البيوت السورية تحت رحمة من بناها!

البيوت السورية

واصل حميدة_ شام إف إم


في المشهد السوري، صور الدمار في المناطق السورية المنكوبة جراء الزلزال، إضافة إلى أحاديث الخوف والقلق الذي يخيم على قلوب سكان الأبنية الضعيفة المرجحة أن تكون الفريسة القادمة لأي هزة جديدة.

قلق دفع بعض العائلات للجوء إلى مراكز الإيواء المؤقتة التي افتتحت في المحافظات المنكوبة، إلى حين البت في وضع بيوتهم وإيجاد الحلول التي ترفع عنهم بلاء الموت تحت الأنقاض، لكن ربما ستطول أيام انتظار متضرري الزلزال، فبلد مثل سوريا عانى ويلات حرب وحصار ترك مختلف قطاعاته منهكة ومثقلة ومقيدة، ستكون عملية إعمار البيوت التي تهاوت بفعل الزلزال أمراً ليس سهلاً على دمشق، في ظل حصر المجتمع الدولي استجابته لهذه الكارثة بتقديم المعونات الإغاثية والغذائية حتى اللحظة رغم الأحاديث المتناقلة والوعود التي تطلق هنا وهناك.

وجوه مكفهرة مستائة بل متعبة من قسوة الحياة، هكذا كان حال سكان أحد الأبنية في منطقة المزة والذين هجروا عنه بعد ميلانه واقترابه للتهاوي، بعد أن غدا غير سليم من الناحية الإنشائية وفق مصطلح المختصين، فرأوا أحلامهم تتبخر أمام أعينهم وتعب السنوات الماضية على قسواتها يذهب أدراج الرياح، تارة يحدقون ببيوتهم وتارة يحاولون انقاذ ما يمكن انقاذه من أثاث تمهيدا لرحلة هجرة جديدة على وجه هذه الأرض.

محافظة دمشق عملت بعد الكشف الفوري على تدعيم البناء بالعواميد المعدنية كحل إسعافي عله يعيده إلى سيرته الأولى أمناً وقادراً على الوقوف في وجه الهزات القادمة سواء كانت من باطن الأرض أم من السماء خلال الاعتداءات المتكررة التي يشنها العدو الإسرائيلي على البلاد.

البناء عكس معه حال آلاف الأبنية السورية التي أصبحت اليوم تحت رحمة ضمير من قام ببنائها والتزامه بمعايير السلامة أم لا، خاصة في غياهب العشوائيات التي رُفعت فيها أبنية بأكملها بين ليلة وضحاها، دون أن يعلم أحد كيف وأين ومن أعطى الترخيص ومن أشرف على معايير السلامة.

ربما غاب عن ضمير متعهدي البناء ومن والاهم فكرة أن أحبة لهم وأهل وذوي قربى قد يسكنون هذه البيوت في يوم من الأيام، هي نفس البيوت التي تتعرض اليوم لخطر التداعي بفعل الاهتزازات المتكررة التي تشهدها البلاد.

اذاً، أفلح اليوم كل سوري يسكن منزلاً بناه شخص ذو أخلاق، وأشرف عليه موظف صاحب ضمير لم يرضى أي تهاون في معايير السلامة بل ورفض منح رخصة لكل بناء لم يتم الالتزام به بكل ما يجعله أمنا وموطنا لعائلات سورية أحلامها تتسع الأرض والسماء.