الجيب الأخير ومسرحية القضاء على "داعش" في شرق الفرات

الجيب الأخير ومسرحية القضاء على "داعش" في شرق الفرات

شام إف إم _ خاص

الباغوز أو كما باتت تسمى في الأيام القليلة الماضية الجيب الأخير لتنظيم "داعش" بريف دير الزور الجنوبي الشرقي في سوريا الذي يلفظ فيها التنظيم أنفاسه الأخيرة.

من جهة السماء يتولى طيران "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن إمطار البلدة بالصواريخ وقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً، حيث يرتكب مجازر يقدر عدد ضحاياها حتى اللحظة بأكثر 1000 شخص منذ بدء العمليات، ومن جهة الأرض تخوض "قوات سورية الديمقراطية" المعروفة اختصاراً بـ "قسد" والتي تتولى واشنطن دعمها، اشتباكات مع عناصر التنظيم المتبقين في البلدة، وذلك بعد انتهاء المهلة المحددة المعطاة لعناصر التنظيم للاستسلام. 

من جانبه، وخلال اتصال هاتفي ضمن مسائية «شام إف إم»، أوضح الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة عبد الله علي أن التأخر في عملية الحسم ينقسم لسببين، الأول هو الفشل الاستخباري لقوات "قسد" و"التحالف الدولي"، لأن كل التقديرات كانت توحي أن المتواجدين في الباغوز من مدنيين لا يتعدوا العشر آلاف شخص، بينما المسلحين يقاربون الألف، حيث كان يتحدث بهذه التقديرات المسؤولون الأمريكيون وجنرالات "التحالف" لكن يبدو أن هذه القوات لم تحسب أن تكون تقديراتها غير صحيحة.

أما السبب الثاني هو ترابط حسم المعركة ضد "داعش" مع عدة ملفات أخرى، أهمها مصير شرق الفرات بشكل عام، ودخول مفاوضات حول هذا المصير كالمفاوضات الأمريكية التركية والمساعي الروسية للتفاوض بين الأكراد ودمشق، ولم تصل جميعها إلى نتيجة، حيث حسم الباغوز مرتبط مع خطوة الولايات المتحدة بشأن شرقي الفرات.

وحول الخلل الحاصل في الباغوز من انقسامات بين عناصر تنظيم "داعش"، بيّن الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية المتشددة أن الحديث عن الانشقاقات في صفوف التنظيم لا يمكن الوثوق به، خصوصاً بعد سماع النساء والأطفال الخارجين من المنطقة يتحدثون عن ولائهم للإرهابي "أبي بكر البغدادي"، وكمثال عن هذا الوفاء حديث إحدى الفتيات الأجنبيات المنتسبات لداعش، وتصريحاتها بأنها لم تكن لتخرج لولا صدور أمر من البغدادي بخروج جميع النساء والأطفال كي يتمكن المسلحين من القتال.

وفي سياق استئناف المعارك في الوقت الحالي أكد عبد الله عدم ثقته بالأرقام الصادرة عن "قسد" التي تبين بقاء ما يتراوح بين الـ 400 والـ 500 مقاتل، مؤكداً أنه لا يوجد أي سبب عسكري يمنع قوات "التحالف" من اجتياح المنطقة، لكن المخيف برأيه أن تكون هذه الأحداث آخر جزء من المسرحية التي كانت مكتوبة ومتفق عليها بين "قسد" و "داعش"، حيث أن المتبقيين من عناصر التنظيم هم المغضوب عليهم.

حول القوة الكبيرة لهذه المعركة رغم الأعداد القليلة للدواعش المتبقيين، أكد الخبير أن الهدف من ذلك الارتقاء إلى مستوى ما يسمى نهاية "داعش" في سوريا، وتصوير المعركة على أنها انتصار كبير، رغم أن كل المعطيات من الداخل العسكري الأمريكي تفضي أن القضاء على "داعش" يحتاج لوقت طويل بسبب وجود خلايا في العراق وسوريا.

أما عن الوجهة الثانية بعد الباغوز أشار عبد الله إلى أن الاعلام الأمريكي يهتم بأمر الدواعش الأجانب دون التطرق لمصير السوريين والعراقيين منهم، مستشهداً بما حصل مع مقاتلي التنظيم المحتجزين في الرقة، حيث أعلنت "قسد" عن إخراج 400 مقاتل منهم وأغلبهم سوريين وهذا يشكل خطرا كونهم بمجرد تبديل ملابسهم وحلق ذقونهم يتمكنون من التنقل بسهولة في أي منطقة يريدون.

إعداد: لين حمدان