البطريرك الراعي: هناك مخططات خارجية في المنطقة ينفذها بعض أبنائها

أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ان في مختلف البلدان العربية هناك مخططات خارجية ينفذها بعض أبناء الوطن بأيديهم راجيا ان يحسن ابناء المنطقة قراءة ما يجري كيلا يكونوا ادوات لتخريب اوطانهم.

ودعا البطريرك الراعي خلال مؤتمر صحفي عقده في بكركي اليوم ابناء المنطقة الى ان يثقوا ببعضهم البعض وببلدانهم ايضا وقال "علينا في الشرق الأوسط ان نثق ببعضنا وان نقرأ الاحداث والا نكون ادوات لتحقيق مآرب خارجية وللأسف اكان في لبنان او غيره هناك من يفعل ذلك".

ولفت البطريرك الراعي إلى ان المسيحيين سيبقون في هذا الشرق وهذا ليس مرتبطا بعددهم ولايوجد أي خوف عليهم وعلى رسالتهم بل الخوف على المجتمع العربي اذا بقي على غفلة من المخططات الرامية لهدمه.

وأشار إلى ان البابا بنديكتوس السادس عشر سينادي خلال زيارته إلى لبنان بوقف دوامة العنف في سورية وان يتوقف من يدعمون بالمال والسلاح هذا الطرف او ذاك لان دوامة العنف والحقد لا تجدي نفعا في حل الأزمة في سورية.

وقال البطريرك الراعي "إن البابا حدد الغاية من زيارته وهي السلام في الشرق الأوسط وزيارته ستكون دعوة لحل الصراع العربي الإسرائيلي وللسلام وسيؤكد ان مصير المسيحيين والمسلمين واحد ورسالتهم مشتركة يؤدونها للشرق والغرب".

وأضاف ان الزيارة هي كذلك دعوة لمسيحيي الشرق الأوسط لكي يعيشوا الوحدة بينهم ويلتزموا بانماء بلدانهم لانهم ليسوا أقليات بل مواطنون اصليون طبعوا ثقافات البلدان بقيم المسيحية وكانوا في أساس نهضتها.

وأشار الراعي إلى أن الربيع العربي الحقيقي مرتبط بتلاقي المسيحية والاسلام بكل ما تحمل هاتان الديانتان من قيم ومبادئ لأن الحرب لا تقام باسم الديانتين بل يجب ان تلتقيا لوضع أساس لربيع حقيقي.

واعتبر أن الحضور المسيحي في بلدان الشرق الأوسط يعطيها هوية ومعنى ويؤدي دور الجسر بين الشرق والغرب ولذلك فان زيارة البابا هي دعوة للمسيحيين المشرقيين إلى ترسيخ وجودهم التاريخي في لبنان والشرق الأوسط وإلى التفاعل الحضاري مع محيطهم والعمل على حفظ هذا الوجود ودوره ورسالته لافتا إلى ربيع حقيقي في الشرق الأوسط ستحققه المسيحية والاسلام اذا التقيا فعلا ولا بد لذوي الارادات الطيبة ان يلقوا السلاح جانبا ويوقفوا دورة العنف ويجلسوا إلى طاولة الحوار.

ورداً على سؤال قال الراعي "نحن لا نعتبر ان الحوار فشل نهائيا في لبنان بل ربما يكون ظرفيا ولا نرى مخرجا لكل الأزمات الا بالحوار فلغة العنف والحرب تولد العنف والحرب ونحن اختبرنا في لبنان معنى الحرب العبثية ولا يجب ان نقول ان الحوار انتهى بل يجب ان نبحث عن الوسائل الأفضل لانجاحه ونأمل ونصلي ان تسلم النوايا في الأسرة المحلية والدولية وان يتحمل المسؤولون مسؤوليتهم الخطيرة أمام التاريخ ولا يحق لأي سلطة ان تعبث بشؤون الشعوب والدول".