«الجمعة السوداء» في الأسواق السورية.. تخفيضات وهمية واجتهاد فردي

«الجمعة السوداء» في الأسواق السورية.. تخفيضات وهمية واجتهاد فردي

شام إف إم – شاميرام درويش

انتشر مصطلح «الجمعة السوداء» بشكل كبير في أسواق سوريا وصفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة على واجهات محلات بعض الوكالات والماركات التي أعلنت عن تنزيلات تتراوح قيمتها بين الـ25 إلى 70%، لكنها لم تصل إلى الـ90% كما في الأسواق العالمية.

ويعود أصل «الجمعة السوداء» إلى اليوم الذي يأتي مباشرة بعد «عيد الشكر» في الولايات المتحدة وعادة ما يكون في نهاية شهر تشرين الأول من كل عام، ويعتبر هذا اليوم بداية موسم شراء هدايا عيد الميلاد.

وفي هذا اليوم تقوم أغلب المتاجر بتقديم عروض وخصومات كبيرة، حيث تفتح أبوابها مبكراً لأوقات تصل إلى الساعة الرابعة صباحاً بسبب الخصومات الكبيرة ولأن أغلب هدايا عيد الميلاد تشترى في ذلك اليوم، فإن أعداداً كبيرة من المستهلكين يتجمهرون فجر الجمعة خارج المتاجر الكبيرة ينتظرون افتتاحها.

«الجمعة السوداء» في أسواقنا

تحدثت لبرنامج «البلد اليوم» سيدة الأعمال نانسي عجلاني وقالت إن: "المصطلح انتشر في سوريا خلال السنة الحالية تحديداً كنوع من أنواع التسويق".

وأوضحت عجلاني أن في الدول العالمية تقوم بتخفيضات تتجاوز الـ90% على خلاف أسواق سوريا ولبنان التي لم يكن التخفيض فيها ملموس، ويستمر فيها لأكثر من يوم واحد، ألا أنه من المفترض أن يكون ليوم واحد وبقيمة تخفيضات مناسبة.

وذكرت عجلاني أن الظاهرة في أسواق سوريا هي عبارة عن اجتهادات شخصية وغير منظمة، ووسيلة للتسويق للماركة والجهة القائمة عليها، مشيرةً إلى أنها تكون على البضائع الكاسدة غالباً ووهمية ولا يكون لها أي أثر ملموس.

تاريخ وأصل التسمية

تعود تسمية «الجمعة السوداء» إلى القرن التاسع عشر، حيث ارتبط ذلك مع الأزمة المالية عام 1869 في الولايات المتحدة والذي شكل ضربة كبرى للاقتصاد الأمريكي، حيث كسدت البضائع وتوقفت حركات البيع والشراء ما سبب كارثة اقتصادية في أمريكا، تعافت منها عن طريق عدة إجراءات منها اجراء تخفيضات كبرى على السلع والمنتجات لبيعها بدل من كسادها وتقليل الخسائر قدر المستطاع ومنذ ذلك اليوم أصبح تقليداً في أمريكا تقوم كبرى المتاجر والمحال والوكالات بإجراء تخفيضات كبرى على منتجاتها تصل إلى 90% من قيمتها لتعاود بعد ذلك إلى سعرها الطبيعي بعد انقضاء الجمعة السوداء أو الشهر الخاص في هذا اليوم.

أما وصف هذا اليوم باللون الأسود فهو ليس ناتج عن الكراهية أو التشاؤم، وقد أعطيت هذه التسمية أول مرة في عام 1960 من قبل شرطة مدينة فيلاديلفيا التي أعطت هذا المسمى، حيث كانت تظهر اختناقات مرورية كبيرة وتجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات خلال هذا اليوم.