الجمهوريون يتعهدون بإلغاء انجازات أوباما

تعهد الجمهوريون المنتشون بفوزهم بممارسة سلطتهم الجديدة في الكونغرس بإلغاء بعض من إنجازات الرئيس الديمقراطي باراك أوباما الرئيسية, لكن أوباما الذي بدا واجما قال إن الناخبين يريدون أن يبذل كلا الحزبين مجهودا أكبر للتوصل إلى أرضية مشتركة.
وقال الجمهوري جون بينر المرجح أن يصبح الرئيس القادم لمجلس النواب بعد فوز الجمهوريين بالاغلبية: "من الواضح للغاية أن الشعب الأمريكي يريد حكومة أصغر ذات تكلفة أقل وأكثر قابلية للمحاسبة... تعهدنا هو الإصغاء إلى الشعب الأمريكي."
وعاقب الناخبون الذين ينتابهم القلق إزاء الاقتصاد وغير الراضين عن قيادة أوباما , عاقبوا الديمقراطيين بهزيمة ثقيلة في الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء والتي منحت السيطرة على مجلس النواب للجمهوريين وأضعفت أغلبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ.
ووصف أوباما النتيجة بأنها "هزيمة منكرة" قائلا ان لحلول التي طلبها الأمريكيون المحبطون سيصعب تحقيقها.. ومضى يقول: "لا أقول أن هذا سيكون سهلا... الرسالة الواضحة التي أسمعها من الناخبين هي أننا نريد من الجميع أن يتصرفوا بشكل مسؤول في واشنطن.. نريد منكم بذل مجهود أكبر للتوصل إلى توافق في الآراء."
وانتزع الجمهوريون في انتخابات الثلاثاء 60 مقعدا كان الديمقراطيون يشغلونها في مجلس النواب ليطيحوا برئيسة المجلس الديمقراطية نانسي بيلوسي من السلطة وأصبحوا يتولون رئاسة لجان المجلس. وكان هذا أكبر تحول في السلطة منذ أن اقتنص الديمقراطيون 75 مقعدا في مجلس النواب عام 1948 .
وقال بينر وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل إن الناخبين يريدون منهم العدول عن المبادرات التي مررها مجلس النواب أثناء سيطرة الديمقراطيين على المجلس خلال العامين المنصرمين مثل الرعاية الصحية وإصلاحات مالية تنظيمية.
لكن من المرجح بدرجة أكبر ان تسبب الادارة المنقسمة حالة من الجمود التشريعي عندما يبدأ الكونغرس الجديد دورته القادمة في كانون الثاني المقبل. ويمكن للديمقراطيين في مجلس الشيوخ أن يمنعوا تمرير مبادرات مجلس النواب وما زال أوباما قادرا على الاعتراض على مشاريع القوانين رغم تراجع قوة الديمقراطيين.
ولم يظهر الجمهوريون البارزون ميلا يذكر نحو الحلول الوسط, اذ قال مكونيل: "نحن مصرون على منع الأجندة التي رفضها الأمريكيون وتحويل اتجاه السفينة... سنتعاون مع الإدارة عندما تتفق مع الشعب وسنواجهها عندما لا تفعل."
وأظهرت استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم أنهم قلقون بشدة على الاقتصاد إذ قال ثمانية من كل عشرة إنه مبعث قلقهم الرئيسي. ويعتقد نحو ثلاثة أرباع الناخبين أن أداء الحكومة لم يكن جيدا وقال أربعة من كل عشرة أنهم يؤيدون حركة حزب الشاي المحافظة.
وتمكن الجمهوريون من الإطاحة بأكثر من 30 نائبا ديمقراطيا من مجلس النواب منهم آيك سكيلتون رئيس لجنة القوات المسلحة وجون سبرات رئيس لجنة الميزانية وجيمس أوبرستار رئيس لجنة النقل.
وقال أوباما إن "الحزن" خالجه لفقد هذا العدد من الديمقراطيين الذين ساندوا إصلاح الرعاية الصحية وخطة التحفيز الاقتصادي ومبادرات أخرى.
وأردف أوباما قائلا "إنه أمر صعب وأنا أتحمل مسؤولية ذلك بكثير من الأوجه... هناك أيضا الكثير من التساؤلات تراودني مثل: هل كان من الممكن أن اتبع طريقا مختلفا أو أن أبذل مجهودا أكبر ليبقى هؤلاء الناس هنا؟"
وقال أوباما إنه ربما يكون هناك مجال للاتفاق مع الجمهوريين في مجالات مثل الغاز الطبيعي وقضايا الطاقة وخفض "المخصصات" أي خفض انفاق المشاريع المحلية التي يمولها الكونجرس.
وقال مستثمرون إنهم يتوقعون أن يكون الجمهوريون أكثر تعاطفا مع مخاوف رجال الأعمال. وصرح بينر بأن الإصلاح الجذري للرعاية الصحية والذي أقره الديمقراطيون في اذار الماضي سيدمر النظام الطبي ويفلس البلاد. وأردف قائلا "هذا يعني أن علينا أن نبذل قصارى جهدنا لمحاولة إلغاء مشروع القانون هذا وأن نستبدله بإصلاحات منطقية لخفض تكلفة الرعاية الصحية."
وقال أوباما إنه لا يعتقد أن الانتخابات كانت رفضا لخطة اصلاح الرعاية الصحية وإنه سيكون مستعدا للتعاون مع الجمهوريين بشأن بعض التعديلات.
وقالت بيلوسي وهي أكبر عضو ديمقراطي في مجلس النواب والتي أعيد انتخابها في دائرتها بكاليفورنيا لفترة عامين لكنها فقدت رئاسة المجلس إنها لم تحدد بعد خطوتها التالية.
ويمكن لبيلوسي أن تبقى في مجلس النواب بل أن تسعى للبقاء في قيادة الحزب الديمقراطي وربما تكون زعيمة للأقلية كما أن بإمكانها التقاعد.
وينظر لثاني أكبر عضو من الديمقراطيين في مجلس النواب ستيني هويار من ماريلاند على أنه خليفة محتمل.
شام نيوز - وكالات