البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان.. ثلاثة أعوام من الإنجاز والتطوير

علي خزنه _ شام إف إم
أقام البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان ورشة للإعلاميين للتعريف بالرؤية الوطنية لمواجهة السرطان في سورية 2023.
ومنذ انطلاقة برنامج التحكم بالسرطان حدد أولياته واعتمد التركيز على بناء ووضع أساسات ودعائم تضمن استدامة عمله وانعكاس الأثر السريع من هذا العمل على المريض، فكان لتعزيز ورفع خبرات وبناء قدرات الكوادر البشرية الحصة الأكبر من العمل، ورفع مستوى العلاج في سورية عبر تطوير بروتوكولات الكشف المبكر والعلاج الكيماوي والإشعاعي، التي تشكل انعكاساً لأحدث التطورات العلمية وتؤطر لنظام عمل موحد للعاملين كافة، كما أنها تساعد على ضبط النتائج وتوثيقها وبالتالي تفسح مجالاً واسعاً للقيام بالدراسات البحثية المتعلقة بمرض السرطان عموماً والعلاج الإشعاعي خصوصاً، إضافة إلى سعي البرنامج لتزويد القطاع الصحي في سورية بالأجهزة اللازمة لتحقيق مواجهة فعالة ضد السرطان بالتقنيات والحداثة.
ثلاثة أعوام من الإنجاز والتطوير
مضت ثلاثة أعوام من عمر البرنامج الوطني للتحكم بالسرطان تخللتها نجاحات وإنجازات عدة على المستوى الوطني كما تخللتها صعوبات وتحديات استطاع البرنامج ومن خلال التعاون والتنسيق عالي المستوى إيجاد حلول مستدامة لها؛ حيث عمل البرنامج على بناء شراكات فعالة، فأولى الموارد البشرية اهتماماً كبيراً للنهوض بواقع التحكم بالسرطان في سورية تلبيةً للمتطلبات والحاجات من خلال إطلاق اختصاص التشخيص والعلاج الإشعاعي في كلية العلوم الصحية وهو ما يعتبر الحدث الأهم استراتيجياً خلال عام 2021، وفي عام 2022 طور البرنامج برامج مسح للتقصي عن السرطانات الأكثر شيوعاً وهي الثدي، البروستات، عنق الرحم.
وأجري خلال الفترة التي امتدت من تاريخ 3 أذار 2022 ولغاية 10 كانون الثاني 2023 وضمن أربع محافظات (طرطوس، اللاذقية، حماه وحمص) ما يزيد على 80 ألف فحص لهذه السرطانات، كما يعمل البرنامج على دراسة واقع تأمين الأدوية السرطانية والتحديات التي تواجهها ووضع الحلول العملية لتخطي هذه الصعوبات، وتطوير البنية التحتية لمراكز علاج الأورام في سورية.
تحديات تواجه قطاع علاج السرطان في سورية
يعاني هذا القطاع من تحديين أساسيين يؤثران على سير العلاج، التحدي الأول على صعيد العلاج الكيماوي حيث تعاني المشافي ومثلها مراكز علاج الأورام حالياً نقصاً شديداً في الأدوية والمواد الطبية مع انقطاعات متكررة فيها، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على علاج المرضى وزمن البروتوكولات المطبقة، وبالتالي يستدعي مدداً أطول في العلاج ومعاناة أكبر للمريض، وتكاليف مادية مضاعفة على الدولة.
والتحدي الثاني على صعيد العلاج الإشعاعي الذي يرتبط بالمسرعات الخطية، حيث حددت المعايير العالمية مسرعاً خطياً واحداً لكل مليون نسمة من إجمالي عدد سكان الدولة.
توقعات بارتفاع عبء السرطان في سورية
يعد مرض السرطان في سورية مشكلة صحية كبرى وهو ثالث الأسباب الرئيسية للوفاة بحسب البيانات الصادرة عن وزارة الصحة، حيث سجلت نحو 17599 إصابة جديدة عام 2020، ولكن وفقاً لتقديرات IRAC GLOBOCAN 2020، من المتوقع أن يرتفع عبء السرطان في سورية ليصل إلى 38600 حالة عام 2030.
يشار إلى أن البرنامج الوطني الشامل للتحكم بالسرطان أطلقته السيدة أسماء الأسد عام 2019، ويسعى إلى وضع السياسات وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط الهادفة لخفض معدلات السرطان في سورية، وذلك بالتشارك بين القطاعات كافة وبدعم مختلف الطاقات الاجتماعية الفردية والجماعية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية والفعالية التشغيلية، وإنقاص نسب حدوث الإصابة بالسرطان من خلال الوقاية الأولية، وضمان تطبيق برامج مسح وكشف مبكر فعالة لإنقاص معدلات الأمراض والوفيات بسبب السرطان، وتحسين جودة حياة مرضى السرطان وعائلاتهم من خلال الدعم والتأهيل والعلاج الملطف، وتحسين فعالية التحكم بالسرطان.