التغير المناخي هل يهدد البيئة والحياة البشرية ؟

التغير المناخي هل يهدد البيئة والحياة البشرية ؟

نور درويش - شام إف إم

"لن يستفيد الإنسان شيئاً إن طال القمر وخسر الأرض " من هذه المقولة للناطق البيئي الفرنسي فرانسوا مورياك يمكننا أن نستعرض أزمة عالمية كثر الحديث عنها في السنوات الأخيرة وهي أزمة التغير المناخي، ومن كان يعتقد بأن مايحدث من كوارث طبيعية في هذه الأرض بمشيئة الطبيعة فليتلقّ صفعة علمية قاسية وأن يفهم مفاتيح رئيسية للكون وأخذها على محمل الجد والالتزام والتعامل مع الموضوع بمنتهى الدقة.

تعتبر قضية التغير المناخي العالمي أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحاضر، يشير التغير المناخي إلى الزيادة في درجة الحرارة العالمية نتيجة لتصاعد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تسببها الأنشطة البشرية، وماهو إلا علم يعتمد على دراسات وأرقام فهناك دراسات واضحة أظهرت زيادة في الكوارث الطبيعية والآثار السلبية التي نشهدها كل يوم، وهناك الكثير من الظواهر التي تدل على التغير المناخي وأولها:

ارتفاع درجة الحرارة العالمية ففي القرن العشرين ارتفعت الحرارة بمقدار حوالي 1 درجة مئوية، ويتوقع أن تستمر في الارتفاع في المستقبل، كما ازداد مستوى سطح البحر وتشير التوقعات إلى أنه في القرن الحادي والعشرين، سيزيد مستوى سطح البحر بمتوسط 0.3-1.1 متر، مما يتسبب في فيضانات ساحلية وتضرر المناطق الساحلية والجزر، ويشير العلماء إلى أن التغير المناخي يؤدي إلى زيادة في تكرار وشدة الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات، والتغير المناخي يؤثر على الزراعة والمحاصيل، ويزيد من مخاطر نقص المواد الغذائية وتدهور الأمن الغذائي، ويعرض العديد من الكائنات الحية للانقراض ويؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي.

وباعتبارها أزمة عالمية فتأثيرها على سورية لا يقل تأثيراً عن باقي بلدان الشرق الأوسط والعالم، وخصوصاً بأنها تلعب دوراً حيوياً في الإنتاج الزراعي لذلك مواجهتها لموجات جفاف مدمرة بسبب التغير المناخي يسهم في تدمير التربة وانخفاض الإنتاجية الزراعية والحيوانية وخلل في الاستقرار الاقتصادي، وتعرضها للتقلبات المناخية يؤدي لانتشار الأمراض بكثرة التي تصيب الكائنات الحية كافة، وظهور أنواع جديدة من الحشرات الضارة والتخوف المستمر من حدوث الكوارث الطبيعية في المنطقة. 

وانطلاقاً من مبدأ "قوانين الطبيعة لا تتغير بل سلوك الإنسان هو الذي يجب أن يتغير" لذلك يجب تحريض الوعي للأفراد والحكومات والمؤسسات والشركات للتخفيف من التأثيرات السلبية للتغير المناخي على البلاد من خلال تبني أسلوب حياة مستدام يتجلى في التخفيف من الانبعاثات الكربونية وزيادة كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة وتطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والتوسع في الغابات ولأن الرأسمالية في بحث مستمر عن المال من أجل الخيال والنمو الاقتصادي الأبدي فإن موقفها من إنقاذ الكوكب على النقيض من بعضهما لذلك التغيير المناخي يتطلب إعادة تحول جذري نحو نموذج مستدام للبيئة يمكننا الوصول به إلى عالم أكثر عدالة وإنصاف ويجنب الأجيال المستقبلية القادمة من أي سيناريوهات قاتمة.