الحركة الدبلوماسية في دمشق تحرج أنقرة

الحركة الدبلوماسية في دمشق تحرج أنقرة

شام إف إم - سامر يوسف

أكد الخبير في الشؤون التركية سركيس قصارجيان أن اللقاء الروسي التركي الأخير في موسكو لم يقدم أي جديد أو لم يكن نقطة تحوّل في الملف السوري.

وخلال اتصال هاتفي مع «شام إف إم»، أشار قصارجيان إلى أن هذا اللقاء جاء غداة الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا، كما كان على مستوى عال من التمثيل حيث حضر اللقاء وزير خارجية ووزير دفاع ورئيس استخبارات كلا الجانبين، إلا أنه كان قصيراً ولم يتجاوز الساعة ونصف الساعة حسب التسريبات، وهي مدة قصيرة جداً لمناقشة ملف الانسحاب الأمريكي و بقاء الميليشيات الكردية.

وحول إدلب وتمديد العمل باتفاق سوتشي، بيّن الخبير في الشؤون التركية أن اتفاق سوتشي كان من المفترض أنّ ينهي كل الإشكاليات المتعلقة في هذه المنطقة الجغرافية قبل منتصف كانون الأول، وبالتالي فإن هذا الاتفاق بطبيعة الأحوال هو داخل في إطار التمديد قبل اللقاء، أما فيما يتعلق بالطريق الدولي أوضح قصارجيان أن تركيا لم تستطع تنفيذ هذا الالتزام لسبب بسيط هو أن فتح الطريق له علاقة بسحب التنظيمات المسلحة المتطرفة المتواجدة بهذه المنطقة وهي الخطوة التي لم تنفذها حتى الآن، مشيراً إلى أن الأتراك حاولوا الضغط في منطقة شرق الفرات إلا أنه مع الخروج الأمريكي من المنطقة أصبح الروسي هو المهيمن، وبالتالي لم يعد لدى أنقرة أرواق ضغط في ما يخص منطقة شرق الفرات.

وحول الأنباء عن تمديد واشنطن لفترة سحب قواتها من سوريا إلى 4 أشهر، أكد قصارجيان أنه في حال التزام الولايات المتحدة بغض النظر عن المدة، فإن ذلك سيؤدي مزيد من الخطوات من قبل الميليشيات الكردية باتجاه دمشق، مشيراً إلى أن الأكراد شعروا بجدية القرار الأمريكي وأن عملية الانسحاب ستنفذ ما جعلهم يهرعون إلى طرق أبواب الحكومة السورية، منوهاً إلى أهمية الحركة الدبلوماسية  التي تشهدها دمشق في هذه الأيام من قبل الدول الخليجية وبعض الدول العربية والغربية.

وأضاف أن هذا الحراك الدبلوماسي سيضعف من الموقف التركي حيث تزداد الأصوات التي تندد بالتدخل العسكري التركي في الأراضي السورية الأمر الذي يزيد من الضغط على أنقرة في المحافل الدولية.

وأوضح الخبير في الشؤون التركية أن المعسكر الذي يحاول التودد من دمشق في الفترة الأخيرة هو المعسكر المعادي لتركيا كالإمارات والبحرين والكويت وبطبيعة الحال تقف خلفها السعودية، إضافة إلى مصر التي لم تغب عن المشهد السياسي السوري، مشيراً إلى أن هذه الدول هي الدول التي تحارب الإخوان المسلمين حول العالم، وبطبيعة الحال تركيا هي الدولة الأولى الداعمة للإخوان المسلمين، وبالتالي هذه المعسكري سيزيد من ضغطه على تركيا، لذلك اليوم تحاول أنقرة التحرك بالتنسيق مع روسيا من أجل تخفيف هذه الضغوطات، حيث إن الخروج الامريكي سيفتح المجال أكثر للروسي للعب دور أكبر في هذه المنطقة.