التجريب المغاربي يطغى على فعاليات اليوم الثالث لمهرجان المسرح

شام نيوز - خاص

 

تميزت عروض اليوم الثالث من مهرجان دمشق المسرحي الخامس عشر بطغيان العروض المغاربية عليها، إذ قدمت فرقة المسرح الوطني التونسي عرض "حقائب الحائز على جائزة أفضل عرض في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي في دورته الأخيرة لمخرجه جعفر القاسمي، كما قدمت فرقة مسرح أبعاد المغربية عرض "طعم الطين" المأخوذ عن نص لعلاء الدين كوكش وإخراج عبد المجيد شكير، وقدمت فرقة المسرح الوطني في الأردن مسرحية "أحلام شقية" للكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس وإخراج نبيل الخطيب، وفي تظاهرة منصة البحر الأبيض المتوسط قدمت فرقة تونسية فرنسية مسرحية "حتى إلي يعود".

 

حقائب

 

تميز العرض التونسي "حقائب" بتجريبية عالية حاولت أن تلعب على شخصيات نمطية فالممثلين يستعملون أجسادهم للتعبير عن الحالة التي يعيشونها. والاضواء كانت خافتة وايقاع الناى يتسلسل شيئا فشيئا الى المسامع ومعه كسر كل ثنائي من الممثلين حالة الصمت التي كان فيها ليعود الى حالة الانسان الطبيعية وهي التعبير بالكلمات مستعملا اسلوبا سرديا يطغى عليه الجناس وهو مشهد مهد به القاسمي وكاتب العمل يوسف بحرى ليدخل المتفرج الى عالم الممثل المسرحي الذى يعيش عملية ولادة على الخشبة فعلى خشبته يخرج من حالة الصمت والعجز التي يكون فيها خارجه لينطلق في الكلام وفي التعبير عما يخالجه من مشاعر واحاسيس .

"حقائب" هي رحلة مع الممثل وداخله تقدم الممثل في شكل حقيبة تحمل في داخلها الكثير من الاسرار التي وان عبرت عن الاخر في كل حالاته الا انها تخفي مايمكن ان يعيشه الممثل في صمته واحلامه وفي حركته وهواجسه.

عمل مسرحي جديد يثرى رصيد هذا الفن ويكشف عن اداء تمثيلي محترف لثمانية ممثلين شبان هم يوسف البحرى واحمد بن علي ومحمد ساسي غربالي وصحبي عمر وصالحة نصراوى وسماح الدشراوى وسماح التوكابرى ويوسف مارس.

العرض التونسي حقائب
 

طعم الطين

 

يحكي عرض طعم الطين الذي أداه سناء دقون ومصطفى قيمي، وصمم إضاءته عبد الفتاح لمكشط، عن حادث سفينة يتسبب في لقاء فجائي بين امرأة من بلاد الرخام، ورجل من بلاد الحجر، باعتبارهما الناجيين الوحيدين من الحادث، وذلك على أرض محايدة، جزيرة في عرض البحر. كل واحد منهما يحمل تهما للثاني، لكن على هذه الأرض المحايدة يتساوى الرخام والحجر، و تصبح الجزيرة أرض اللقاء بين المتناقضين.

العرض المغربي طعم الطين

أحلام شقية

 

أما مسرحية أحلام شقية التي أثارت ردود فعل من عائلة سعد الله ونوس التي لم تعط حقوق العرض للفرقة الأردنية، ولكنها لم تطالب بوقف العرض، فتتحدث عن عائلتين متجاورتين تحت ضغوط سياسية واقتصادية وظروف اجتماعية معيشية صعبة ادت الى تورط الزوج من احدى العائلتين بمشكلات خارج اطار منزله. وتنتقل هذه المشكلات على نحو سلبيّ ومدمًّر إلى داخل الحياة الأسرية لتصل إلى داخل حواس كل شخصية تعيش في ذلك المحيط حيث تبدأ الحكاية منذ 26 عاماً حين ينقل الزوج إلى زوجته مرضاً جنسياً يسبب فقدانها القدرةَ على الحمل وتأخذ الزوجة باجترار حكايتها وقضيتها ويومياتها المأساوية اجتراراً قاسياً ومؤلماً حيث لم تحقق أيّ حل لقضيتها.
وياتي دور الكاتب في المسرحية وعلى لسان الزوجة حيث يلجأ إلى تحميل المجتمع والسلطات المسؤولية النقدية لمشكلة الزوجة التي تبادر فتتحول إلى ناصحة، وتشرع بتقديم نصائحها بأمانة وصدق إلى جارتها المتزوجة حديثاً، لكنّ الجارة تصبح على يقين بأنها ستعيش المشكلة ذاتها، فتقرر الزوجتان قتل زوجيهما بواسطة السمّ بعدما تحالفتا على فعل ذلك وكانت الضحية طفلاً في الثالثة من عمره "ابن الزوجة الشابة" الذي يتناول الطعام المسموم وهكذا تموت العائلتان موتاً معنوياً مدوياً وينعكس ذلك على الأم التي تبقى وحيدة لا تستطيع فعل شيء سوى تمني الموت.

 

أحلام شقية 


متابعة وتصوير - آمن عرند