«التلاسيميا» مرض يصيب الأطفال بسبب إهمال المقبلين على الزواج!

تخيل أن تنجب طفلاً إلى هذه الحياة يعاني من مرض مزمن، ويحتاج إلى نقل دم كل 15 يوماً حتى تستمر حياته المحددة بعمر ٤٠ عام فقط، تخيل أن يأتي طفلك مصاب بالتلاسيميا بسبب إهمال بسيط منك أو جهل بمعلومة لم تكن تعرفها أو لم تعطيها أي اهتمام، وهي الفحوصات الطبية قبل الزواج.
تُعرف مديرة مركز جامعة دمشق لنقل الدم د.علياء الأسد مرض التلاسيميا بأنه مرض وراثي، يحدث بسبب زواج اثنين من حاملي خلية التلاسيميا، وبالتالي تتشكل تلاسيميا كبرى.
وأضافت الدكتورة لبرنامج «البلد اليوم» مع ديالا حسن أن الشخص المصاب يحتاج إلى نقل دم كل 15 يوماً بحسب الحالة وتعتمد حياته على هذه العملية، وإن لم يجد دم ينقل له قد يخسر حياته، قائلةً "إن مريض التلاسيميا لا يُشفى ولإطالة حياته يحتاج إلى شيئين، نقل دم منتظم واستخلاب للحديد".
في سياق الحديث عن الأسباب تبين د.علياء أن السبب المباشر والرئيسي للتلاسيميا هو الزواج بدون القيام بالتحاليل المطلوبة أثناء القيام بالمعاملة، حيث فرضت الدولة على أي اثنين يريدون الزواج أن يذهبوا إلى "عيادات ما قبل الزواج" والقيام بتحاليل للتأكد من خلوهم من الأمراض السارية والأمراض الوراثية، لكن للأسف نسبة كبيرة من الناس لا تقوم بهذه التحاليل وبالتالي تعرض حياة أبنائها للخطر، بحسب حديثها لشام إف إم.
كما أشارت مديرة مركز جامعة دمشق لنقل الدم أن الأمراض الوراثية يطلق عليها بـ «أمراض المجتمعات المتخلفة» لأن سبل الوقاية منها سهلة جداً ومعروفة ومع ذلك يستمر الناس بارتكاب الأخطاء وتجاهل وسائل الحماية.
من ناحية المجتمع ودوره في دعم المرضى، أوضحت د.علياء أنه من المفترض أن يكون المجتمع متكفل بمرضى التلاسيميا، ويجب أن يكون مدرك أن حياة المريض قائمة على التبرع بالدم، مبينة أن نسبة التبرع بالدم انخفضت نتيجة جائحة كورونا، والإغلاق والخوف من انتقال الفايروس بشكل من الأشكال.
كما أضاف خلال اتصال هاتفي أنه بحسب إحصائيات الـ 2019 يوجد في سوريا 4677 مريض تلاسيميا، يكلفون الحكومة ٥ مليارات سنوياً لنقل الدم فقط. وختمت د.علياء حديثها متمنية من كل سيدة أن تكون واعية بشكل كافي للقيام بجميع التحاليل الواجبة قبل الزواج لتحمي نفسها وطفلها كي لا يعيش بمأساة.
خاص - لين حمدان