البيت الابيض يحضر لقمة تضم اوباما وعباس ونتنياهو لتسهيل استئناف مفاوضات السلام

يقول موقع "ديبكا" الاسرائيلي المعروف بارتباطاته بالاستخبارات الاسرائيلية نقلا عما يصفه بـ"مصادره الخاصة" في واشنطن ان البيت الابيض يبذل جهودا حثيثة في الاعداد لقمة مبكرة بين الرئيس الاميركي باراك اوباما والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ويضيف الموقع في تقريره ان "مصادر في القدس ورام الله ايضا اكدت انهم (في الحكومة الاسرائيلية والسلطة الفلسطينية) يحضرون لهذه المناسبة. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى لـ"ديبكا فايل" ان "حتى الان شهدنا رفع الستارة هو رفع الستارة واعلان المواقف الافتتاحية. والآن سنتجه نحو العرض الحقيقي – اي المفاوضات".
وكان (المصدر) يشير الى سباق الخطابات الستة عن الشرق الاوسط الذي دشنه الرئيس الاميركي في 19 أيار ورد عليه بالاعتراض رئيس الوزراء الاسرائيلي وتبادل الأخذ والرد بينهما حتى يوم الخميس 26 أيار عندما كرر اوباما في لندن مفهومه بشأن مسار السلام في الشرق الاوسط.
وفيما اتهمت دوائر عديدة نتنياهو بانتهاج مسلك متشدد تجاه السلام في واشنطن، فقد قيل ان اوباما يهنىء نفسه على ما اعتُبر بوجه نقاشاً بين الزعيمين يشعر انه انتزع من اسرائيل ثلاثة تنازلات رئيسية:
1- نتنياهو هو اول رئيس وزراء اسرائيلي يعرض التخلي عن مستوطنات خارج الحدود (الاسرائيلية) في اتفاق محتمل يؤسس لدولة فلسطينية. وعزا مسؤول اميركي كبير ذلك الى التعاون الدبلوماسي الناجح بين اوباما ونتنياهو للحصول عل هذا التنازل.
واشار الى ان حكومة نتنياهو تخلصت الان من التزام يقضي بان عليها ان تخلي مستوطنات، وهو ما يعتبر مستحيلا من الناحية السياسية في اعقاب الصدمات التي لا تزال آثارها مستمرة نتيجة انسحاب اسرائيل عام 2005 من قطاع غزة وتدمير المستوطنات هناك.
ومن وجهة نظر المسؤول الاميركي، فان بامكان نتنياهو الان ان يضع امام حوالي 120 ألف مستوطن يعيشون خارج بعض المناطق المحددة مسبقا خيار الانتقال للعيش داخل حدود اسرائيل قبل 1967 او البقاء في الضفة الغربية تحت سيادة الحكم الفلسطيني.
وتوسع المسؤول الاميركي في تفسير مفهوم الرئيس اوباما لـ"تبادلات الاراضي بين الجانبين"، فقال: لا يتطلب هذا التبادل اخلاء اعداد كبيرة من السكان او مستوطنات عديدة، وانما يعني خلق جيوب فلسطينية واسرائيلية تظل في موقعها داخل اراضي الطرف الاخر تحت "رموز سيادة" ذلك الطرف، الفلسطيني أو الاسرائيلي.
ومن الواضح ان المستقبل يحمل معه مزيدا من الازمات بالنسبة الى واشنطن واسرائيل فيما تحاولان التوصل بدقة الى طبيعة هذه الترتيبات ونطاقها. الا انه في اللحظة التي وافق فيها الزعيم الاسرائيلي على مبدأ وجود مستوطنات خارج الحدود (الاسرائيلية)، فتحت الابواب من جديد امام استئناف محادثات السلام.
واشار المسؤول الاميركي الى ان الرئيس الفلسطيني رفض بصورة قاطعة بقاء اي مستوطنات اسرائيلية تحت الحكم الفلسطيني. وينظر البيت الابيض إلى موقفه على انه قابل للتفاوض.
2- اذا تمكنت ادارة اوباما من الحصول على موافقة الفلسطينيين والاسرائيليين على طبيعة "رموز السيادة" في الجيوب المتبادلة، فستكون قد توصلت الى صيغة السيادة المشتركة لايجاد حل لقضية القدس الجوهرية، حسب قول المسؤول الاميركي. ولا يحتاج الامر لتنازل اي من الطرفين عن حقوق السيادة في المدينة، كما يمكن ادخال وجود دولي في مناطق محددة.
3- بعد فحص الطرق التي فسر بها مفهوم حدود 1967، لم يجد المسؤول الاميركي خلافات رئيسية بين اوباما ونتيناهو.
ذلك انه فيما يصر نتنياهو على ان هذه الحدود لا يمكن الدفاع عنها، يقول اوباما انها الاساس للتفاوض على تعديلات تلبي المطالب الامنية الاسرائيلية. وسيكون بامكان الفلسطينيين والاسرائيليين طلب اجراء تعديلات على حدود 1967.
واشار المسؤول الاميركي الى انه رغم ان الزعماء الفلسطينيين والاسرائيليين يشددون على ان الخلافات بينهم عميقة للغاية يصعب جسرها، فانهم منهمكون في الاعداد للقمة الثلاثية في البيت الابيض.
وقالت مصادر وزارة الخارجية (الاميركية) لموقع "ديبكا فايل" انه بالنظر الى ان الفلسطينيين رفضوا لسنتين تقريبا الجلوس مع الاسرائيليين واجراء محادثات معهم، فان عددا من مسؤولي مجلس الامن القومي في البيت الابيض والخارجية الاميركية يتابعون عن كثب اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي يعقد اليوم السبت 28 أيار في الدوحة باعتباره المفتاح لفك مقاومة محمود عباس لمسيرة السلام.
وقد عمل البيت الابيض خلف ستار لضمان اعطاء الضوء الاخضر لعقد قمة ثلاثية.
وشدد هؤلاء المسؤولون على ان البدء في المفاوضات هو الطريقة المثلى لوقف توجه عباس نحو الامم المتحدة في أيلول للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية ضمن حدود 1967.
كما اكدت مصادر اسرائيلية في مدينة القدس ان هناك استعدادات للقمة الثلاثية، الا انها عبرت عن ثقتها التامة بان المسؤول الاميركي بالغ في التفاؤل من اجل الضغط على اسرائيل للحصول على مزيد من التنازلات.
وقالت المصادر ان الرئيس الاميركي قد حشد خطابه عن الشرق الاوسط الذي القاه في 19 أيار حججاً مؤيدة للفلسطينيين واعلن عن اقتراحين لا يمكن لاسرائيل القبول بهما باي حال من الاحوال:
- عدم بقاء قوات اسرائيلية عبر الحدود الجديدة المتفق عليها بين الفلسطينيين والاسرائيليين، اي ان اسرائيل ستحرم من المتطلبات الامنية.
- على اسرائيل كجزء من عملية تبادل الاراضي ان تتخلى عن اراض، او بكلمة اخرى الانسحاب ليس لحدود 1967 فحسب، بل الى ابعد من ذلك غربا والتخلي عن مقاطع من الاراضي السيادية لما قبل 1967. واكدت مصادر اسرائيلية انه اذا تمسك اوباما بموقفه، فان المفاوضات ستصل الى نهايتها في وقت سريع للغاية بعد البدء بها، وسيؤدي ذلك الى تعميق هوة عدم الثقة بين اسرائيل وواشنطن".
شام نيوز - مواقع - صحيفة القدس