البسطات "مول" الفقراء.. أسعار تنافس المحلات وإقبال على الجديد الرخيص

علي خزنه - شام إف إم
البسطات "مول" الفقراء.. أسعار تنافس المحلات وإقبال على الجديد الرخيص " بـ 10 آلاف بس قرب ياحباب.. تنزيلات قرب ياحباب" تتكرر العبارة ذاتها عبر مكبرات الصوت الموجودة على "بسطة" لبيع الألبسة والأحذية، بالتزامن مع صراخ صاحب البسطة: "أي طقم ولادي بـ 9 آلاف.. قربي يا مدام قرب يا أستاذ فرح ابنك"، وفي كثير من الأحيان لا تفشل النداءات المذكورة بجذب المارين بالقرب من تلك البسطات، حيث تتجمع مجموعة من النساء على إحدى البسطات التي تبيع الألبسة للشبان، وتقف أخرى برفقة ولدها لتشتري له لباساً جديداً مع اقتراب عيد الفطر، بينما تجرب سيدة ثالثة حذاء لابنتها وهي تتمتم: " لقينالك بوط لسا بدنا نجيب لأختك".
تتوزع البسطات الشعبية في دمشق، حيث اتخذت من كل منطقة حيزاً، بين كراجات العباسيين والبرامكة، وجسر الرئيس، والدويلعة، وكراج باب مصلى وغيرها الكثير من المناطق، وتشهد إقبالاً لافتاً خاصة مع اقتراب عيد الفطر السعيد حيث أصبحت الملاذ الأرخص للفقراء وهذا الإقبال جاء نتيجة ارتفاع الأسعار في الأسواق وانخفاض القدرة الشرائية لدى المواطنين.
يتحدث "أحمد" وهو ينحدر من ريف دمشق ويمتلك بسطة في كراج العباسيين، أن البسطات هي عبارة عن "مول" صغير يحتوي الألبسة والأحذية والمواد الغذائية والدخان، ولا ينقصها إلا الدواء والمواد الطبية.
وعلى الرغم من الحملات المتكررة التي تجريها محافظة دمشق لضبط البسطات وإزالتها، إلا أن وجوه الباعة ثابتة وأصواتهم تبقى ثابتة؛ فيما الذي يتغير هو ما تعرضه البسطات من مواد وبضائع.
يقول "سامر" وهو صاحب بسطة لبيع الكاسات والصحون ولوازم المطبخ في شارع الثورة وسط دمشق: "يكمن فرق الأسعار بين المحال والبسطات بالنوعية وجودة الألبسة وقبول أصحاب البسطات بأرباح بسيطة مقارنة مع أرباح المحلات، ناهيك عن وجود أجور يتكبدها أصحاب المحال من كهرباء وضرائب وأجور عمال ومحروقات للمولدة، بينما البسطة لا تحتاج مصاريف سوى تكلفة الحديد" لافتاً إلى إمكانية تغيير مكان البسطة عند مرور الدوريات، كونها مخالفة بطبيعة الحال على الرغم من كل ما ذكر.
بينما يعتبر "أبو محمد" أن أسعار الألبسة على البسطة رخيصة مقارنة بتلك الموجودة في المحلات كونها صناعة محلية - نخب ثالث، ويتم شراؤها بأسعار منخفضة باعتبار أن أصحاب المحلات لا يفضلون عرض هذه المنتجات في محلاتهم، فتكون من نصيب باعة البسطات.
ويتابع "أبو محمد" حديثه ل "شام إف إم": "على البسطات سعر بنطال الجينز الولادي لا يتجاوز 15 ألف ليرة، والرجالي يمكن شراؤه بسعر 20 ألف والكنزة الرجالي 10 آلاف أيضاً، والأحذية تبدأ بسعر 10 آلاف وتصل إلى 40 ألف ليرة"
الجدير بالذكر أنه كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن رغبة محافظة دمشق بتخصيص ساحات تفاعلية ليتم نقل البسطات الموجودة في الشوارع إليها، حيث تعمل مديرية الأملاك في المحافظة على تجهيز 11 ساحة تفاعلية سيتم نقل كل البسطات المرخصة إليها لتكون مدينة دمشق خالية من أي بسطة غير مرخصة.