الجعفري ينتقد خروج بعض المندوبين عن موضوع جلسة الامن وتحريضهم ضد سورية

أكد الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الامم المتحدة أن البند الذي تتم مناقشته خلال الجلسة العلنية الدورية لمجلس الامن والمعنون بـ (الحالة في الشرق الاوسط) هو معني حصرا بالصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية وليس بأي مسألة اخرى خارجة عن التعريف التاريخي للبند.

وقال الجعفري في البيان الذي ألقاه خلال جلسة المجلس التي عقدت أمس الثلاثاء  إن البعض وللاسف بدلا من ان يركز على مضمون وهدف هذا البند المهم المتعلق بكيفية انهاء احتلال اسرائيل للأراضي العربية ووقف ممارساتها العدوانية واللاإنسانية الممنهجة هناك يحاولون اقحام مواضيع لا علاقة لها بذلك بهدف اضعاف مرجعية البند وتغييب مسألة الزام اسرائيل بانهاء احتلالها للاراضي العربية وتمييع الاستحقاق المهم المطروح امام المجلس فيما يخص عضوية فلسطين في الامم المتحدة.

وأشار الجعفري الى ان الوقائع والمعطيات توءكد ان ما يجري في المنطقة من توترات وازمات شديد الارتباط بالصراع العربي الاسرائيلي ويهدف لتخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي الدولي عن اسرائيل وعن بعض الدول التي تقف في وجه المطالب الفلسطينية المحقة موضحا ان بعض الدول تسعى الى ضرب استقرار المنطقة واشعال حرب اقليمية ستكون لها نتائج كارثية على كل دولها وذلك من خلال تحريضها ضد بعضها البعض تحت ذرائع مختلفة وسعيها كذلك الى محاولة تغيير الواقع العربي عبر فتح جبهات عربية داخلية لا تخدم في نهاية المطاف الا مصلحة اسرائيل.

وقال مندوب سورية الدائم ان الصراع العربي الاسرائيلي يمر بمرحلة مهمة من تاريخه اصبح فيه من غير المقبول لا بل من غير المفهوم ان يبقى مجلس الامن مكتوف الايدي تجاه اسرائيل وسياساتها العدوانية واللاانسانية وفي هذا الصدد فان لدى مجلس الامن الان فرصة مهمة ليثبت انه قادر على القيام بدوره وفقا للميثاق من خلال الموافقة على المطلب الفلسطيني العادل.

وأضاف .. انه و في اطار نفس السياسة المتحدية للشرعية الدولية مازالت إسرائيل ترفض اعادة الجولان السوري المحتل الى وطنه الام سورية والانصياع الى قرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار مجلس الامن رقم 497 لعام1981 الذي اعتبر قرار اسرائيل بضم الجولان السوري المحتل قرارا لاغيا وباطلا وليس له اي اثر قانوني.

وقال الجعفري إن اسرائيل تواصل سياسات الارهاب والقمع بحق المواطنين السوريين الخاضعين للاحتلال في الجولان اضافة إلى بدئها في اطار حملتها المستمرة لتقطيع اوصال الجولان السوري المحتل وفصله عن عمقه وتواصله الجغرافي مع وطنه الام سورية في بناء جدار عازل وفصل عنصري في الجولان شرقي بلدة مجدل شمس يهدف الى تكريس واقع سياسي وامني جديد.

وأضاف.. نقلنا الى الامين العام للامم المتحدة شكوى رسمية بهذا الخصوص مطالبين الامم المتحدة ومجلس الامن بتحمل مسؤوليتهما واتخاذ جميع الاجراءات اللازمة بحق اسرائيل بشكل فوري لوقف هذا الاجراء الا انه وللاسف فان هذه الشكوى لم تلق اذانا صاغية وقد ساءنا اليوم ايضا عدم تطرق وكيل الامين العام في احاطته اليوم الى الجولان السوري المحتل.

وأكد الجعفري ان خيار السلام العادل والشامل لن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من كل الاراضي العربية الى خط الرابع من حزيران لعام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وحل عادل لقضية اللاجئين استنادا للقرار 194 لعام 1948 بعيدا عن اي حلول جزئية تسويفية او مرحلية في هذا الشأن.

وقال مندوب سورية الدائم ان طريق السلام في المنطقة دخل نفقا مظلما ومسدودا بسبب التعنت الاسرائيلي المدعوم امريكيا ومن قبل بعض الدول الاوروبية دعما غير محدود الامر الذي عمق الشعور بالاحباط لدى العرب وزاد من تأجيج الغضب العربي مؤكدا ان العائق الوحيد في وجه السلام في المنطقة هو اسرائيل وهذا ما يعترف به حتى المسؤولون الاسرائيليون انفسهم.

وأضاف الجعفري نشعر بالقلق والاسف الشديدين ازاء تكرار تطرق بعض المندوبين الدائمين في بياناتهم ضمن بند الحالة في الشرق الاوسط اليوم الى الاوضاع الجارية في سورية بذات اللغة العدائية والاستفزازية المعتادة الهادفة الى التحريض على الانقلاب على الحكومات الشرعية ونشر عدم الاستقرار والفوضى والتلاعب بمصائر الشعوب والمثير للدهشة ان هذه الدول التي تدعي زيفا الحرص على استقرار سورية وامنها ما زالت حتى الان ترفض تشجيع الحوار الوطني والاصلاحات الجدية الجارية فيها في اطار تنفيذ برنامج الاصلاح الشامل والذي من المفترض تنفيذه خلال فترة لا تتعدى ستة اشهر.

وقال الجعفري.. لن نستخدم حق الرد على ما ورد في بيانات بعض الزملاء لأننا نؤمن بان هذا البند لا علاقة له بمناوراتهم وألاعيبهم الرامية حصرا الى ابعاد الانتباه عن استمرار احتلال اسرائيل للاراضي العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان والتعمية عما تقوم به هناك من جرائم واستيطان مؤكدا ان سورية تدين بأشد العبارات ما ورد على لسان ممثل الاتحاد الاوروبي من عبارات غير لائقة بحقها وقيادتها السياسية وانها لن ترد بنفس الطريقة على العبارات الخارجة عن كل الادبيات السياسية والدبلوماسية احتراما منها لمبادئ الامم المتحدة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاعضاء.

 

 

شام نيوز - سانا