التجارة الإلكترونية في سورية.. واقعٌ تأسيسي ومستقبل واعد!

التجارة الإلكترونية في سورية.. واقعٌ تأسيسي ومستقبل واعد!

رزان حبش – شام إف إم

باتت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل جزءاً كبيراً من الحياة اليومية، ويقضي الكثيرون عدداً متفاوتاً من الساعات والدقائق في تصفحها، ما أدى إلى اعتماد شريحة من المجتمع عليها كمصدر رزق لهم، وامتهانهم صناعة المحتوى!

وعلى الرغم من تنوع مجالات صناعة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها ليست فرصة العمل الوحيدة التي يوفرها الإنترنت بشكل عام.

ظهر مؤخراً مصطلح التجارة الإلكترونية، وأصبح العديد من الأشخاص يستخدمون تطبيقات الإنترنت للقيام بمعاملاتهم التجارية، من استئجار السيارات، وتطبيقات توصيل المنتجات المختلفة، إلى شراء المنتجات" أون لاين".

ما قدّم فرصة لأصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة ممن ليس لديهم القدرة على افتتاح متجر خاص بهم وتسويق منتجاتهم، ليعتمدوا على مواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بهذا الدور!

وهكذا أصبح بإمكان أي شخص ومن خلال الوقت والساعات التي يقضيها في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أن يكسب مادياً، وأن يشكل ذلك مصدر رزق له!!

 

بيّن مدير قسم التسويق في تطبيق "Key Finder" لتجارة العقارات والسيارات يزن المالح لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم" أن التجارة الإلكترونية تتميز عن التجارة التقليدية بالكلف التشغيلية الأقل، وبأنه يمكن عرض المنتجات دون التقيد بمساحات العرض، بالإضافة إلى وجود خدمة العملاء بشكل أكثر تطوراً منها في التجارة التقليدية، وتُمكّن من إنشاء بيانات قابلة للتحليل والتي تسعى لتحسين تجربة المستهلك.

وقال المالح إن التجارتين الإلكتورنية والتقليدية لا تزالان تعملان معاً وتكملان بعضهما البعض في سورية، لأنه وبعد أن يختار الزبون المنتج الذي يريده عبر تطبيقات الموبايل أو المواقع الإلكترونية، فإن العملية التجارية لا تتم بدون اللقاء الشخصي بينه وبين البائع.

وحول المعوقات والتحديات التي تواجه هذا النوع من التجارة في سورية ذكر المالح أن أبرزها الانقطاعات في الكهرباء والإنترنت، بالإضافة إلى التضخم الاقتصادي الذي يؤدي إلى التغير المستمر للأسعار وعدم ثباتها.

كما نوّه مدير قسم التسويق في تطبيق "Key Finder" إلى أن مستقبل التجارة الإلكترونية في سورية هو مستقبل واعد، ويتضح ذلك من خلال الاستمرار بدعمها في القوانين والتشريعات الناظمة لها، وخلق بنية تحتية مناسبة كزيادة عدد بوابات الإنترنت، وإدراج ثقافة الدفع الإلكتروني، موضحاً أن السرعة التي تخطو بها سورية نحو هذه الأهداف هي السرعة الطبيعية لذلك.

وشجع المالح أصحاب المشاريع الصغيرة والناشئة على التوجه للتجارة الإلكترونية، فهي ليست مقتصرة على المشاريع الكبيرة، لافتاً إلى أن ذلك يعتمد بشكل كبير على التسويق الصحيح، من خلال تصوير المنتجات وعرضها وإرفاق مواصفاتها الكاملة.

 

يتوقّع تقرير صادر عن موقع "eMarketer" أن يصل حجم المبيعات الإجمالي العالمي للتجارة الإلكترونية إلى 6.388 تريليون دولار بالعام الحالي.

فهل سنشهد تحولاً بشكل التجارة والتسوق في الأعوام القادمة؟؟ وهل سيختلف مفهومها القائم على الوجود الشخصي، لتصبح رقمية كالعديد من الأمور الحياتية الأخرى؟!