الحرفة اليدوية.. مصدر رزق وحفاظ على التراث وهواية!

الحرفة اليدوية.. مصدر رزق وحفاظ على التراث وهواية!

رزان حبش – شام إف إم

الحرف اليدوية أو الصناعات التقليدية هي ما يعتمد على مهارة اليد العاملة، أو على استخدام أدوات بسيطة غير معقدة وبعيدة عن الآلات الحديثة، وغالباً ما ينطبق ذلك على صناعة السلع الفردية، وتحمل أهمية ثقافية.

ويمكن أن يُطلِق عليها البعض "الأعمال الفنية"، أو "المهارات الفنية"، أو "الأشغال الفنية"، أو "الحرف اليدوية".

وصنع أواني الفخار واحدة من هذه الحرف والأعمال التي تشتهر بها العديد من المناطق في سورية، حيث تحدثت السيدة آسيا يوسف من بلدة وادي العيون في محافظة حماة عن تفاصيل هذه الحرفة لبرنامج "البلد اليوم" على "شام إف إم".

وبيّنت يوسف أنها تعلّمت كيفية صنع الأواني الفخارية من والدتها التي كانت تعمل بذلك منذ زمن طويل وأورثتها لابنتها لتمتهن بها إلى الآن، مشيرةً إلى أنها تحب هذا العمل ولديها الشغف تجاهه بالإضافة إلى كونها تعتبره مصدر رزقها، وأضافت أن حرفة صناعة الفخار تعتبر من التراث الذي يجب الحفاظ عليه والاستمرار بالعمل والاهتمام به.

وقالت السيدة يوسف إن العملية تبدأ من المادة الخام "حجر دب الملح"، حيث يجب تكسيره ليُصبح حجمه صغيراً، ومن ثم يُطحن في طاحون الرحى الحجري ليتحول إلى طحين ناعم، وتتم تصفيته وتنقيته من جميع الشوائب عبر المناخل.

والخطوة الثانية وفقاً للسيدة تتمثل بجلب التراب الناعم الخالي من الشوائب تماماً بعد الحفر في الأرض لأكثر من متر، وبعد ذلك يُغسل بالماء ويُنقع، وتأتي هنا مرحلة خلط "دب الملح" مع هذا التراب المنقوع بحسب عيارات معينة لتشكيل العجينة الفخارية المطلوبة، وتُدق حتى يُصبح قوامها لزجاً، وتُترك ليومين تقريباً حتى تتخمر.

وبعد ذلك يأتي دور تشكيل الآنية الفخارية المرغوبة بحسب الحجم المطلوب، فإما أن تُشكل مقلىً فخارياً صغيراً أو كبيراً، أو حلة ضخمة، أو صحوناً عادية، أو حتى مجمرة.

ولفتت السيدة يوسف إلى أنها تعمل لوحدها، بمساعدة زوجها في الأعمال التي تتطلب جهداً بدنياً كبيراً.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت يوسف أنها تقوم بتقطير ماء الورد منزلياً من الورد الشامي، ويمكن أن تقطره لوحده أو مع شرانق القز، أو مع لبان الذكر، وكذلك تقطير ماء إكليل الجبل، وذلك وفقاً للمواسم.

ونوّهت السيدة إلى أنها تبيع منتجاتها إلى أبناء محافظتها والمحافظات الأخرى أيضاً، وذلك عن طريق صفحتها الخاصة عبر موقع "فيسبوك".

كما أبدت يوسف رغبتها في دخول مجال المنتجات المتعلقة بالتجميل، وقد بدأت في تطوير بعض المنتجات والتركيبات التي تخص العناية بالبشرة كصابون الحرير على سبيل المثال، والذي يزيل آثار حب الشباب ويُفتح البشرة.

ونصحت السيدة كل شخص لديه القدرة على العمل وتطوير ذاته للبدء بمشروعه الخاص وبناء عمله ليعتمد على نفسه في كل مجالات الحياة.