الاقتصاد تحمل الخبز جاهزاً إلى ريف دمشق

قالت مصادر مديرية الاقتصاد والتجارة الداخلية في ريف دمشق إن عمل الأفران الاحتياطية يتم وفق أقصى طاقتها وبجاهزية عالية لتأمين مادة الخبز إلى قلب المناطق الساخنة التي توقف عملها خلال اليومين الماضيين نتيجة نهب مخصصاتها على حواجز العصابات المسلحة التي انتشرت في تلك المناطق.
وبينت المصادر أن سرعة تجاوب المديرية أسهم في تلافي النتائج التي كان لتوقف إمدادات الدقيق إلى تلك المناطق أن تكرسها على مادة الخبز، مدللة على ذلك بأن المديرية لم تستقبل أي شكوى حول وجود نقص في كميات الخبز.
وبينت المصادر أن مادة الدقيق في مختلف مناطق المحافظة متوافرة وبوفرة وتصل إلى الأفران العامة والخاصة كما العادة.
واستطلعت «الوطن» آراء بعض الفعاليات ذات العلاقة في ريف دمشق ممن أشاروا إلى أن عمل الأفران كان يرزح تحت انقطاع التيار الكهربائي وعدم توافر مادة المازوت، قبل أن تبدأ حواجز العصابات المسلحة بتعطيل وصول الدقيق إليها.
ويخشى مواطنون بالمحافظة من ظهور بوادر أزمة وهدر للوقت للحصول على الخبز، ومشاجرات لا ضرورة لها بسبب نقصه.
وقال مواطنون :وكأن كل ذلك لم يكن كافياً حتى يقوم بعض أصحاب الأفران بافتعال أزمة بهدف الهروب من الرقابة وذلك بإخفاء مخصصاتهم من المازوت وبيعها للمهربين.
وتحدث بعض المواطنين عن الازدحام الحاصل في بعض الأفران نتيجة عدم إيصال الدقيق التمويني إلى بعض المدن لظروف استثنائية الأمر الذي ساهم في لجوء المواطنين إلى أفران مجاورة لتأمين الخبز، ما أدى إلى ازدحام غير متوقع على منافذ البيع المباشر الموزعة في أحياء ومدن المحافظة، إضافة إلى أن البيع يتم من دون وزن وبالرغيف الذي يصغر حجمه كل فترة من دون استعمال الميزان الموجود وإن التزم أحدهم بالوزن فهناك غش واضح بالوزن في الفرن، حيث يختلف كثيراً عند وزنه في البقاليات بحوالي 150غ في الربطة الواحدة.
واعتبر المواطنون أن هذا الأمر يعد سرقة للمستهلك منوهين بضرورة زيادة عدد المعتمدين ومنافذ البيع وتزويدها بالخبز على مدار الساعة طوال النهار وليس مرة أو مرتين فقط، كما يأملون في السماح ببيع الطحين في منافذ المؤسسات الاستهلاكية بالسعر الرائج منعاً لسرقته وتهريبه من المخابز الخاصة.
المسؤولون يسارعون لوضع حلول وقائية في العاصمة
وردت الكثير من الشكاوى من الكثير من أحياء دمشق حول ارتفاع حدة التزاحم على أفران الخبز التي بدت معالمها تتضح خلال اليومين الماضيين من خلال حصول ازدحام وطلب كبير على الخبز في العديد من مناطق دمشق. وأشار عدد من المواطنين في بعض المناطق إلى تهافت الزبائن على الأفران وشراء كميات كبيرة من الخبز إضافة إلى تهافت جموع كبيرة من المناطق المحيطة بدمشق إلى أفران المدينة على خلفية عدم وصول كميات الطحين اللازمة لثمانية أفران في جوبر قرب منطقة الزبلطاني ومن ثم عدم تمكن هذه الأفران من العمل وبيع الخبز لمناطق كثيرة في الريف الشرقي لمدينة دمشق حيث تعتبر هذه الأفران المصدر الرئيسي للقاطنين في هذه المناطق.
واقترح أبو أحمد الذي كان قادماً للتو من أفران ابن العميد في ركن الدين بضرورة إلزام الأفران ببيع الخبز بعد وضعه في ربطات من وزن الكيلو الواحد وبيعها مربوطة وتحديد عدد الربطات لكل زبون مبدئياً ريثما تمر هذه الأزمة.
وذكر أبو وائل أن بعض الأفران تشهد ازدحاماً متواصلاً على الخبز الذي يباع دوكمة ومن الفرن مباشرة في الوقت الذي تشهد فيه كميات كبيرة من الخبز الموضب على شكل ربطات عدم الإقبال من المواطنين عليها.
وأكثر من ذلك فإن الكثير من السكان يعزفون عن شراء ربطات الخبز من الأكشاك التابعة لمخابز الدولة حيث يفضل هؤلاء الخبز الخارج من بيت النار للتو ولأسباب خاصة بالزبائن التي ترغب في الوقوف على الدور من أن تأخذ الربطات الجاهزة وهو الأمر الذي دفع بالكثير من المواطنين وتحت تأثير الأزمة الحالية إلى اقتراح بيع الخبز من خلال الربطات لتحديد الكميات ولتجنب حصول اختناقات في هذه المادة الأساسية وتوفير الخبز بالتساوي بين المواطنين بشكل مستمر.
وقالت مصادر مسؤولة أن عدداً من المديرين المعنيين بمادة الخبز والرقابة التموينية والاقتصاد في محافظة دمشق سارعوا للاجتماع بعد القيام بجولة على عدد من الأفران في العديد من المناطق بدمشق للوقوف على حقيقة الوضع وتلافي حصول أزمة في الخبز ووضع الحلول الوقائية مباشرة قبل استفحالها وتوقعت مصادر معنية في هذا الموضوع انتهاء هذا الوضع الذي يشكو منه الناس اليوم وسوف يتخذون إجراءات ومعالجات سريعة في حال استمرت المشكلة.
شام نيوز. الوطن