الباذنجان "الزوري" سيد موسم "المكدوس" في دير الزور

مالك الجاسم - شام إف إم
يعتبر "المكدوس" سيد "المؤونة الشتوية" ولا يكاد يخلو منزل بدير الزور منه، وفي هذه الأيام لعبت الحالة الاقتصادية دورها من خلال كميات تحضيره مع ارتفاع الأسعار الكبير وبخاصة المواد المطلوبة في تجهيزه، ووجوده في فصل الشتاء يساعد في بعض الأحيان على سد حالة النقص كوجبة سريعة التحضير، وأهم المواد التي تدخل في تجهيز "المكدوس" الباذنجان، وفي دير الزور يفضل الباذنجان "الزوري" أي المزروع ضمن المحافظة، ومن المواد الأخرى الداخلة في تحضيره الجوز أو الفستق، والفليفلة الحمراء، والزيت، والثوم وفي نظرة سريعة على أسعار تلك المواد في الأسواق.. وصل سعر كيلو الزيت اليوم في أسواق دير الزور إلى 28 ألف ليرة سورية وعلبة الزيت سعة 4 ليتر يصل سعرها إلى 85 ألف ليرة العبوة الواحدة سعة واحد ليتر بـ 22 ألف ليرة ، وسعر كيلو الجوز وصل إلى أكثر من 100 ألف ليرة، وسعر الفليفلة الحمراء تراوح بين 8000 - 10000 آلاف ليرة للكيلو الواحد، وكيلو الباذنجان بـ 2000 ليرة وكيلو الثوم يصل إلى 40 ألف ليرة.
وإذا افترضنا أن الأسرة الواحدة تقوم بتجهيز 50 كيلوغرام من الباذنجان فهذا يعني أنها تحتاج إلى 100 ألف ليرة فقط لهذه المادة، وكذلك يحتاج إلى 5 ليتر زيت بسعر 100 ألف، وستة كيلو غرام من الفليفلة بسعر 60 ألف ليرة، وإلى نصف كيلو من الجوز بسعر 50 ألف ليرة، ونصف كيلو يوم 20 ألف ليرة. فهذا يعني أن التكلفة تصل إلى حوالي 330 ألف ليرة ما يعادل راتب موظف يضاف إليها بقية المواد مثل الملح والغاز، وكلما زادت كمية الباذنجان المستخدم تكون التكلفة أكبر.
أما عن طريقة تجهيز "المكدوس" في المنزل تقول السيدة "لطفية" وهي سيدة ستينية عملت في هذا المجال لعدة سنوات: في البداية نقوم باختيار حبات الباذنجان وبعضهم يفضلها صغيرة، وآخرون يختارون الحبة الوسط، وقليلون يفضلون الحبة الكبيرة، وبعد تحديد الكمية نقوم بتنظيف الباذنجان، ومن ثم عملية السلق حتى يصل إلى درجة النضج، ونقوم بعد ذلك بوضعه في ماء بارد، فيما البعض يقوم فوراً بعملية وضع الملح وتصفية الماء عبر عملية التثقيل، وعدد آخر يقوم بوضع التبلة الداخلية والتي تحتوي (الثوم والفليفلة الحمراء والجوز والملح)، ومن ثم يقوم بعملية التثقيل، وفي كلا الحالتين الأمر صحيح، وبعد تصفية الماء من خلال وضع أداة ثقيلة فوقه ولعدة أيام نقوم بتعبئة حبات الباذنجان المحشوة بتبلة المكدوس في "قطرميز" وهو إناء من الزجاج أو النايلون، ويضاف له مقدار الزيت حتى يتم تغطيته بشكل كامل، ويصبح بذلك جاهزاً للأكل المباشر أو للمؤونة الشتوية.
وتضيف قائلة: خلال هذا العام كان الإقبال متوسطاً وهذا يعود إلى ارتفاع تكاليف تجهيز المكدوس بسبب ارتفاع سعر الزيت والجوز وليس بقدرة العائلة تحمل هذه التكاليف الكبيرة وهناك نوع آخر يتم تجهيزه من خلال استبدال الباذنجان بالفاصولياء الخضراء وتعرف بمكدوس الفاصولياء وهذا مكلف أكثر كون سعر كيلو الفاصولياء يتراوح بين 10 و 15 ألف ليرة وهناك ناحية حيث يعتمد بعضهم على استبدال الجوز بالفستق وهذا يخفف التكلفة كون سعر الفستق أقل بقليل من سعر الجوز لكن لكل منهما طعم خاص به والكثير يفضل الجوز.
إذاً يبقى المكدوس سيد المؤونة الشتوية فمهما ارتفعت تكاليفه يبقى حاضراً وفي هذا الوقت من كل عام يكون المكدوس موضوعاً للتداول في وسائل الإعلام من خلال عمليات حسابية لتكلفة الحبة الواحدة وفي إحدى الحسابات وصلت تكلفة الحبة إلى 5000 آلاف ليرة وربما يكون هذا الكلام مبالغاً فيه نوعاً ما كوننا نعتمد في عمليات الحسابات على سعر الكمية المراد تحضيرها والتي تبدأ من 25 كيلو غرام وما فوق وبهذا يمكن حساب تكلفة "المكدوسة" الواحدة.