الحريري اجتمع بالمعاون السياسي لنصرالله... وبري في دمشق

تبدو التهدئة في لبنان أقرب الى كونها فرصة لكسب وقت إضافي والتقاط الانفاس أكثر منها تعبيراً عن نضوج مخرج واضح يطوي الازمة الراهنة، وتجلى سريان مفاعيل الهدنة الجديدة في اللقاء الذي تم مساء أمس في بيت الوسط بين رئيس الحكومة سعد الحريري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله حسين الخليل والذي دام قرابة ساعة ونصف الساعة، مع تسجيل مفارقة وهي ان احتدام الازمة جعل اللقاء بين الحريري والخليل يصبح إنجازاً بحد ذاته.
ويبدو أن القمة الاخيرة بين الملك عبدالله والرئيس بشار الاسد في الرياض أعطت دفعاً لمساعي التبريد الداخلي، على الرغم من انها ركزت بشكل شبه كامل على الموضوع العراقي من دون التطرق كثيراً الى الوضع في لبنان.
وفي هذا السياق، قالت مصادر واسعة الإطلاع لـ«السفير» ان الرئيس السوري والملك عبدالله حريصان على حماية تفاهمهما وإبقاء مفاعيله قائمة، وإن الملك عبدالله ما زال مواظباً على بذل أقصى جهد ممكن لتجنيب لبنان خطر الفتنة والفوضى، علماً أن ضغوطاً أميركية متلاحقة تدفع في اتجاه معاكس عبر المواقف التي تتمسك بالقرار الظني والمحكمة. وشددت المصادر على وجوب مواكبة الرعاية الاقليمية بتواصل مستمر بين حزب الله والرئيس سعد الحريري لتحصين «الهدنة الهشة» ومنع المتضررين منها في الداخل والخارج من استهدافها.
وبينما أجري في قاعدة كابسيو العسكرية الفرنسية انفجار اختباري شبيه بالانفجار الذي أودى بحياة الرئيس رفيق الحريري، قال مطلعون على اجواء القمة السورية - السعودية الاخيرة لـ«السفير» ان الاتصالات الاقليمية والدولية التي جرت على أكثر من مستوى أفضت الى تأجيل صدور القرار الظني مبدئياً حتى ما بعد نهاية العام الحالي، وربما حتى آذار المقبل، ما يتيح البحث عن معالجات بعيداً عن التوتر والاحتقان.
بري في دمشق
وفي إطار استشراف معالم مرحلة ما بعد القمة السورية - السعودية، يزور رئيس مجلس النواب نبيه بري دمشق اليوم، يرافقه معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، بعدما طلب موعدا مستعجلا للقاء الرئيس بشار الاسد.
وقال الرئيس بري لـ«السفير» ان زيارته الى دمشق اليوم تندرج في سياق البحث في الوضع اللبناني الراهن وكيفية حماية الاستقرار الداخلي وإيجاد المخارج المناسبة للازمة الحالية، كما سيتناول النقاش الوضع العربي، خصوصا على الساحتين العراقية والفلسطينية، مشددا على وجوب عدم الربط بين الجهود المبذولة لمعالجة محاذير القرار الظني والمحكمة الدولية وبين تعقيدات الملف العراقي.
جلسة مجلس الوزراء
ويستأنف مجلس الوزراء اليوم مناقشة ملف شهود الزور في جلسة تعقد برئاسة الرئيس ميشال سليمان، في ظل توقعات بتأجيل البت في هذا الموضوع مرة أخرى، إلا إذا أسفرت مشاورات الليل عن صيغة توافقية معينة، الامر الذي بدا خلال النهار مستبعدا.
وقد استحوذت جلسة مجلس الوزراء اليوم على حيز واسع من الاجتماع الذي عقد امس بين الرئيس بري والرئيس الحريري في مجلس النواب، حيث تمسك كل منهما بموقفه من مسألة شهود الزور وكيفية التعامل معها.
وفي المعلومات ان بري أبلغ الحريري انه مصرّ على إحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، فرد رئيس الحكومة معربا بدوره عن تمسكه بان يتولى القضاء العادي متابعة هذه القضية، رافضا تحويلها الى المجلس العدلي، لانه لا يوجد مبرر لذلك.
ثم طرح الحريري على بري إمكانية ان يبدأ مجلس الوزراء جلسته اليوم من مناقشة جدول الاعمال العادي، فأجابه رئيس المجلس: طبعا، لا.. يجب ان يكون موضوع شهود الزور هو البند الاول الذي سيناقش.
وعلمت «السفير» ان بري أبلغ وزراءه ليلا بوجوب عدم التراجع في جلسة اليوم عن الموقف المعلن باسم كل المعارضة وهو ضرورة مواصلة البحث في قضية شهود الزور مع الاصرار على إحالتها الى المجلس العدلي، إلا في حال تم توصل قبل موعد انعقاد الجلسة الى صيغة توافقية ما.
وأكد بري لوزرائه انه في حال كانت هناك ضرورة لتأجيل البحث مرة أخرى، فان ذلك ينبغي ان يكون مشروطا بعقد جلسة قريبة يكون موضوع شهود الزور هو مادة النقاش الوحيدة فيها، وإذا اقتضى الموقف الذهاب الى التصويت لاحقا لحسم الجدل، بعد استنفاد احتمالات التوافق، فليكن، وليتحمل كل طرف مسؤولياته ويحسم خياره، سواء خسرنا ام ربحنا.
وأبلغ بري «السفير» ان رغبة رئيس الجمهورية كما رغبتي أنا ورئيس الحكومة هي تحقيق التوافق حول كيفية المعالجة القضائية لملف شهود الزور، ونحن ما نزال نعطي كل الفرص لهذا الخيار، لكن عندما أشعر باليأس من إمكانية التوافق وان هناك اتجاهاً للتمييع، فانني سأتخذ الموقف المناسب.
شام نيوز- السفير