الجليلاتي: سورية تمتلك احتياطات كافية من القطع الأجنبي

قال الدكتور محمد الجليلاتي وزير المالية بهذا الصدد إن أي دولة تقوم عادة بطباعة عملتها الوطنية وبالكميات اللازمة لها لمدة عشر سنوات من الوحدات النقدية بالعملة المحلية ولكن الطباعة لا تعني طرح هذه الكتلة في التداول المباشر وإنما تتوقف الكمية التي يجب طرحها في التداول ونسبة زيادتها مع نسبة تزايد الناتج المحلي الإجمالي.
وأضاف الجليلاتي .. نحن في سورية كنا قد تعاقدنا مع إحدى الدول الأوربية منذ عدة سنوات على طباعة احتياجاتنا من العملة السورية ونتيجة العقوبات الاقتصادية امتنعت هذه الدولة عن تسليمنا هذه المطبوعات من الوحدات النقدية السورية فلجأنا إلى الصديق الروسي وتمت طباعة هذه الأموال ولكنها لم توضع في التداول وإنما تم وضعها في مخازن مصرف سورية المركزي لتبديل العملة التالفة وأيضاً لضخ جزء من الأموال بما يتناسب وتطور الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي طباعة العملة بالوحدات النقدية السورية لا يؤدي إطلاقاً إلى تضخم عملية الطباعة وإنما يلبي الحاجة الاقتصادية والحاجة إلى نسبة زيادة السيولة النقدية.
وتابع وزير المالية رداً على سؤال إن المواضيع النقدية والمالية تم طرحها مع الجانب الروسي لافتا إلى إمكانية الحصول على قروض من القطع الأجنبي لمساعدة سورية في هذه الأزمة حيث وعدنا من الجانب الروسي بدراسة هذا الموضوع.
وأكد الجليلاتي أن سورية تمتلك احتياطات كافية من القطع الأجنبي ولكن هذه الظروف تتطلب وجود أموال احتياطية إضافية وكافة الدول عادة توظف أموالها من الاحتياطيات في الدول الأخرى.
عمورة: الدول الغربية انقلبت على اتفاق جنيف
من جانبه قال عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والمغتربين رداً على سؤال إن الخارجية السورية كانت تضع عنان بصورة الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق الشعب السوري وبشكل يومي وكذلك الأمر فيما يخص المراقبين وهذا الملف موجود الآن لدى الأمم المتحدة وعلى مواقع الأمم المتحدة والصحف السورية تقوم بذكر هذه الأحداث والجرائم التي تحصل .
وأكد عمورة أن سورية رحبت بخطة عنان ونقاطها الست المعروفة وتفاعلت ووافقت عليها وبدأت بتنفيذها وقال..إن هذه الخطة هى مطلب سورى بالأساس لحل الأزمة عبر الحوار والطرق السلمية ولكن الأطراف الأخرى لا تريد لهذه الخطة النجاح وعملت على افشالها منذ البداية وهى لا تريد حلا سلميا للأزمة فى سورية0
وأوضح عمورة إن عنان وجد في الطرف الحكومي السوري طرفاً داعما لخطته ولكن الطرف الآخر لم يكن كذلك بل عمل على افشالها منذ اليوم الأول لطرحها مؤكدا أن الموقف الروسي من الأزمة في سورية هو مبدئي وأخلاقي ومنسجم مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأشار عمورة إلى أن الدول الغربية انقلبت على اتفاق جنيف فهم يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر مؤكدا أن الشعب السوري صامد ويريد الوئام والانسجام والمحبة ولديه فائض من الوعي الكامل الذي لا يريد إلا الكرامة واستقلالية القرار السياسي والسيادي.
