"البوق و الدربكة"يختلفان في حب الوطن


 
ساهرة صالح.شام نيوز

 

قال السير إسحاق نيوتن : (( نحن نبني الكثير من الجدران والقليل من الجسور ))
وهكذا عكف البعض من أبناء الوطن الواحد في الأونة الأخيرة على اختراع الألقاب و المسميات و تشكيلها كالقنابل اليدوية تحضيرا لرميها في وجه الأخرعند أول لقاء لما أتفق على تسميته
“حوار” ...

 حوار ليس له آذان , فمن يسمع و من يقرأ ,
عندما تكون إحدى هذه الألقاب المسبقة الصنع ( أنت بوق للنظام )
فيكون عندها الجواب المنطقي ( و أنت دربكة للمعارضة ) ...

 

 

ليختلف البوق و الدربكة في حبّ الوطن , و يتفقوا على عزف لحن الكراهية ...
من منّا لم يخسر صديقاً , أو حتى أخاً , لمجرد الإختلاف في وجهات النظر عن ما يجري من أحداث في سوريا ...

خصوصاً مع مايرتجله الكثيرون عن معلومات ما أنزل الله بها من سلطان , تُرفق دائما بجملة "من مصادر موثوقة "

وكأنّه يكفي أن نذكر كلمة "موثوقة" حتى يسجد الجميع أمام الحقيقة المطلقة , دون مجرد التفكير بأهليّة و مرجعيّة من نطق بالمعلومة ...

فكيف لنا أن نتنابز بالألقاب , و نرفض مجرد حتى سماع الأخر, كما نرفض وجوده أصلاً, و في نفس الوقت نُطالب بالحريّة و الإصلاح ...

نعم هناك أزمة يجب تجاوزها , ولا أحد بين مؤيّد ومعارض, يريد أن يرى الوطن يجلس وحيداً متكئاً على جرحه و ينتظر أن يضع الجميع من يده الأبواق و الدربكات ويبدؤوا بعزف لحن الحوار الناضج و المجدي , بعيدا عن الأحقاد و الأطماع و الجهل ...



فلكلّ الناس وطنٌ يعيشون فيه , و نحن السوريين لنا وطننا يعيش فينا ...