البيان "الاماراتية"- برنامج حماية القرآن

لا نتخيل كم المواقع الالكترونية والرسائل الالكترونية التي تحتوي على آيات قرآنية، والتي غالبا ما ترد في قصص الأنبياء والتذكير والدعوة وغير ذلك.ولكن المشكلة أن بعض هذه الآيات قد خلطت مع بعضها البعض، أو حرفت برسمها أو تشكيلها وأحيانا كتبت كلماتها بطريقة خاطئة، وجميعنا يدرك تماما أن أي تغيير في تشكيل كلمات القرآن قد يغير المعنى تماما.
ونتيجة لكثرة الخلط الذي حدث في الآيات القرآنية فقد أخذت المواطنتان ريم علي القايد وهيفاء يوسف بوهندي واللتان تدرسان هندسة الكمبيوتر في جامعة الشارقة على عاتقهما حفظ القرآن الكريم، من خلال تصميم برنامج صغير لا يتجاوز في حجمه واحد ميغابايت، للتدقيق في الآيات القرآنية التي يتم تداولها في الرسائل الالكترونية والمواقع الالكترونية المختلفة.
في حرم الجامعة التقينا الفتاتين اللتين تحدثتا عن طبيعة هذا البرنامج وإمكانيات الاستفادة منه وتطويره في المستقبل. وحول فكرة البرنامج وأسباب اختياره قالت ريم القايد: يقوم برنامجنا على فكرة أساسية ألا وهي التأكد من صحة الآيات القرآنية التي تصلنا عن طريق البريد الالكتروني، أو تلك التي نجدها في المنتديات والمواقع الالكترونية المختلفة، حيث يقوم البرنامج بمقارنة الآية المطلوبة مع الآيات الموجودة في القرآن.ويظهر لنا أقرب عشر آيات قرآنية لها، حيث يقوم بوضع الآية الصحيحة في البداية ثم يظهر البقية تباعا بحسب درجة القرب منها، بالإضافة إلى ذلك يظهر لنا البرنامج اسم السورة ورقم الآية، ومن خلال المخرجات أو النتائج يمكننا التأكد من صحة الآية القرآنية المطلوبة.
وواصلت ريم بقولها: اختيارنا لهذه الفكرة كانت نتيجة لما لمسناه من وجود أخطاء عديدة وخلط بين الآيات القرآنية على المواقع الالكترونية، ومن خلال البحث العادي فقد ظهرت لنا العديد من الآيات التي خلطت مع بعضها البعض، بحيث يكون جزؤها الأول من سورة معينة في حين أن الجزء الثاني من سورة أخرى، والمشكلة أن الجميع يتعامل معها على أنها آية واحدة.
|
وقد حصلنا على آيات أخرى لم يكن فيها خلط وإنما اختلاف في تشكيلها ورسمها، وكلنا يعرف إنه إذا اختلف التشكيل في الآية القرآنية قد يعطي معنى مغايرا للمطلوب، ونحن نهدف من خلال برنامجنا هذا إلى المحافظة على الرسم العثماني الذي كتب به وما زال يكتب به القرآن الكريم.
|
ومن جانبها قالت هيفاء يوسف بوهندي: منذ أن بدأنا العمل على هذا البرنامج سعينا إلى الحصول على القران الكريم بنسخة الكترونية صحيحة من حيث الرسم العثماني والتشكيل وترتيب الآيات، وقمنا بإدخال هذه النسخة لتكون قاعدة بيانات رئيسية يعتمد عليها البرنامج في البحث، وحتى نتأكد من النسخة التي نعمل عليها قمنا بمقارنتها مع القرآن الكريم، ووجدنا بأنها الأكثر صحة وقربا إليه.
|
ونحن بصدد التأكد من هذه النسخة من خلال عرضها على الجهات المختصة في الدولة وذلك بعد الانتهاء من إعداد البرنامج بشكل نهائي.ومن دون شك فإن كل البرامج التي تختص بأمور القرآن الكريم تحديدا تحتاج إلى موافقة شرعية من قبل مجمعات الإفتاء في الدولة أو خارجها.