من جهته أكد وزير النفط والثروة المعدنية المهندس سعيد هنيدي أن توجهات الحكومة السورية تقوم على تعزيز العلاقة مع الشرق وخاصة مع روسيا والعلاقات النفطية مع روسيا تاريخية وما زالت مستمرة وهناك العديد من الشركات الروسية التي تقوم بعمليات الاستكشاف والانتاج ولا تزال مستمرة حتى هذا الوقت ولم نجد أي نية لديها بالتراجع أو الانسحاب ونشاطاتها مستمرة والحكومة ووزارة النفط تقومان بتأمين كافة مستلزماتها واحتياجاتها وقد التقينا خلال زيارتنا لموسكو مع العديد من الشركات التي أبدت استعدادها للتعاون معنا في هذا المجال وكانت نتائج اللقاءات إيجابية.
وقال هنيدي.. إن سورية بلد مصدر للنفط الخام ومستورد في نفس الوقت لبعض المشتقات النفطية والحظر الأوروبي الجائر على سورية أثر على قطاع الطاقة السورية ولذلك فإن الحكومة السورية تقوم باستجرار كميات لا يستهان بها من المشتقات الأساسية للاستخدامات المنزلية كالغاز المنزلي ومادة المازوت لتغطية حاجة السكان المحليين .
وتابع هنيدي.. نحن نسعى لتأمين المشتقات النفطية لكل السوريين فهذا الحظر الجائر يؤذي كل شرائح المجتمع السوري ومؤسسات الدولة ونشاطاتها الاقتصادية ولذلك نحن التقينا بعدد من الشركات النفطية الروسية ومن بين المواضيع الأساسية التي أتينا من أجلها القطاع النفطي و لاسيما تصدير النفط الخام واستيراد المشتقات النفطية وقد توصلنا إلى نتائج معقولة في هذا المجال ووضعنا خريطة طريق لآلية عمل يمكن بموجبها تأمين احتياجات الشعب السوري من هذه المشتقات وسنعمل جادين لإيصالها إلى مرادها الأخير.
وقال هنيدي إن معدل الإنتاج اليومي من النفط تجاوز قبل الأزمة /380/ الف برميل يوميا من النفط الثقيل والخفيف ونحن نقوم بتصفية قسم كبير من هذا النفط في مصافينا ونصدر نسبة لايستهان بها منه وفي نفس الوقت نحن نصدر بعض المشتقات ونستورد البعض الآخر وهذا الرقم لم يعد خافيا على أحد وأصبح من الأرقام المعلنة ولكن بسبب هذا الحظر الجائر انخفض معدل إنتاجنا اليومي إلى أقل من /200/ ألف برميل في اليوم ونحن الان ننتج ما يغطي احتياج مصافينا.
بدوره أكد وزير النقل محمود سعيد أن الحظر الأوروبي على قطاع النقل وقطع الغيار للطائرات السورية استهدف المواطن السورى ونشاطه بشكل مباشر لافتا إلى أن الوزارة تعمل على بلورة التعاون مع شركة الطيران الروسية /اير فلوت/ لتخفيف آثار هذا الحظر ومواصلة نشاط شركة الطيران السورية0
وقال وزير النقل إننا نعاني في سورية حالياً من بعض الصعوبات في تأمين سلامة عمل منظومات النقل نتيجة أعمال التخريب الداخلية ونتيجة الحصار الذي يفرض علينا فيما يخص مجال النقل بتأمين قطع غيار ومستلزمات الإصلاح وهناك فرض قيود تتعلق بالتأمين على النقل البحري وآخر هذه القيود والعقوبات كان من الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي والذي فرض حظر الهبوط على طائرات مؤسسة الطيران العربية السورية في المطارات الأوروبية وهذا الحظر جاء بشكل مفاجئ ضارباً بعرض الحائط كافة الحجوزات التي تقدر بالآلاف والتي كان قد قام بها الكثير من الركاب من مختلف دول العالم والركاب السوريين للتوجه نحو مدن أوروبا ومدن ما بعد أوروبا .
وتابع وزير النقل .. إننا نسعى حاليا إلى تأمين هذه الرحلات التي تم قطعها فجأة عن طريق التعاون مع /الايرفلوت/ لتنظيم العمل والرحلات بين المطارات السورية والمطارات الروسية بما يضمن تدفق الركاب بشكل سليم من سورية إلى خارجها وإلى مختلف الاتجاهات .
