الحكومة العراقية تنتقد غياب المهنية عن "الجزيرة" في تعاملها مع وثائق ويكيليكس

انتقد المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ مساء الأحد الطريقة التي تعاطت بها محطة قناة الجزيرة القطرية مع الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس بشأن الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق بعد الغزو الامريكي عام 2003. وقال الدباغ في مقابلة مع تلفزيون (العراقية) الحكومي إن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليس هي تقارير استخبارية حول الحوادث التي تجري في العراق وجاءت من مصادر امريكية في العراق وان محتوى الوثيقة هي رؤية احد الاشخاص الى جهات معينة ينتمي اليها.
من جانب آخر هاجمت صحيفة عراقية رسمية اليوم الاثنين الطريقة التي تعاملت بها قناة "الجزيرة" الفضائية، مع المعلومات التي نشرها موقع "ويكيليكس" بشأن الجرائم التي ارتكبتها القوات الأمريكية بعد غزوها للعراق عام 2003. وذكرت صحيفة "الصباح" في مقال لها إن قناة "الجزيرة وسواها تعاملت حتى الآن مع وثائق ويكيليكس بدوافع سياسية معروفة ومتوقعة من التاريخ السياسي والمهني للقناة في تعاملها مع قضايا العراق قبل وبعد 2003.
فكان أن لجأت إلى اجتزاء المعلومات وتبويبها وتوجيهها بما يخدم الغرض السياسي الذي ألزمت الجزيرة نفسها به طيلة هذه السنوات التي كانت فيها طرفا أساسيا في إذكاء العنف والحض عليه وتأجيج نار الفتنة كلما خبا اوارها". وأضافت :"لكن الوثائق وبعيدا عن هذه الدوافع اللئيمة تفيد في جوانب كثيرة: منها من يريد التصدي لمعالجة مشكلات حقوق الإنسان وحفظ الحريات وإعادة الحقوق وتأمين الكرامات أن يقف على تجاوزات وخروقات وانتهاكات حدثت سواء من قبل القوات الأمريكية أو من قبل قوى الأمن الوطنية أو من قبل الجماعات الإرهابية وحتى من قبل سياسيين وإعلاميين كانوا وما زال كثير منهم يصب الزيت على النار".
  وأوضحت الصحيفة :"وثائق ويكيليكس التي لم يطلع عليها الرأي العام حتى الآن وإنما على تحليلات وقراءات وانطباعات سربتها الجزيرة وبعض الوسائل الإعلامية الغربية والأمريكية التي منحها ويكيليكس حق التصرف بالوثائق هي وثائق من الممكن جدا أن تكون حقيقية ولكن ليس بالضرورة أن تتطابق التحليلات والقراءات والانطباعات بصددها فليس كل وثائق المخابرات تتضمن معلومات صحيحة ، كما أن تلك المعلومات قابلة لأن تؤخذ على أكثر من محمل باختلاف القراءات ودوافعها ووسائلها ، فما تخفيه قراءة معينة وتبرز سواه من الممكن ان تظهره قراءة أخرى وتهمش تبعا لذلك ما يبرزه الآخرون وذلك ما نعنيه بالدوافع وتباين زوايا النظر إلى الوثائق بعد التسليم بصحتها وصحة ما تتضمنه من معلومات". وخلصت الصحيفة إلى أنه "بعيدا عن الاستخدام الأهوج الذي اتبعته فضائية الجزيرة في التعامل مع وثائق ويكيليكس وبعيدا أيضا عن التجاهل المطلق لهذه الوثائق سيكون من الملزم التعامل بالجدية التي تستحق مع المعلومات والمعطيات التي يمكن أن ترشح من هذه الوثائق".