«البيرسينغ» ظاهرة أخذت مكاناً ملحوظاً بين شريحة الشباب

لاقى «البيرسينغ» أو وضع الأقراط في مختلط أنحاء الجسم رواجاً كبيراً في الأوساط الشبابية بعدما كانت تقتصر على الأذن فقط، وعلى الفتيات دون الشباب، إلا أنه أصبح موضة تميز شباب اليوم عن غيرهم، إذ أصبحنا نلاحظ شباباً وشابات يضعون أقراطاً في البطن، الأنف، الحاجب، الشفاه، السرة، وفي منتصف اللسان والأظافر. البيرسينغ عبارة عن كرة معدنية صغيرة من الذهب أو الفضة وغالباً من معادن أقل قيمة مثل النيكل، وفي بداية التسعينيات من القرن الماضي زاد إقبال الفتيات والشباب على عمل ثقوب بهدف وضع الحلي، واقتصرت هذه الموضة في البداية على من يسمون (البانك) ممن تبنوا اتجاهاً ثورياً على تقاليد وقيم مجتمعهم وكان البيرسينغ عندها مرافقاً للثياب السوداء الجلدية وأحمر الشفاه ذي الألوان الداكنة مع خلل العينيين الثقيلة وكان وضع الحلي في الولايات المتحدة الأميركية يعني في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية أن واضعها مثلي الجنس وشيئاً فشيئاً بدأت العدوى تنتقل إلى شريحة أكبر من الشباب، حتى باتت ممارسة معتادة في صالونات التجميل العالمية وخصوصاً بعد أن ظهر مشاهير العالم على الشاشات بحلي معدنية تلمع في مختلف أنحاء وجوههم وأجسادهم مثل مغني موسيقا الراب والهيب هوب. أما في البلدان العربية فقد تأخرت هذه الموجة حتى أخذت مكاناً ملحوظاً بين شريحة الشباب وتحولت إلى ظاهرة خلال السنوات العشر الأخيرة وما ساعد على زيادة هذه الظاهرة ظهورها في قنوات الترفيه الأساسية كالدراما والفيديو كليبات العربية.
دوافع وضع البيرسينغ
التقت «الوطن» مكسيم الدنيا صاحب مركز للوشم والبرسينغ وأكد أن الأسباب التي تدفع زبائنه لثقب أجسادهم بالنسبة للسيدات والفتيات هو لفت النظر إلى ملاح جميلة تحملها الفتاة ذلك عبر تزيينها بهذه الحلي لتأكيد جمالها، كوضع الحلي في أنف صغير ومتناسق أو تحت شفتين جميلتي المظهر أو في سرة لبطن مسطح رياضي المظهر.
أما الشبان فغالباً ما يقومون بثقب مناطق من أجسادهم لتحمل ذكرى مناسبة معينة أو يعمد شخصان تجمع بينهما علاقة حب إلى إجراء ثقب في الوجه في منطقة واحدة كدليل على نية دائمة لإتمام هذا الارتباط، ويرى مكسيم أن هذا الإجراء أفضل بكثير ممن يقومون برسم ووشم مماثل، ففي حال ندم المرء على ثقب جلده سواء بسبب انهيار العلاقة أو لأنه كبر بالسن ويريد مظهراً أكثر نضجاً فإن كل ما يتطلبه الأمر منه هو إزالة الحلي من المكان وسيلتئم الثقب خلال أيام قليلة.
عن أسعار البيرسينغ
أكد مكسيم الدنيا أن الإقبال على وضع هذا النوع من الجواهر كبير من الفتيات، وخاصة مع دخول فصل الصيف، وأضاف: إن موضة هذه السنة هي «بيرسينغ الشفة» وهو قرط يوضع فوق الشفة العليا وهي بحجم الألماسة الصغيرة توضع مكان الشامة، وهذا النوع يشهد إقبالاً كبيراً عند الفتيات هذه السنة أما «بيرسينغ لابري» فهو قرط يوضع على الفم وخاصة الشفة السفلى وهذا النوع يشهد إقبالاً من الذكور وأكد أنه لا يمكن تحديد الفئة الأكثر إقبالاً على البيرسينغ لأن كلا الجنسين أصبح يقبل على هذا النوع من التجميل إن صح التعبير وعن أسعارها يضيف مكسيم: إنها تتراوح من 300-1500 ل.س وذلك حسب مكان وضعها، وباستعمال مادة «التيتان» المقاومة للصدأ التي تحمل لوناً فضياً لامعاً ولونه غير قابل للزوال، كما أنها خفيفة الوزن ولا تشكل أي خطر على البشرة.
