الجيش المصري يعلن عزل مرسي

أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية خارطة مستقبل لمصر خلال الفترة القادمة بالتشاور مع بعض القوى والرموز الوطنية والسياسية والشباب وقررت عزل الرئيس محمد مرسي وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية ولحين انتخاب رئيس جديد.
ونصت خارطة المستقبل بحسب بيان القيادة العامة للقوات المسلحة الذي ألقاه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي على تعطيل العمل بالدستور بشكل مؤقت وأن يؤدي رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأعطت خارطة المستقبل رئيس المحكمة الدستورية العليا سلطة إصدار إعلانات دستورية خلال المرحلة الانتقالية كما نصت على تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية وتشكيل لجنة تضم كل الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتا.
ونصت خارطة المستقبل على إقرار المحكمة الدستورية العليا مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية ووضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية وإعلاء المصلحة العليا للوطن واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء في القرار في مواقع السلطة التنفيذية المختلفة وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.
ودعا بيان القيادة العامة الشعب المصري بكل أطيافه إلى الالتزام بالتظاهر السلمي وتجنب العنف الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان وإراقة دماء الأبرياء وحذر من أن القوات المسلحة ستتصدى بالتعاون مع رجال وزارة الداخلية بكل القوة والحسم ضد أي خروج عن السلمية وطبقا للقانون وذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والتاريخية.
وقال بيان القيادة العامة إن القوات المسلحة لم يكن في مقدورها أن تصم آذانها أو تغض بصرها عن حركة ونداء جماهير الشعب المصري التي استدعت دورها الوطني وليس دورها السياسي.
وأوضح البيان أن القوات المسلحة كانت هي بنفسها أول من أعلن ولا تزال وسوف تظل بعيدة عن العمل السياسي ولكنها استشعرت انطلاقا من روءيتها الثاقبة أن الشعب المصري الذي يدعوها لنصرته لا يدعوها لسلطة أو حكم وإنما يدعوها للخدمة العامة والحماية الضرورية لمطالب ثورته وتلك هي الرسالة وقد استوعبت بدورها هذه الدعوة وفهمت مقصدها وقدرت ضروراتها واقتربت من المشهد السياسي آملة وراغبة وملتزمة بكل حدود الواجب والمسؤولية والأمانة.
وأكد بيان القيادة العامة أن القوات المسلحة بذلت خلال الأشهر الماضية جهودا مضنية بصورة مباشرة وغير مباشرة لاحتواء الموقف الداخلي وإجراء مصالحة وطنية بين كل القوى السياسية بما فيها موءسسة الرئاسة وهي منذ تشرين الثاني الماضي بدأت بالدعوة لحوار وطني استجابت له كل القوى السياسية والوطنية وقوبل بالرفض من مؤسسة الرئاسة في اللحظات الأخيرة ثم تتابعت وتوالت الدعوات والمبادرات من ذلك الوقت وحتى تاريخه.
وقال بيان القيادة العامة إن القوات المسلحة تقدمت أكثر من مرة بعرض تقدير موقف استراتيجي على المستوى الداخلي والخارجي تضمن أهم التحديات والمخاطر التي تواجه مصر على المستوى الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي ورؤية القوات المسلحة كمؤسسة وطنية لاحتواء أسباب الانقسام المجتمعي وإزالة أسباب الاحتقان ومجابهة التحديات والمخاطر للخروج من الأزمة الراهنة.
وأضاف بيان القيادة العامة إنها في إطار متابعة الأزمة الحالية اجتمعت مع مرسي في قصر القبة في 22 حزيران الماضي وعرضت رأيها ورفضها للإساءة لمؤسسات الدولة الوطنية والدينية وأكدت رفضها ترويع وتهديد جموع الشعب المصري وقد كان الأمل معقودا على وفاق وطني يضع خارطة مستقبل ويوفر أسباب الثقة والطمأنينة والاستقرار بما يحقق طموح الشعب ورجاءه إلا أن خطاب مرسي قبل انتهاء مهلة الـ 48ساعة جاء بما لا يلبي ويتوافق مع مطالب جموع الشعب.
وأوضح بيان القيادة العامة إن ذلك استوجب من القوات المسلحة استنادا إلى مسوءوليتها الوطنية والتاريخية التشاور مع بعض رموز القوى الوطنية والسياسية والشباب ودون استبعاد أو إقصاء لأحد حيث اتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تتضمن خطوات أولية تحقق بناء مجتمع مصري قوي ومتماسك لا يقصي أحدا من أبنائه وتياراته وينهي حالة الصراع والانقسام.
في سياق متصل أعلنت مصادر قضائية وعسكرية مصرية أن رئيس المحكمة الدستورية سيؤدي اليمين رئيسا مؤقتا لمصر غدا.
شخصيات وقوى دينية وسياسية مصرية تؤيد خارطة طريق مصر وتدعو إلى المشاركة والحوار والمصالحة الوطنية
إلى ذلك أعلن الأزهر الشريف تأييد خارطة الطريق التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة يحتكم فيها الشعب إلى صندوق انتخاب يضمن نزاهته كل من قضاء مصر ورجال القوات المسلحة وقوات الشرطة.
