الجامعة العربية تتجه إلى إلغاء القمة العربية المقبلة في بغداد

ذكرت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن الجامعة العربية تتجه إلى إلغاء عقد القمة العربية المقررة في بغداد واستبدالها بمنتجع شرم الشيخ بسبب استمرار التردي الأمني في العراق، الذي شهد الإثنين تفجيرا مزدوجا في الرمادي أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص.

وبالتزامن مع عودة وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من بغداد عائدا من زيارة "هنأ" فيها قادة الكتل في بغداد بتشكيل نوري المالكي حكومة جديدة، بدأ التقارير تتواتر عن استحالة عقد القمة العربية، على الرغم من استماتة "قادة العراق الجديد" على عقدها لاكتساب مشروعية بين الأنظمة العربية الأخرى.

وحسبما ذكرت صحيفة "اليوم" السعودية فإن مصادر رفيعة في الجامعة العربية أشارت إلى أن القمة المقبلة ستعقد في منتجع شرم الشيخ، معتبرة أن تشكيل حكومة جديدة لم تتضح بقية معالمها في بغداد، لا يكفي للاطمئنان على استقرار الوضع الأمني، وهو ما يبدو غير مُرض بالنسبة لمصر.

وذكر مصدر في الجامعة العربية أن النظام الجديد في بغداد يعمل ما بوسعه لاستدرار موافقة عربية لعقد القمة، مشيرا إلى أن وفدا أمنيا من حكومة بغداد برئاسة الفريق إيدن عبد القادر، وكيل وزارة الداخلية زار القاهرة قبل أسبوعين وسيقوم بزيارتها ثانية خلال الشهر المقبل لنفس الغاية.

وقال فؤاد النقشبندي المتحدث باسم الوفد "العراقي" إن الوفد التقى السفير سامح سيف اليزل الأمين العام المساعد للجامعة العربية في اجتماع تمحور حول إمكانية استضافة بغداد للقمة العربية المقررة في شهر مارس المقبل.

ونقلت عن اليزل، الخبير الأمني قوله "الرؤساء العرب لن يرضوا أن يكونوا في النهاية تحت مظلة الحماية العسكرية الأمريكية، أثناء تواجدهم في قمة عربية".

وأضاف "على الرغم من محاولات الوفد التأكيد على تحسنها إلا أن الشواهد والتقارير الأمنية تقطع بأن الواقع الأمني في العراق لا يزال غير مستقر بما يسمح بتأمين انعقاد القمة العربية، إضافة إلى أن الوضع السياسي بحاجة إلى مزيد من الدعم للاستقرار".

وأشارت المصادر إلى أن مشاورات لم تحسم مشاركة قوات أمنية عربية في عملية تأمين القمة، بالإضافة إلى الاستعانة بقوات من حكومة بغداد، كما لن تكون هناك قوات أمريكية بشكل رسمي لتوفير حماية، لكن العراقيين عرضوا الاستعانة بشركات أمنية خاصة، لكن الأمر لم يحسم أيضا والغالب أن القمة سوف تستضيفها مدينة شرم الشيخ.

وقال القيادي في تجمع المقاومة العراقية (جامع) عبدالله الحافظ للصحيفة السعودية "سيكون من الصعب أن تستضيف بغداد القمة التي لن يحضرها في حال إصرار العراق عليها رئيس عربي واحد".

ولا يعني الهدوء النسبي الذي يخيم على العراق أن الأوضاع قد استتبت، فيما لم تتضح إلى الآن معالم الحكومة الجديدة ولم تتوصل الكتل المتناحرة بعد إلى صيغة توافق على الحقائب الأمنية وبالذات وزارتي الدفاع والداخلية، الأمر الذي يجعل من الوضع الأمني أكثر هشاشة.

وفي خرق أمني جديد، هز تفجيران مجمعا حكوميا في مدينة الرمادي بغرب العراق الإثنين، أديا إلى مقتل أكثر من 17 شخصا وجرحت نحو 50 آخرين.

وقال مسؤول بالشرطة في موقع الهجوم"ارتفع عدد القتلى الى 17 معظمهم من الشرطة وأصيب 47"، وأضاف أن التفجيرين نجما عن انفجار سيارتين ملغومتين بشكل متتابع.

وكان ما يسمى مستشار محافظ الأنبار للشؤون الإعلامية محمد فتحي، قد قال في تصريح سابق إن حصيلة الانفجار المزدوج الذي استهدف المجمع الحكومي وسط الرمادي، أسفر عن سقوط ستة قتلى و15 جريحاً، بينهم عدد من الأجهزة الأمنية.

يشار إلى أن الانفجارين المتتابعين استهدفا المجمع الحكومي وسط الرمادي الذي يضم مكتب محافظ الانبار ومجلس المحافظة، وقيادة الشرطة الحكومية فيها ، وعددا من الدوائر الحكومية الأخرى.

ويعد هذا الهجوم الثاني من نوعه الذي يستهدف المجمع المذكور اذ كان قد تعرض يوم الاثنين الماضي، لانفجار سيارة مفخخة يقودها شخص، ونجم عنه سقوط 11 قتيلاً بينهم خمسة من العناصر الأمنية الحكومية، وإصابة 53 شخصا بجروح مختلفة .