الحريري: علاقاتنا مع سوريا دخلت مرحلة جديدة

أرشيف

قال رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري أن العلاقات مع سوريا دخلت مرحلة جديدة لافتا إلى زياراته الأربعة إلى دمشق والتي أدت إلى فتح صفحة جديدة مع الرئيس بشار الأسد، مبنية على الصدق والأخوة والاحترام المتبادل بين البلدين، كما أكد على ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باتت قضية لبنانية وعربية ودولية ثابتة وان روح والده رفيق الحريري لن تكون سببا لتجديد الفتنة في لبنان.

وقال الحريري في كلمة له خلال افتتاح أعمال مؤتمر تيار المستقبل "نحن امام مرحلة جديدة ستكون لمصلحة لبنان وستعيد العلاقات اللبنانية السورية الى ما يجب ان تكون عليه" متطلعا مع كل اللبنانيين خلال هذه المرحلة لتفعيل دور لبنان في تعزيز التضامن العربي وتثبيت دعائم المصالحة العربية التي اطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الكويت الاقتصادية التي انعقدت مطلع العام 2009.

ورفض الحريري المساومة على المحكمة الدولية التي تنظر في اغتيال والده عام 2005، ورد على المواقف الأخيرة المشككة فيها للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، دون أن يسمه، عبر الدعوة إلى "وقف التهويل" ضدها، خاصة بعد الحديث عن عزمها توجيه اتهامات بالقضية لعناصر من الحزب.

وأعاد الحريري، في كلمة ألقاها السبت بافتتاح الذي يقوده، التأكيد على أن المحكمة "جزءٌ لا يتجزأ من قرارات الحوار الوطني اللبناني، ومن البيانات الوزاريّة للحكومات المتعاقبة والقمم العربيّة التي قاربت هذه المسألة،" مؤكدا أن روح والده "لن تكون سبباً لتجدد الفتنة في لبنان".

وقال الحريري: "هناك من يتصوّر، أو يتخوّف، أو يهوّل، أو ربما يتمنى، أن تكون قضية اغتيال الرئيس الشهيد، سبباً في اندلاع أزمةٍ لبنانية أو فتنةٍ مذهبية، ونحن نقول، بكل صدق وأمانة ومسؤولية، أن لا مكان في قاموسنا الوطني لهذه المخاوف والادعاءات أو حتى التمنيات، وأننا لا نبني أحكامنا أو وجهة نظرنا، على أية معلومات أو وقائع موجودة في عهدة التحقيق بجريمة الاغتيال."

وشدد الحريري على أن القضية بالنسبة له: "مبدئية ولا ترتبط بمسار التحقيق،" وتابع: "لا أريد أن أقول لكم أننا في منأى عن العاصفة، وأنا أرى يومياً بأم العين، حجم التحديات، لكنني أريد أن أؤكد لكم، أن العاصفة التي لم تتمكن من القضاء على مشروع رفيق الحريري في الحياة الوطنية اللبنانية، لن تتمكن لا اليوم ولا غداً من اغتيال رفيق الحريري مرةً ثانية."

وأضاف: "الظلم وقع علينا قبل اغتيال الرئيس الشهيد، وهو استمرّ بعد تنفيذ جريمة الاغتيال، وهناك محاولات لتكرار الظلم، وتنظيم حملات من شأنها إثارة البلبلة والقلق في نفوس المواطنين، ونحن من جهتنا، ندعو إلى التهدئة والابتعاد عن الانفعال، والتزام الآداب السياسية والوطنية التي تعلمناها في مدرسة رفيق الحريري".

ورأى ان "هناك من يعتقد ان هذا المؤتمر يضع حجر الاساس لحزب السنة في لبنان وان تيار المستقبل سينضم الى قافلة الاحزاب المذهبية والطائفية" بيد ان الحريري اكد ان تيار المستقبل " لن يحمل هوية مذهبية او طائفية او مناطقية".
وحول الصراع مع اسرائيل اكد الحريري ان "اهوالا كثيرة وحروبا صغيرة وكبيرة مرت على لبنان الذي واجه ست حروب اسرائيلية واستطاع ان يتجاوز العاصفة".
واضاف ان "اسرائيل لن تتمكن من لبنان طالما حافظ اللبنانيون على الوحدة الوطنية وطالما هناك دولة قوية لا مجرد ملعب لمونديال الطوائف" مشددا على ضرورة ان "يعلو منطق الدولة على اي منطق اخر مهما كانت الدواعي والاعتبارات".
وفي هذا السياق اكد على التزام لبنان بالدفاع عن قضاياه الوطنية وفي مقدمتها تحرير ما تبقى من اراض محتلة في مزارع (شبعا) وتلال (كفرشوبا).


واكد الحريري ان (تيار المستقبل) سيبقى وفيا لحركة (14 اذار) مهما تبدلت المواقع وتباينت الاراء وسيتعامل مع المتغيرات بموضوعية وواقعية مشددا على وجوب اعطاء لبنان فرصة "لالتقاط الانفاس ومحاصرة اسباب الفتنة التي هبت في غير مكان في لبنان".
شام نيوز- وكالات