التعليم العالي.. مكانك راوح

 
هنادي الخطيب .بلدنــــــــــــــــــا
 
 
 
ربما أصيبَ الكثيرُ من الطلاب بخيبة أمل لدى قراءتهم نتائج المفاضلة العامة، التي حدَّدت الحدود الدنيا لمجموع الدرجات المطلوبة للتسجيل في الجامعات والمعاهد.. ونقول: خيبة أمل، ولكن من دون أيِّ شعور بالمفاجأة.

 

 


لم ترفع وزارة التعليم العالي المعدلات نكاية بالطلاب أو بأهلهم، ونفترض أنَّ اعتبارات وجوب توجُّه الطلاب إلى الجامعات الخاصة بشكل عام، والتعليم الموازي بشكل خاص، لم تكن من أولويات حساب المفاضلة، ولا يبقى هنا من سبب لهذه المعدلات العالية إلا نسبة النجاح العالية والمعدلات المرتفعة في الشهادة الثانوية لهذا العام.
 
 
هل من أمل بأن يدرس أحدُ أبنائنا في المستقبل فرعاً يعتقد أنه يحقِّق حلمه؟، على اعتبار أنه لم يصدر من الوزارة أيُّ تصريح يبشِّر بنيَّة إعادة دراسة طريقة القبول الجامعي، ويبقى الجديد في مفاضلة هذا العام يوجّه الضوء إلى ضرورة تعبئة ورقة المفاضلة للتعليمين العام والموازي في وقت واحد، ما يعني أنَّ دفع 25000 ألف ليرة سلفاً بالنسبة إلى من يرغب في تجريب حظه في التعليم الموازي أصبح عبئاً ثقيلاً وشكَّل مشكلة للكثيرين..

 

 


لا يمكن أن ندَّعي أنه ما مِن ظلم لَحِقَ ببعضهم مع وجود مفاضلات خاصة كـ»مفاضلة أبناء أعضاء الهيئة التدريسية والمناطق النامية» وغيرها، على اعتبار أنَّ لكلِّ مفاضلة عدداً معيَّناً من الكراسي في كلِّ فرع، ونسبة تحدّد سنوياً بحسب معدلات النجاح، ما يؤثِّر في نسبة قبول بقية الطلاب، فطالب المدن النامية سيدرس طباً بشرياً في دير الزور بفارق بعض العلامات عن طالب دمشق، وبالطبع لا ننوي أن نسلبه حقه في ذلك، لاسيما أنَّ هذه المفاضلة وضعت على أساس أنَّ التدريس في تلك المدن ضعيف في أغلب الأحيان، إنما نحاول لفت نظر وزارة التربية التي كانت الأكثر سعادة وفخراً بالنتائج المشرِّفة التي حصل عليها طلابها، إلى ضرورة الاهتمام بالمدن البعيدة والنامية تعليمياً على أساس أنَّ بقية المحافظات بات التفوُّق فيها شعاراً، وربما سباقاً، ولعلنا نسمع في السنوات القادمة عن متفوِّقين في المدن البعيدة النامية تعليمياً.

 

 


ويحدث، أو حدث فعلاً، أن استفاد بعض من أبناء أعضاء الهيئة التدريسية من أكثر من عشرين أو ثلاثين علامة  أعطته الحقَّ في دراسة فرع تفصله عنه مسافة كبيرة، وهو بهذا حلَّ محلَّ آخرين ربما يكونون أكثر جدارة منه في كرسيه، وعلى أساس أنَّ «طبّاخ السم يتذوّقه» فإنه من حقِّ الأستاذ الجامعي أن يستفيد من وضعه مدرِّساً في الجامعة، وما مِن اعتراض على ذلك، ولكن إشارات الاستفهام تطرح على عدم وجود حدٍّ معيَّن من العلامات المتاحة لأبنائهم.

 

 


يبقى أن نقول: مبارك لكلِّ من حقَّق حلمه بدراسة الفرع الذي أحبَّه أولاً واستحقَّه ثانياً، وما مِن شكٍّ في أنَّ مَن يدرس فرعاً يحبُّه هو مَن سيبرع ويتميَّز في دراسته، وبالنتيجة مَن سيعتمد عليه في بناء وطن يتَّسع للجميع وينصفهم.