التريندات.. واقع حياتي يستهلك يوميات المجتمعات عامةً والسوريين بشكل خاص!

رزان حبش – شام إف إم
باتت الشعوب مؤخراً مستهلكة للتريندات التي تصنعها مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تسعى لصنعها أيضاً، وفي الأيام الأخيرة شهدت سوريا عدداً من التريندات كالذي حصل في الجامع الأموي وباحته يوم الجمعة الماضي.
وبيّنت الكاتبة والروائية لينا كيلاني لبرنامج "طلعنا على الضو" على "شام إف إم" أن التريند هو الميل أو الاتجاه الشائع حول شيء ما، وقد اعتمد مجمع اللغة العربية مؤخراً هذه الكلمة وتم إدراجها ضمن المعجم العربي دون وضعها بين قوسين أو تعريبها.
وذكرت كيلاني أن ثقافة التريند أجنبية وزائرة على المجتمعات العربية عبر ترويج مواقع التواصل الاجتماعي لها، وهي جزء من التأثير الثقافي العابر للحدود، وظاهرة من الظواهر الحديثة نتيجة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والثقافية، وقد فرضت نفسها على المجتمع واعتمدت مبدأ "مسار القطيع".
كما أن ظاهرة التريند شكّلت عامل إغراء لكل من يحلم بالشهرة ويرغب بالظهور، وذلك بشكل عام ينعكس على مختلف جوانب الحياة كطريقة التفكير وأسلوب الحياة والاختيارات والتفاعلات والقيم المجتمعية، وحتى السلوك الاستهلاكي.
من جهة أخرى، أوضحت الكاتبة أن تأثير التريند غير ثابت على كل أفراد المجتمع، حيث يتبنى البعض أفكار التريندات بسهولة، فيما يحتفظ آخرون بآرائهم الشخصية ولا يتأثرون بالقدر ذاته، وذلك نتيجة المستوى التعليمي والثقافي والبيئة التي ينتمون لها.
وحتى أن التريندات ذاتها أصبح لها مستويات عدة، بدءاً من الانحدار كالتريندات التي تتجاوز المعايير الأخلاقية على سبيل المثال، ووصولاً إلى التريندات عالية القيمة.
وأشارت كيلاني في حديثها حول الضجة التي حصلت بعد أحداث الجامع الأموي يوم الجمعة الماضي إلى أن رداءة المحتوى أحياناً تُفسد الذائقة العامة للجمهور، إلا أنه يحصد أكبر عدد من المتابعين، بينما لا يحصد المحتوى الجيد إلا الأعداد القليلة من المتابعين.
وأكدت الكاتبة أن ما يحكم هذه الظاهرة هو قدرة الأشخاص على التفكير والموازنة والمناقشة، والحفاظ على الآراء الشخصية دون تعنت، لأنه كلما قلّت المعرفة زاد الانقياد!