الثروة السمكية في دير الزور بحاجة الى حماية من الصيد الجائر

 

تمتلك دير الزور التي تقع على الحوض الادنى من نهر الفرات ثروة سمكية غنية في تنوعها وتعدادها ترفد الحياة الاقتصادية في المحافظة الامر الذي يدعو إلى الحفاظ عليها وتطويرها لضمان استمرارها بما ينعكس ايجابا على الحياة الاقتصادية والبيئية فيها .

ونقلت وكالة الانباء السورية عن شعبة الثروة السمكية بالمحافظة قولها إن إنتاج المحافظة من الأسماك يبلغ نحو 200 طن سنويا من مسامك الدولة إلى جانب إنتاج نحو 40 طنا سنويا في 11 مسمكة خاصة منتشرة في المحافظة ومزرعة الأسماك التابعة للشعبة التي تقوم بانتاج الاصبعيات السمكية اللازمة لمزارع الأسماك .

وتقوم الشعبة بدور أساسي في الحفاظ على هذه الثروة من خلال مكافحة عمليات الصيد الجائر للسمك عبر 6 مراكز حماية تابعة لها منتشرة في دير الزور والتبني والصبحة والميادين وتشرين والبوكمال حيث يتم تسيير دوريات مكثفة في موسم تكاثر الأسماك الذي يمتد من منتصف اذار حتى نهاية ايار من كل عام.

ويتم تنظيم الضبوط اللازمة بحق الصيادين المخالفين ومصادرة ادواتهم من قوارب وشباك واحالتهم إلى القضاء المختص لافتا إلى انه تمت مصادرة 98 قاربا للصيد منذ بداية العام الجاري اضافة إلى 59 لفافا كهربائيا يستخدم لصيد السمك بطريقة الصعق بالكهرباء.

وأوضح مدير الشعبة ان ثمة عمليات صيد جائر للثروة السمكية تتم بطرق محرمة عبر استخدام الكهرباء والسموم والديناميت مشيرا إلى خطورة استخدام هذه الطرق لما تسببه من تناقص في أعداد الثروة السمكية وبالتالي الاخلال بالتنوع الحيوي في منطقة حوض الفرات الأدنى خاصة وأن هناك أنواعا من الأسماك في المحافظة أصبحت نادرة ومهددة بالانقراض بسبب عمليات الصيد الجائر كسمك الفرخ .

وبين المدير ضرورة التشدد في تطبيق القوانين الخاصة بمنع الصيد الجائر وتطويرها لتكون رادعة اكثر بهدف الحفاظ على سلامة الثروة السمكية اضافة إلى زيادة مراكز المراقبة والحماية لتشمل كل المناطق المحاذية لسرير نهر الفرات وتزويدها بوسائط النقل النهرية السريعة ووسائل الاتصال المتطورة .

بدوره شرح مدير شؤون البيئة بالمحافظة دور الثروة السمكية في الحفاظ على التنوع الحيوي والتوازن البيئي في نهر الفرات من خلال اعتماد بعض الانواع السمكية على الأعشاب والطحالب التي تنمو في النهر خاصة عند مصبات قنوات الري والزراعة والصرف الصحي والتي قد يؤدي تراكمها إلى انسداد هذه القنوات اضافة إلى ان بعض الانواع تتغذى على المخلفات وبقايا السمك في النهر الناتجة عن تناول بعض اصناف السمك لاصناف اخرى اصغر حجما.

ولفت مدير البئية إلى ضرورة الاسراع باقامة محطات معالجة مياه الصرف الصحي في المحافظة منعا لتلوث مياه نهر الفرات وبالتالي الحفاظ على الثروة السمكية والتنوع الحيوي والتوازن البيئي في منطقة حوض الفرات الأدنى .

من جانبه بين رئيس دائرة الصرف الصحي في المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدير الزور انه ستتم في العام القادم اقامة محطة معالجة مياه الصرف الصحي في قرية المريعية بكلفة مليار و 200 مليون ليرة اضافة إلى الانتهاء من دراسة اقامة 6 محطات معالجة اخرى في قرى حطلة والحسينية والصالحية وخشام والصعوة والتبني منوها بالدور الذي ستقوم به تلك المحطات في الحفاظ على سلامة نهر الفرات من التلوث والحفاظ على سلامة الثروة السمكية فيه .

من جهته تحدث صاحب احد المسامك عن الأنواع السمكية التي تعيش في نهر الفرات مشيرا إلى وجود 13 نوعا هي الكارب والرومي والجري والمطواق والقطان والبوري والحنكليس والمشط والحوار والبني والفرخ وابو شوارب والسلور .

وأوضح أن سمك الفرخ يتصف بطعمه المميز وكبر حجمه حيث يصل طوله إلى مترين ووزنه إلى 150 كيلو غراما ما جعله هدفا أساسيا للصيادين الامر الذي ادى إلى قلة عدده في النهر .

واستعرض عواد اصناف سمك الكارب الثلاثة وهي الكارب الفضي والناصري والعاشب مشيرا إلى ان انواع سمك الكارب الناصري والرومي والبني والكرسين من الانواع المرغوبة لدى المشترين لما تتميز به من كثرة اللحم وقلة الحسك.

ودعا صاحب المسمكة إلى ضرورة تنفيذ مشروعات لاقامة المزارع السمكية الكبيرة والمتطورة في دير الزور بسبب توفر المياه والأعلاف اللازمة اضافة إلى نمو سوق السمك في المحافظة وتطوره.