"البالة" لحن شعبي ليس جديد تنشده العائلات الفقيرة... والغش بالبضاعة جديده!!

 كثيرة هي المتغيرات التي طرأت على حياة أبناء القنيطرة وإن كان آخرها الحشرة الكولومبية التي أكلت الأخضر واليابس، إلا أن الظروف الاقتصادية وجّهتهم إلى البحث عن أقل الأسعار، سواء كانت الألبسة أو المواد الغذائية أو أي سلع وخدمات أخرى، ويمكن القول إن «البالة» أحد تلك المتغيرات وباتت لحناً شعبياً يردده وينشده أبناء المحافظة مؤخراً، حيث يقف الرجال -وقد تشترك معهم النساء أحياناً- أمام المخبز الاحتياطي علهم يجدون ضالتهم من خلال العربات المنتشرة هناك ولا شك في أن عيدية «البالة» هذه قد جمعت مقومات النجاح الأساسية لأي أغنية.

والحقيقة أن أسواق «البالة» أصبحت محط أنظار عدد متزايد من المواطنين ذوي الدخل المحدود ولا يغفل ذوو الدخل المتوسط والمتدني ميزات تلك البضائع، لكن يطغى على اعتبارات الكثير منهم مستوى الأسعار، والقدرة الشرائية المتآكلة للعديد منهم في كل عام.

وخلال هذه الأيام «التشرينية» تستعد العديد من الأسر والعائلات لزيارة محال البالة، وذلك في إطار استعداداتهم لدخول فصل الشتاء.

ويرى صاحب محل لبيع البالة أن هنالك نوعين من المواطنين، يرتادون محال الألبسة المستعملة «البالة»، النوع الأول يرتاده بحثاً عن الألبسة ذات الماركات العالمية والأسعار المناسبة، أما النوع الثاني فهم الباحثون عن الأسعار التي تقل عن مستويات أسعار السوق وذوو الدخل المحدود يقبلون على شراء الألبسة المستعملة لتردي أوضاعهم الاقتصادية.

ويرى زياد أن الكثير من المواطنين ضاقت بهم السبل فلجؤوا إلى البالة لسد حاجتهم من الملابس الصيفية أو مستلزمات فصل الشتاء، بعضهم يتباهى بما يشتري وآخرون يترددون حسب الحاجة، لشراء بعض الحاجات من المحال التي انتعشت كثيراً بسبب الظروف الاقتصادية التي تعصف بالجميع، ورأى أن «المواطن أصبح لا يستطيع هذه الأيام تأمين قوت أسرته فكيف يعمد إلى شراء الملابس لهم حتى لو كانت مستعملة وسعرها رخيصاً؟».

أما أم محمد فتقول: إن «الذي يدعوها للشراء من البالات هو الجودة العالية التي تتميز بها القطعة المستعملة وكذلك سعرها المناسب لكونها تخدم لفترات طويلة دون تلف سريع، عكس البضاعة الجديدة التي تتميز برداءة صناعتها وضعف مادتها أما البضاعة الأوروبية فهي مضمونة».

ويقول خالد: اشتريت مانطو جوخ بسعر 400 ليرة ولم يكلفني سوى غسيل وكوي والآن يقيني برد القنيطرة، على حين أن ثمن هذا المانطو في الأسواق لا يقل عن 3800-6000 ليرة ويعادل هذا المبلغ نصف مرتبه وأغلب البضائع الموجودة الآن في الأسواق صينية الصنع ولا تستحق الشراء ويؤكد أنه من رواد محال البالة ودائماً يتجه لابتياع ملابسه وفي كل الظروف والمناسبات من البالة.

 

الوطن