ومن جهتها ترى «رنا الأحمد 28 سنة»: أن البيرسينغ من الأمور الشيطانية التي تجلب العار لفتياتنا وشبابنا وللأسف كثيرون من اتبع هذه الموضة معتبرة وضع الذكور للحلي في آذانهم أو أذنهم تشبهاً بالنساء وهم شباب يتبعون موضة أو ظاهرة دون معرفتهم لجذورها ومساوئها.
أما عمار حواصلي 23 سنة فقال: يضع البيرسينغ فئة من الناس تنتمي إلى طوائف معينة تعبر عن تميزها عن الأشخاص الآخرين بوضع الحلي في مناطق معينة من الجسد وأنا أعتقد أن الذين يضعون هذه الحلي يعانون من أمراض نفسية ويعبرون عن أمراضهم بوضع الحلي فهم أناس يعانون من أمراض نفسية.
أما راني خوري 18 سنة فيقول: أحب أن أسمع موسيقا الميتال والروك وأحببت أن أضع «البيرسينغ» واخترت منطقة الذقن أي تحت الشفة السفلى.
وتقول شذى القاضي 24 سنة: إن البيرسينغ شيء جميل وموضة السنة، وأريد أن أضع واحدة على أنفي قريباً ولكن لا أحب أن أضعها باستمرار.
وأما آية 21 سنة فلم تكن ضد مبدأ الأقراط إنما ليس في كل المناطق في الأنف في أعلى الأذن أحبها أما أقراط اللسان والشفة والسرة فلا أستسيغها.
وتحدثت سيدرة 23 سنة عن وضعها لقرط ببطنها بقولها: إني وضعته بمناسبة فصل الصيف لأني أقضي كل العطلة على شاطئ البحر وخصوصاً أني أعشق إكسسوارات التجميل.
تضيف ريتا: إنها ترتدي القمصان القصيرة ما جعلها تضع البيرسينغ على سرتها ليزيد جمالها لأنه موضة مسايرة للتجديد.
أحمد 27 سنة يقول: إن البيرسينغ يعطي الشاب أو الشابة ستايل حلواً وأنه على الموضة ويعبر عن فئة معينة من الناس وهناك نوعان من الناس منهم يضعونها للتعبير عن انتمائهم لطائفة معينة في المجتمع كالنجوم والمغنين الأجانب وحبهم ليتميزوا على باقي الأشخاص أما الفئة الثانية فيضعونها كمظهر للجمال والإثارة وهذا الشيء يعود للمنطقة التي يوضع بها.
مخاطر البيرسينغ
أكد الدكتور محمد جاويش اختصاصي في الأمراض الجلدية أن ثقب الجسد قد يؤدي إلى التهاب الجرح إذا تم تلويثه في الفترة المحددة لتعافي المنطقة المثقوبة، عبر استخدام أغراض غير نظيفة كسماعة هاتف وسخة أو منشفة قديمة وكذلك السباحة في مسابح عامة واستخدام عناصر تجميلية كيماوية كمثبت الشعر إذا لامست المنطقة المثقوبة.
يضيف جاويش: إن عملية ثقب الوجوه أو الجسد تؤدي للإصابة بأمراض بكتيرية وتنقل عدوى بأمراض خطرة عبر الدم الملوث كمرض نقص المناعة المكتسب ومرض التهاب الكبد الوبائي المميت.
ويعود سبب العدوى إلى استخدام أدوات غير معقمة في عمليات الثقب والقيام بها دون الإشراف الطبي اللازم وأما المدة اللازمة لتعافي كل ثقب بعد إجرائه وإحاطته بالاهتمام الكافي والعناية، لكل من شحمة الأذن والحاجب فهي هي من ستة وحتى ثمانية أسابيع أما صيوان الأذن والسرة فالمدة هي أربعة أشهر وحتى عام كامل، جانب الأنف يتطلب شهرين وحتى أربعة أشهر، وأربعة أسابيع للسان وتتطلب الشفة شهرين إلى ثلاثة أشهر.
شام نيوز- الوطن