النائب الأول لوزير الخارجية الروسي: زيارة الوفد الاقتصادي السوري الى موسكو ترمز إلى ثقة الأصدقاء السوريين بإحلال الاستقرار في بلادهم وتخطيط القيادة السورية لتطوير البلاد ما بعد الأزمة
إلى ذلك أكد اندريه دينيسوف النائب الأول لوزير الخارجية الروسي اليوم أن زيارة الوفد الاقتصادي السوري رفيع المستوى الى موسكو في هذا الوقت بالذات والمباحثات التي أجراها مع مختلف الوزارات والمؤسسات الروسية ترمز إلى ثقة الاصدقاء السوريين بإحلال الاستقرار في بلادهم وتدل على أن القيادة السورية تخطط لتطوير البلاد ما بعد الأزمة مشيرا إلى أن روسيا تؤيد هذا الأمر وتدعمه بشدة.
وقال دينيسوف خلال استقباله اليوم الدكتور جميل إن روسيا كانت تنظر إلى العلاقات مع سورية على الدوام من وجهة نظر المستقبل وإن الموقف الروسي من الأحداث الحالية معروف جيدا وروسيا عارضت وتعارض أي تدخل في الشؤون الداخلية لسورية واستخدام القوة ضدها مؤكدا أن الدول الغربية وبعض دول المنطقة التي نعرفها جيدا لم تقم بأي شيء للتاثير على المعارضة السورية بل على العكس تقوم بتحريضها ومساعدتها سياسيا وماليا وعسكريا وتشجعها على اتخاذ مواقف أكثر تطرفا.
من جهته أشار جميل إلى أن المباحثات التي أجراها الوفد السوري مع نائب رئيس الوزراء الروسي الكسندر خلوبونين وغيره من الوزراء والمسؤولين الروس كانت إيجابية ومفيدة موضحا أن هذه الزيارة والمباحثات مع الأصدقاء الروس تدل على أن الحكومة السورية تفكر ببرنامج العمل لليوم الأول بعد حل الأزمة في سورية وهذا ناجم عن ثقة وقناعة القيادة السورية والشعب السوري بالخروج الأمن من هذه الأزمة.
وقال الدكتور جميل إن السيد الرئيس بشار الأسد طرح مهمة التوجه نحو الشرق ليس سياسيا فحسب بل واقتصاديا أيضا لافتا إلى أن "بداية الشرق بالنسبة لنا هي روسيا" التي ربطتنا وتربطنا بها علاقات قديمة ووطيدة.
شارك في المباحثات عن الجانب السوري عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والمغتربين وسفير سورية لدى موسكو رياض حداد وعن الجانب الروسي سيرغي فيرشينين رئيس إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الروسية.
وفي حديث لمراسل سانا في موسكو قال دينيسوف.. إن العلاقات السورية الروسية ذات تاريخ طويل وهي علاقات تعاون وصداقة تقليدية بين شعبينا لم تنشأ اليوم بل منذ زمن بعيد وهي مستمرة بالتطور بغض النظر عن الظروف المعقدة التي يعيشها الشعب السوري اليوم.
وأكد دينيسوف أن الموقف الروسي حيال سورية ثابت لا يمكن أن يتغير لأن هذا الموقف مبني على أسس مبدئية وبسيطة تتمثل في وقف العنف بالدرجة الأولى ووقف القتال المسلح وقال "نحن نرى أن الجانب الحكومي في سورية مستعد للاصغاء لهذه الاقتراحات وتنفيذها ولكن المعارضة ترفض للأسف مرة تلو الأخرى وقف العنف ووقف إراقة الدماء".
وأشار النائب الأول لوزير الخارجية الروسي إلى أن الموقف الروسي يعمل للتوصل إلى الوفاق والمصالحة بوسائل سياسية ودبلوماسية تستبعد أي تدخل مسلح وقال "نحن نرفض أي تدخل خارجي وخاصة التدخل بالقوة في شؤون سورية الذي هو مرفوض بصورة قطعية ونعتقد أن تحديد طرق تطور سورية السياسية هو شأن داخلي لسورية ومن اختصاص الشعب السوري".
