميركي يعرقلها.
وقال اوباما في ختام جلسة العمل الاولى لقمة الاطلسي ان "الرسالة التي نقلها الي زملائي في الحلف الاطلسي هنا لا يمكن ان تكون اوضح: معاهدة ستارت جديدة ستعزز حلفنا وستعزز الامن الاوروبي".
واضاف "كما قلت، انه امر ملح لامن الولايات المتحدة القومي".
وقد اسهب الامين العام للحلف الاطلسي في هذا الاتجاه.
وقال "اعرب عن اسفي العميق لان المصادقة على معاهدة ستارت" من قبل الكونغرس "قد تأخرت".
وقال ان "تأخير المصادقة من شأنه ان يسيء الى امن الاوروبيين"، مشجعاً بقوة "كل الاطراف على بذل كل ما في وسعهم للاسراع في المصادقة" على المعاهدة.
وكان اوباما حاول الخميس دفع الجمهوريين في مجلس الشيوخ الى دراسة هذه الوثيقة الموقعة في نيسان مع روسيا وعدم ارجائها الى 2011.
وقال يومها "الامر غير سياسي بل يتعلق بالامن القومي"، موضحاً ان عدم المصادقة سيعرض للخطر الامن القومي الاميركي والعلاقات مع موسكو ايضاً.
وقال ان واشنطن لا ان يمكن ان تسمح بـ"التلاعب" في مراقبة الاسلحة النووية الروسية.
وتنص معاهدة ستارت الجديدة على خفض عدد الرؤوس النووية التي تملكها روسيا والولايات المتحدة بنسبة 30% وعلى اجراء عمليات تحقق متبادلة تتسم بمزيد من الشفافية.
ومن شأن عدم المصادقة احياء التوتر مع موسكو فيما راهن البيت الابيض كثيراً على "اعادة اطلاق" العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فترة توتر سادت ايام الرئيس جورج بوش.
من جهته، اعرب الاطلسي عن الامل في اقرار هذه المعاهدة في اقرب وقت، لان العكس يعني عرقلة التعاون مع روسيا الذي يدعو اليه التحالف العسكري الغربي والاوروبيون في مقدمهم.
أبرز بنود المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو
• الدفاع المشترك
يؤكد المفهوم الالتزام الاساسي للدول الاعضاء بـ"الدفاع عن النفس في شكل متبادل ضد هجوم، على ان يشمل ذلك التهديدات الجديدة".
• النووي
يلتزم الحلف الاطلسي "تأمين الظروف لعالم خال من الاسلحة النووية"، لكنه سيظل تحالفاً نووياً "ما دام هناك اسلحة نووية في العالم".
يظل الردع "عنصراً مركزياً" في استراتيجية الحلف: ان القوى النووية تؤمن "الضمان الاقصى" للامن رغم ان الظروف للجوء الى السلاح النووي "غير مرجحة في شكل كبير".
• الدفاع المضاد للصواريخ
يحدد الحلف الاطلسي قدرته على الدفاع عن نفسه ضد هجوم بالصواريخ بوصفه احد "العناصر المركزية" لدفاعه. وفي هذا المجال، سيسعى الحلف في شكل نشط الى "التعاون مع روسيا وشركاء اخرين اوروبيين واطلسيين".
• الشراكات
ان الشراكات مع دول اخرى يمكن "ان تساهم في تعزيز الامن الدولي والدفاع عن قيم الحلف الاطلسي وفي عملياته فضلاً عن اعداد الدول المهتمة للانضمام" اليه.
"ان اتحادا اوروبيا نشطا وفاعلا يساهم في الامن الشامل للمنطقة الاوروبية الاطلسية. ان الاتحاد الاوروبي شريك فريد واساسي بالنسبة الى الحلف".
ان التعاون بين الحلف الاطلسي وروسيا يكتسب "اهمية استراتيجية".
• ادارة الازمة
يلتزم الحلف الاطلسي "تفادي او التعامل" مع الازمات التي يمكن ان تتحول الى نزاعات و"اضفاء الاستقرار على وضع يسبق النزاع او المساعدة في اعادة البناء".
سينشىء الحلف "عبر استخلاص العبر من العمليات، بنية مدنية لادارة الازمات، ملائمة ولكن متواضعة بهدف التحرك في شكل اكثر فاعلية بين الشركاء المدنيين".
• الإرهاب
يشكل الارهاب "تهديداً مباشراً". يمكن ان تهدد نزاعات خارج حدود الحلف الاطلسي امن الحلف "عبر تغذية التطرف والارهاب"، وايضاً تهريب الاسلحة والمخدرات والبشر.
• الهجمات الالكترونية
يلحظ المفهوم تطوير قدرة الحلف على "تفادي ورصد الهجمات الالكترونية". ومن المصادر المحتملة "القوات المسلحة واجهزة الاستخبارات الاجنبية والجريمة المنظمة والمجموعات الارهابية او المتطرفة".
• امن الطاقة
يريد الحلف الاطلسي ان يساهم في هذا المجال "بما في ذلك عبر حماية البنى التحتية للطاقة ومناطق العبور الحيوية وطرقها".
• حلف من اجل القرن الحادي والعشرين
يعلن قادة الحلف الاطلسي "تصميمهم على مواصلة تطوير الحلف ليكون قادرا على خوض التحديات الامنية في القرن الحادي والعشرين"، ويؤكدون "تصميمهم الحازم على صون فاعليته بوصفه حلفاً سياسياً عسكرياً حقق اكبر نجاح في العالم".
شام نيوز - وكالات