وقال أحمد الطيب شيخ الأزهر في كلمة له بعد الإعلان عن خارطة طريق إنه عملا بقانون الشرع الإسلامي القائل ان ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي وخروجا من المأزق السياسي الذي وقع فيه شعب مصر بين موءيد للنظام ومعارض لاستمراره وكل متمسك برأيه لا يتزحزح عنه لذلك كله أيدت الرأي الذي انتهى إليه اجتماع قادة الجيش مع شخصيات دينية ومعارضة وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يحتكم فيها الشعب إلى صندوق انتخاب يضمن نزاهته كل من قضاء مصر ورجال القوات المسلحة وقوات الشرطة.
وأمل الطيب أن يصلح هذا الخيار وهذه الخطة بين فئتين متخاصمتين تعيشان على أرض واحدة وتشربان من نيل واحد.
من جهته أعلن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أن مصر تمر في لحظة فارقة وأن الخريطة التي أعلنتها القيادة العامة للقوات المسلحة تمت باتفاق كل الحضور وتشمل كل العناصر التي تضمن سلامة الطريق لكل المصريين.
وقال البابا تواضروس الثاني إن هذه الخريطة وضعت بإخلاص قلبي وبمحبة شديدة للوطن وبروءية لمستقبله القريب والبعيد وهي وضعت من خلال أناس شرفاء يبتغون مصلحة الوطن أولا وأخيرا دون إقصاء أو استبعاد أو استثناء لأحد.
بدوره أكد القيادي في جبهة الإنقاذ محمد البرادعي أن خارطة الطريق التي تم التوافق عليها هي تصحيح لثورة 25 يناير كانون ثاني العظيم وتضمن تحقيق المطلب الأساسي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة من خلال فترة انتقالية يتم فيها تعديل الدستور للتوافق على دستور ديمقراطي يحفظ حقوق الشعب المصري وحرياته.
وقال البرادعي إن خارطة الطريق تضمن أيضا بدء عملية مصالحة وطنية من خلال إنشاء لجنة للمصالحة الوطنية ليعود الشعب المصري مرة أخرى متصالحا ومتسامحا مع نفسه ومع غيره.
وعبر البرادعي عن أمله بأن تكون هذه الخطة بداية لانطلاقة جديدة لثورة 25 يناير كانون الثاني التي بذل فيها الشعب المصري الغالي والنفيس من أجل أن يسترد حريته وكرامته وأن يحقق ما يصبو إليه من عدالة اجتماعية لكل مصري ومصرية.
في حين دعا أحد منسقي حركة تمرد محمود بدر كل القوى الوطنية والإسلامية إلى بدء صفحة جديدة من تاريخ مصر تقوم على المشاركة والعمل الجماعي.
وقال بدر إن يد الحركة ممدودة إلى جميع المصريين من أجل بناء مصر بالجميع وللجميع فمصر وطنا لكل أبنائها دون إقصاء لأحد.
بدوره أكد منسق آخر لحركة تمرد محمد عبد العزيز أن انحياز القوات المسلحة المصرية لإرادة شعبها ومطالبه ليس انقلابا عسكريا بل هو واجب وطني تحتمه المسوءولية التاريخية والوطنية.
وقال عبدالعزيز إن مصر تفتح في هذا اليوم التاريخي صفحة جديدة للمستقبل لتحقيق أهداف الثورة في العيش المشترك والحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني دون إقصاء لأحد مؤكدا أن شعب مصر سيعمل يدا واحدة لحماية مكتسباته باستمرار بالاحتشاد الجماهيري حتى تحقيق أهدافه.
بينما أكد أمين حزب النور جلال مرة أن موافقة الحزب على خارطة الطريق هي من أجل حقن دماء الشعب المصري بعدما وصل إلى حالة ربما تفتح باب الحرب الأهلية.
وقال مرة إن ما دفعنا للعمل مع القوى المصرية الأخرى من أجل إنقاذ مصر هو الحب للوطن والدافع الديني والشرعي الذي نؤمن به.
من جهتها قالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد إن خارطة الطريق حاولت أن تقصي أسباب الألم لدى الشعب المصري وأن تستعيد وتوفر أكبر قدر من أسباب لم الشمل بين أبنائه.
وأضافت فؤاد إن ملايين المصريين احتشدوا لتعود مصر شعبا واحدا وصفا واحدا دون انقسام أو صراع كما كانت عبر تاريخها الطويل لافتة إلى أن حجم الألم لدى الشعب المصري تجاوز كل حدود الصبر وهو ما دفعه ليخرج بملايينه غاضبا إلى كل الشوارع والميادين كما أنه هو ما دفع القوات المسلحة إلى الاستجابة للإرادة الشعبية بهدف الحفاظ على أمن الوطن.
ودعت فؤاد إلى الوحدة وعدم الانقسام وإلى الحوار وإعادة لم الشمل لطمأنة الشعب بكل أطيافه وإيقاف هدر الدم المصري.