الامتحانات تطرق الأبواب والطلاب يتسلحون بالخوف والقلق

ثمة تغييرات كبيرة طرأت على حياتنا وتبدلت معها ظروف الحياة ولا يوجد شيء أبداً إلا وناله قسط من التغيير إلا (الامتحان) لم يتبدل ولم يتغير فيه شيء أبداً. فالامتحانات تطرق أبواب الطلبة دون استئذان، ولا تنجو من الحمى الامتحانية الأسرة بأكملها. وبات من الثابت أن شهر الامتحانات أشبه بعبء داخلي للطلبة في بيوتهم وكلياتهم، رغم كل ذلك، ورغم الخوف من الامتحان حيث (يكرم المرء أو يهان) فالامتحان هو الذي يقيس مقدار حفظ الطالب للمواد، وغاب الذكاء من أجل ذلك كله.
أستاذ جامعة: يسعى الأستاذ الجامعي طوال فترة العام الدراسي لإنهاء المطلوب منه من مقررات ومحاضرات مع كثرة المشاكل وتعثرها أمام الأستاذ والطلبة فهو يعمل قصارى جهده من أجل أن يبقى الطالب مرتاحاً ويهيأه نفسياً لتقديم الامتحان والحرص على عدم ضياع أي محاضرة. والطلاب همهم وشغلهم الوحيد، هو هل حذف الأستاذ محاضرة من المقرر الفلاني والعلاني بحيث يصبح رأي كل طالب مرجعية يتم القياس عليها.
يقول الطالب عهد: تكتمل فرحة أي طالب عندما يسمع أن الأستاذ قد حذف فصلاً من كذا وكذا أو أتى يوم عطلة لكي يستريح وينام في المنزل باعتباره لن يذهب إلى الجامعة، وعن كل هذا يتحول إلى حزن وخوف في فترة الامتحان والسبب هو عدم حضوره المحاضرات لأنه يبقى شرح الأستاذ أفضل بكثير من الغياب فهنا يبدأ الخوف والقلق، والمفاجأة، تكمن عندما يأتي بعض الأسئلة في الامتحان ولا يعرف الطالب الإجابة عنها فيشعر الطالب عندها أن قطار النجاح قد فاته.
دخول الأتمتة
بعد دخول الأتمتة إلى بعض الكليات صار الامتحان أسهل وارتاح قسم كبير من الطلبة لهذا النظام لأنهم يعتقدون أنه ينصف الطالب ويعطيه حقه كاملاً ولا تعامل ورقته بمزاجية دكتور المادة والدليل على ذلك هو المعدلات المرتفعة، ونسب النجاح العالية في المواد المؤتمتة، فالطالب يخرج من الامتحان ويستطيع أن يحدد علامته دون أي خوف ويعرف أنه سينجح في المادة أم لا وهذا أدخل الطمأنينة إلى قلوب الطلبة بأن لا ظلم في الامتحان. وعندها يقول الطلاب إنهم تخلصوا من عقدة الخوف عندما كان يفكر بمجرد النجاح بـ48+2 فقط فهنا أصبح الطالب يحصل على حقه كاملاً ولو كان ربع درجة وصرنا ندخل إلى الامتحان ونحن مدركون تماماً أن النجاح أو الرسوب يحكمه عامل واحد هو دراستنا فقط.
فامتحانات الفصل الأول قاب قوسين، والحديث عن الخوف من الامتحان مضغته الألسن الإعلامية حتى تحول إلى كرة ثلج يكبر حجمها عاماً إثر آخر. ومن كثرة ما تجنينا على الامتحان مستخدمين (أخوض أربع حروب ولا أخضع لامتحان واحد، نابليون بونابرت) لأن رهبته الحقيقية كانت تكمن عند دخوله قاعة الامتحان متناسين أن الامتحان هو إحدى المحطات الضرورية التي تحث الطالب الغافي أن يستفيق وتعطي للطالب المجد دفعة إلى الأمام ليستمر في دراسته وتقدمه وبينما الفاشلون هم من يلقون اللوم على الامتحان والخوف منه ولأن الخوف شعور إنساني طبيعي ولكنه يتحول إلى شبح يرافق الامتحان إلا مع ظهور حقبة الطلبة المتواكلين الذين رأوا في الجامعة مجرد استراحة محارب وليست مكاناً للعلم والتعلم.
كيفية الحصول على العلامة
للأسف يذهب جميع الطلبة إلى الامتحان يختبر معلوماته بقدر توقه في الحصول على العلامة أو الحصول على معدل النجاح فقط وغدا الهم الوحيد المرافق للطالب خلال حياته الجامعية محصوراً في أفق ضيق بأن يرجع إلى المنزل ويخبر أسرته بنجاحه: فالنجاح هل مرتبط بصدور النتائج أم بفهم المادة؟
كما تقول همها الوحيد هو النجاح في المادة سواء فهمتها أم لم تفهمها المهم الحصول على علامة النجاح في المادة وترك المادة خلف ظهرها وتعتبره جبلاً وانزاح عن صدرها هذا هو مفهوم تقديم المادة بالنسبة لأكثرية الطلبة فالامتحان تحول من عامل خوف إلى عامل تحد حقيقي فالامتحان لا يخيف الطالب النشيط الذي أمضى سنته في متابعة المحاضرات والقراءة الدائمة والمطالبة المستمرة للمراجع المتعلقة بالمنهاج ولا يوجد مادة صعبة وأخرى مستعصية عليه، بل هناك طلبة جادون يبحثون عن التفوق، وآخرون يبحون عن شماعات يعلقون عليها فشلهم الدراسي، بصعوبة المادة حيناً وظلم الأستاذ الجامعي حيناً آخر وكلها في النهاية تبريرات غير مقنعة لأن الطالب المجد هو من يحصل في النهاية على العلامة ولأن النجاح في الحياة العملية يعتبر نجاحاً في الحياة الدراسية لأي طالب كان.
شام نيوز- الوطن