البطريرك لحام: الإرهاب يهدف لتمزيق وحدة شعوب المنطقة وتقسيمها

أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريس الثالث لحام أن الإرهاب الذي تواجهه المنطقة لا يفرق بين مسلم ومسيحي‏ وهو يهدف لتمزيق وحدة شعوبها وتقسيمها.

وطالب البطريرك لحام في حوار خاص مع جريدة الأهرام المصرية على هامش زيارته إلى مصر للاحتفال بأعياد الميلاد الدول الغربية التي تدعم الإرهاب في سورية ومصر والعراق وغيرها أن تكف أيديها عن الدول العربية وأن تعطيها السلام بدلا من السلاح.

ودعا البطريرك لحام الدول الغربية والأوروبية إلى "دعم مؤتمر جنيف2 بدلا من دعم الإرهابيين في سورية بالسلاح" معربا عن أمله بأن يعود السلام إلى سورية ومصر ولبنان والعراق وفلسطين في العام المقبل وأن تزدهر الأوضاع الاجتماعية وأن ينجح مؤتمر جنيف2 حول سورية ويكون إيجابيا لتوفير الأمن والأمان.

وأوضح البطريرك لحام ان هناك كثيرا من المحللين السياسيين والإعلاميين يقولون إن صمود القيادة السورية يعني أن هناك قبولا وتقديرا شعبيا لها ولا يزال هناك 70 بالمئة يعتبرونها المنقذ للبلاد من أجل الخروج من أزمتها وهذا "ليس رأي شخص".

وقال البطريرك لحام إن "الشعب السوري نسيج واحد وهو ما زال متماسكا رغم الأزمة وهذا ما اعتبره كنز فالخطر هو الفرق التكفيرية التي تأتي من خارج سورية فالمنشآت إذا دمرت يمكن بناؤها مرة أخرى أما العلاقات الإنسانية فلا يمكن إعادتها إذا حدث بها شرخ".

واعتبر البطريرك لحام أن ما جرى في الدول العربية تحت مسمى "الربيع العربي" كان سلبيا وجاء بالمشاكل والتحديات ولم يأت بالديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق المرأة والطفل ولم يطرأ أي شيء جيد وأصبح هناك شباب وأطفال ضحايا للحروب نتيجة هذا الربيع الذي لم يتبق منه سوى اسمه داعيا الدول العربية إلى إعادة بناء البشر وتحقيق مستقبل أفضل لشعوبها.

وأشار البطريرك لحام إلى أن هناك تحولا في الموقف المصري من الأزمة في سورية لافتا إلى أن "العلاقات المصرية السورية ستتطور وإذا ما تضافرت جهود البلدين فسيعود ذلك على العالم العربي بالخير".

وأوضح البطريرك لحام أن ثورة 30 حزيران أعادت مصر إلى وضعها الصحيح وأن المصريين جميعا في مركب واحد مسلمين ومسيحيين داعيا الغرب إلى احترام رغبة أبناء مصر.

وقال البطريرك لحام إن "الوضع في مصر أصبح مقلقا للغاية وأخشى أن تصبح كالعراق فالاعتداءات على الكنائس والمساجد تجعلنا نخشى أن يصبح التفجير طريقة التعامل وحادث المنصورة كان له تأثير سلبي ولكن يجب علينا أن نقابل ذلك بأسلوب إيجابي مثل تقديم المحبة وقبول الاخر والتواصل معه وأتمنى أن يرجع الأخوان لعقولهم فنحن لا نغلب الشر بالشر بل نغلب الشر بالخير".

وتوجه لحام إلى الدول الغربية بالقول "حلوا قضية فلسطين واعدلوا فيها ثم يمكنكم أن تعلمونا وتساعدونا في محاربة التكفير .. اهدموا جدار الضفة ثم ساعدونا في حل مشاكلنا ... ارفضوا اعلان إسرائيل دولة يهودية ليمكن لكم أن تساعدونا في تطوير المجتمع الإسلامي .. أين الديمقراطية التي تتحدثون عنها .. كفوا أيديكم عن بلادنا فنحن عشنا مجتمعا متعددا في احترام بعضنا البعض.. اعطونا السلام بدلا من السلاح".