من جهة أخرى أعرب دينيسوف مجددا عن أسف روسيا لاستقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان من منصبه لأنه قام بعمل كبير ومفيد جدا وقدم خطته ذات النقاط الست الواقعية ولو أن جميع الأطراف نفذت هذه الخطة لتوقف في سورية العنف وإراقة الدماء ولكن المجموعات المعارضة التي يجري تشجيعها وتحريضها من بعض القوى الخارجية رفضت قطعيا وقف العنف وإراقة الدماء.
وتابع .. إن روسيا تنطلق من وجوب محافظة الأمم المتحدة على وجودها في سورية وتواصل لعب دور إيجابي في الجهود الرامية لإنهاء النزاع فيها ولذا نأمل في أن يجري باقرب وقت تعيين مبعوث خاص جديد للأمين العام للأمم المتحدة في سورية.
سورية وروسيا توقعان اتفاقا لإقامة مركز موحد للتعاون الجيوسياسي والتجاري
ووقعت سورية وروسيا في موسكو اليوم اتفاقا لإقامة مركز موحد للتعاون الجيوسياسي والعلمي والفني والتجاري يهدف إلى توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والاسهام في تفعيل علاقات العمل بما يعود بالنفع المتبادل على الجانبين، ويأتي ذلك في إطار علاقات الصداقة التاريخية والتعاون بين البلدين والشعبين السوري والروسي.
وينص الاتفاق على أن المركز لا يعتبر منظمة تجارية بل يقوم بتقديم الخدمات القانونية ودعم المشاريع السورية الروسية المشتركة سواء في الأراضي السورية أو الروسية وتقديم كل المعونات الممكنة للمؤسسات العلمية والفنية في البلدين.
ووقعت الاتفاق عن الجانب السوري ريما قادري نائب رئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي وعن الجانب الروسي سيرغي استاشين المدير العام للمركز الدولي للتحليل الجيوسياسي والتعاون الدولي في روسيا.
حضر مراسم التوقيع الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك والأكاديمي ليونيد ايفاشون رئيس أكاديمية العلوم الجيوسياسية في روسيا وسفير سورية في موسكو رياض حداد.
وفي تصريح لمراسل سانا في موسكو قالت قادري.. إن الاتفاق الذي تم توقيعه اليوم هو اتفاق بين وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية كونها مسوءولة عن قطاع رجال الاعمال في سورية والمركز الدولي للتحليل الجيوسياسي والتعاون الدولي في روسيا ويركز على التعاون الدولي والجيوسياسي والتحليل السياسي والتعاون التجاري مبينة ان الاتفاق يهدف الى انشاء مركز مشترك للتعاون الجيوسياسي والاقتصادي والتجاري والعلمي والفني بين البلدين وستكون له انعكاسات ايجابية على الخدمات المقدمة للقطاع الخاص وتسهيل نشاطات رجال الاعمال في البلدين ولاسيما المشاريع التي تقيمها الشركات الروسية في سورية.
وفي تصريح مماثل قال استاشين.. جرى اليوم حدث هام بالنسبة للشعبين السوري والروسي ولبلدينا ونحن نسعى إلى تحقيق هدف واحد هو اقناع العالم بأسره بأن الحصار الاقتصادي على سورية وما يأملونه من حدوث انفجار اجتماعي بعده هو أمر مستحيل مهما سعت بعض الدول الرأسمالية ذات النزعة العدوانية لتحقيق ذلك مشيرا إلى أن تنفيذ بنود هذا الاتفاق يتيح اشراك موارد رجال الأعمال الروس والبيلاروس والاوكرانيين والكازاخيين والصينيين والهنود وغيرهم لتنفيذ مشاريع مشتركة في سورية على أساس بعيد المدى ومتبادل النفع.