|
وحول هذه الخطوة قالت ريم: لقد وضعنا هذه الخطوة في خطة عملنا، وننوي بعد الانتهاء من البرنامج كليا عرضه على الجهات المختصة في الدولة للتأكد من نسخة القرآن الكريم التي نمتلكها من كافة النواحي، إلى جانب التأكد من فعالية البرنامج تمهيدا لاعتماده بشكل نهائي، وفي تقديري فإن البرنامج بعد أن يحوز على الاعتماد الرسمي سيكون من أهم البرامج التي يمكن عبرها التأكد من صحة الآيات القرآنية على الشبكة.
|
صعوبات عديدة |
عديدة هي الصعوبات التي تواجه مصممي البرامج الالكترونية قبل الوصول إلى صيغة نهائية لها، وحول ابرز هذه الصعوبات أفادت ريم بقولها: من دون شك أن التحدي الأبرز يكمن في أننا نتعامل مع كتاب الله عز وجل والمحفوظ منذ آلاف السنوات، وبالتالي فلا مجال أمامنا للوقوع في الخطأ نهائيا، لان أي خطأ في البرنامج سينفي الهدف الأساسي منه. |
أما الصعوبات الأخرى التي واجهتنا فكانت الحصول على نسخة الكترونية صحيحة، والتأكد منها عبر مقارنتها مع القرآن الكريم بنسخته الورقية، إلى جانب ذلك فقد واجهتنا مشكلات عديدة في الحصول على أقرب آية مطلوبة، لان القران الكريم يتميز بآيات كثيرة وبتشابه بعضها وبالتالي يجب البحث بدقة للحصول على الآية المطلوبة. |
كثيرة هي البرامج المفيدة التي يتم تداولها على شبكة الانترنت، بعضها يتطلب شراؤه للاستفادة منه، وبعضها الآخر يكون مجانا ويمكن تداوله وتحميله على جهاز الكمبيوتر، وحول طريقة ترويج برنامج الحفاظ على القرآن الكريم على شبكة الإنترنت مستقبلا والذي صممته المواطنتان ريم القايد وهيفاء بوهندي قالت هيفاء: في هذا المجال أمامنا خياران. |
فإما أن يكون احد التطبيقات المصاحبة لمواقع البريد الالكتروني مثل خاصية التدقيق الإملائي الموجودة في «ياهو وهوتميل وجي ميل» وغيرها، وننوي في المستقبل القريب مخاطبة الشركات المالكة لمواقع البريد الالكتروني وعرض الفكرة عليها. |
ودراسة إمكانية توزيع البرنامج من خلالها، او أن يتم توزيع البرنامج على مختلف المواقع الالكترونية الخاصة بالبرامج الالكترونية، بحيث يمكن لأي شخص تحميله منها مباشرة والاستفادة منه، ولكن ما زال أمامنا بعض الوقت للقيام بهذه الخطوة، حيث لا يمكننا تنفيذها قبل الحصول على اعتماد الجهات الرسمية. |
وعن سبل تطوير هذا البرنامج مستقبلا قالت هيفاء: برنامجنا يشبه أي برنامج الكتروني اخر وهو قابل لأية عملية تطوير، وفي نسختنا الأولية حرصنا على أن يعمل البرنامج على قراءة حفص، وبعد نجاح هذه النسخة سنقوم بتطوير البرنامج بحيث يشمل القراءات السبع المعتمدة. |
إلى جانب اعتماد الرسم العثماني بشكل رئيسي كونه المعتمد للقران الكريم، بالإضافة إلى ذلك ننوي تسريع عمليه البحث للتحول من دقائق إلى ثوان معدودة، وحتى الآن لا تحتاج عملية البحث والحصول على نتائج اكثر من ثلاث دقائق.
البيان
|