الجعفري: دمشق لا تقبل بفرض شروط لمشاركتها في اجتماعات الجامعة العربية

أكد وزير الخارجية الدكتور بشار الجعفري أن سورية أحرزت انتصاراً كبيراً على الإرهاب رغم أن الحرب لم تنته، مشدداً على أن قرار القيادة السورية كما قرار الشعب هو عدم وجود أيّ محتل على الأراضي السورية.
وصف الجعفري العشرية التي مرّت بها سوريا بـ "عشرية النار والإرهاب"، مؤكدّاً أنه لا يمكن الحديث عن نهاية الحرب في سورية الا بعد إنهاء الاحتلال على كامل الأراضي السورية.
وفي مقابلة مع قناة الميادين الأربعاء، أشار الجعفري إلى أن هستيرتا تصيب الأعداء كلما اقتربت سوريا من النصر الحاسم، منوهاً إلى أن ما يقوم به الغرب هو تصفية حساب مع دمشق بسبب إفشالها لمشاريعه في المنطقة.
واعتبر الجعفري أن دمشق لم تغلق الأبواب يوماً أمام أيّ تحرّك أميركي موضوعي تجاه سوريا، قائلاً: "يجب أن تكون لواشنطن سياسة واقعية تجاه سوريا والمنطقة، فمعظم مواقفها لم تكن موضوعية".
وأكّد نائب وزير الخارجية أن دمشق واقعية في سياستها الخارجية، وتعلم حجم واشنطن في السياسة الدولية، وهي تدرك من هو المحتل ومن هو الحليف ومن هو الصديق ومن هو المقاوم، مشيراً إلى أن الاحتلال الأميركي يتلاعب بورقة "داعش" حتى اليوم، وليس هناك أي رسالة واضحة من واشنطن لدمشق بالانسحاب من سورية على أرض الواقع.
وأوضح الجعفري أن قرارات مجلس الأمن تؤكّد احترام السيادة السورية، وهي حجة على المحتلين، مشدداً على أن الأوضاع الدولية تدفع دمشق إلى إقامة تحالفات مع روسيا وايران والمقاومة، كما بيّن أن العلاقات الروسية السورية تاريخية وقديمة جداً، ووصفها بـ"علاقة تحالف"، منوهاً إلى أن التنسيق مع موسكو يتم بشكل يومي لمناقشة مواضيع، منها الاعتداءات الإسرائيلية.
كذلك تحدّث الجعفري عن العلاقة مع طهران، ورأى فيها البعد المتصل بالجانب الإسلامي، ووصفها أيضاً بـ"علاقة تحالف"، قائلاً: "نبحث دائماً مع حلفائنا مواضيع تهمّنا وقضايا تخص موسكو وطهران والمقاومة"، معتبراً أن "سوريا نجحت في إنشاء حلف عربي مع إيران للمرة الأولى".
وشدّد نائب وزير الخارجية أن العدو الإسرائيلي يعرف جيداً أن دمشق معضلة له، وأضاف قائلاً: " سورية تقاتل على عدة جبهات، وأولويتنا محاربة الإرهاب والاحتلالات".
أما عن الانفتاح العربي على دمشق، فأشار الجعفري إلى وجود انفتاح على سورية كانت ترجمته الواضحة زيارة وزير الخارجية الإماراتي، فيما رأى أن الرياض ما تزال تطبّق أجندة غير عربية، وسياستها مرهونة للأجندة الغربية، مؤكداً أن 14 سفارة عربية تعمل في دمشق، ومن يناهضون سوريا هم الأقلية.
وعن العودة إلى الجامعة العربية التي جرى الحديث عنها مؤخراً، أكّد الجعفري أن سورية لم تخرج من الجامعة العربية، لأنها من الدول المؤسّسة لها، وأضاف: "لم نخرج من لباسنا القومي"، مشددا أن دمشق لا تقبل بأن يفرض عليها أي شرط للمشاركة في اجتماعات الجامعة العربية، كما أشار إلى أن قطر تعرقل مشاركة دمشق في اجتماعات الجامعة العربية.
وختم نائب وزير الخارجية حديثه بالقول إن "دمشق ترفّعت عن الألم الذي عانته مع حماس ودعت الجميع إلى سورية"، مؤكداً أن الأمور لم تنضج جميعها لعودة "حركة حماس" إلى دمشق.