الجيش التركي يكثف تحركاته العسكرية استعداداً للإنتشار في إدلب

الجيش التركي يكثف تحركاته العسكرية استعداداً للإنتشار في إدلب

زار وفد عسكري تركي رفيع المستوى برئاسة رئيس الأركان التركي خلوصي أكار القوات التركية المنتشرة في ولاية هاتاي قرب الحدود السوريةـ وعقد الوفد حسب ما نقلته وكالة "الأناضول" اجتماعاً مع قادة الوحدات في منطقة ريحانلي الحدودية لتقييم آخر التطورات..

وتأتي هذه الزيارة على خلفية رفع الجيش التركي وتيرة تحركاته العسكرية في المنطقة في إطار استعداداته للانتشار في إدلب وذلك بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الضامنة لعملية أستانا "روسيا وتركيا وإيران" منتصف أيلول الماضي حول إنشاء منطقة خفض توتر في محافظة إدلب.

وينص هذا الاتفاق حسب ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن تركيا ستنشر قواتها داخل إدلب لضمان الأمن هناك فيما ستكون روسيا مسؤولة عن عمل نظام منطقة خفض التوتر خارجها.

كما صرح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن هدف تركيا من نشر قوات في محافظة إدلب يتمثل في وقف الاشتباكات تماماً والتمهيد للمرحلة السياسية في البلاد حسب تعبيره، مشيراً إلى أن إدلب ستشهد وجود مراقبين من روسيا وإيران وكذلك أتراك داخل إدلب.

وفي سياق متصل نشرت وكالة AFP الإعلامية شريط فيديو تظهر فيه رافعة بناء تابعة للجيش التركي قرب فتحة في الجدار الأمني الذي انتهت أعمال بناءه منذ حوالي نصف شهر، وترجح الوكالة أن تستخدم الفتحة لدخول مقاتلي المعارضة المسلحة أو القوات التركية إلى إدلب من أجل محاربة الميليشيات المسلحة التي لا تزال تسيطر على أجزاء من المنطقة

بدورها نقلت تنسيقيات المسلحين عن أحد المسؤولين في ميليشيا "هيئة تحرير الشام" التي تقودها جبهة النصرة الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قوله إن تركيا "أخلت وغدرت بالاتفاق القائم بينها وبين "الهيئة" بخصوص دخولها إلى إدلب وريفها وفق "البنود الرئيسية" بصفة مراقبين ومستشارين فقط وليس بجيشها وميليشيات "درع الفرات".

وأضاف المسؤول بأن "الهيئة" ترفض بشكل قاطع وجود "درع الفرات" في إدلب وريفها وأنه في حال أصرت تركيا على التدخل في إدلب سيتم معاملتها كعدو لـ"الهيئة" حسب تعبيره

هذا وقد نشرت "هيئة تحرير الشام" عدة حواجز لها في المنطقة الواقعة بين "أطمة وسرمدا" في ريف إدلب الشمالي بعيد تدمير جرافة للجيش التركي واشتباكات متقطعة بين "الهيئة" والجيش التركي قرب بلدة كفرلوسين على الحدود السورية التركية.

فيما سقطت عدة قذائف قرب مخيمات دير حسان للنازحين السوريين وقذائف أخرى  قرب معبر باب الهوى على الحدود السورية ـ التركية في ريف إدلب الشمالي مصدرها الأراضي التركية، وسط حالة من الذعر لدى أهالي المنطقة خوفاً من اندلاع اشتباكات محتملة بين "الهيئة" التي تقودها جبهة النصرة و الميليشيات المسلحة المنضوية ضمن عملية ما تسمى بـ "درع الفرات" والتي تستعد لدخول مدينة إدلب مع القوات التركية.

ويأتي ذلك بالتزامن مع اعتقال ميليشيا "هيئة تحرير الشام" أحد مسلحيها من الجنسية المصرية عقب استهدافه لسيارات تُقلُّ وفداً عسكرياً تركياً أثناء دخوله الأراضي السورية في ريف ادلب الشمالي.

ويذكر أن مسلحي "الهيئة" بلغ عددهم نحو عشرة آلاف مقاتل حسب ما أفاد "المرصد المعارض".