الحكومة لم تشعر بحلول الشتاء ووزارة الشؤون الاجتماعية أخر من يعلم

شام نيوز - خاص
يبدو أنَّ حكومتنا الرشيدة تعيش حسب تقويم النصف الجنوبي للكرة الأرضية ولم تشعر إلى الآن بحلول فصل الشتاء ، وإلى الآن لم تجد الحل الأنسب لموضوع إعادة توزيع الدعم لمستحقيه.
وخاصة بعد أن أقرَّ مجلس الوزراء مشروع القانون الذي يقضي بإحداث صندوق وطني للمعونة الاجتماعية بناءً على المسح الاجتماعي الذي نفَّذته وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والذي كان من أبرز مهماته إيصال الدعم إلى مستحقيه، بدأت الأسر السورية تضرب أخماسها بأسداسها، وتتكهَّن إذا كانت ممن سيتمتَّعون بنعمة الدعم المنتظر أم لا، وحتى وإن كان الشعار الذي ترفعه الحكومة دائماً هو إيصال الدعم إلى مستحقيه،
إلا أنَّ التجارب السابقة تمخَّضت عن ابتعاد الدعم أكثر عن مستحقيه، لتضعنا التجربة الجديدة إن طبقت أمام العديد من التساؤلات، خاصةً أنَّ الاستبيانات التي نفَّذتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والهادفة إلى تبيان الأسر الأشد فقراً ومعوزة، لم تُقبِل عليها العديد من الأسر، بسبب ضبابية أهدافها منذ البداية.
ولعل حديث وزير المالية، الدكتور محمد الحسين أمام مجلس الشعب في الجلسة الماضية أعاد الأمل إلى هذه الأسر، من خلال تأكيده أنَّ باب الحصول على دعم هذا الصندوق لم يغلق بعد، حيث سيكون هناك فرصة لجميع مَن منعتهم ظروفهم بالتقدُّم إلى التسجيل مجدّداً .
إلا أنَّ المعنيين بالأمر في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لا يعلمون عن الأمر شيئاً، إلا ما يعرفه العموم، فإدارة المشروع في الوزارة والتي بيدها كافة البيانات والإجراءات التي من المفترض أن تُتَّخذ في هذا المجال أبدت عدم علمها بأيِّ آليات جديدة يمكن أن تُتَّخذ في الفترة القريبة في ما يخصُّ إعادة فتح الباب أمام الأسر لملء الاستمارات، ، لتكون وزارة الشؤون الاجتماعية التي أحيل إليها ملف دعم المازوت مؤخراً من خلال مسوحاتها الاجتماعية، آخر مَن يعلم ...؟
وقبل أن تقول الحكومة كلمتها وتنهي الجدل الحاصل في العلن والخفاء، بدأت أزمة جديدة تطلُّ برأسها، وهي أزمة الغاز. وأحد أهم أسبابها، تأخُّر إيصال دعم المازوت والاعتماد أكثر على مدافئ الغاز. كما بدأ الحديث مؤخراً عن إحياء لمدافئ الحطب التي كانت غائبة في السنوات الماضية. ولقد أكدت العديد من التصريحات الحكومية حول التجارب السابقة، فشل الآليات الماضية لتوزيع الدعم، والسؤال المطوح الآن هل سيكون الصندوق الحل لموضوع الدعم، لاسيما أنه سيكون هناك عينات صحيحة وأخرى غير صحيحة..؟
وهل هذا الحل يمثِّل هروباً إلى الأمام، وليس حلاً للمشكلة...؟؟؟
شرط الحصول على دعم حسب استمارة المسح
استمارة المسح الاجتماعي التي ستبنى عليها سياسات المعونة الاجتماعية، تضمَّنت:
1_ أن يحمل رب الأسرة الجنسية العربية السورية أو ما في حكمها، أن تكون الأسرة حاصلة على بطاقة عائلية صادرة عن إدارة الأحوال المدنية في الجمهورية العربية السورية.
2_وألا يكون الزوج أو الزوجة من العاملين بأجر لدى الغير أو لحسابهما الشخصي (ليس لدى أي منهما سجل تجاري أو صناعي أو حرفي).
3_ وألا يكون للزوج أو لزوجته معاش تقاعدي أو ما في حكمه.
4_ وأن تكون الأسرة مقيمة حالياً وبشكل مستمر في الجمهورية العربية السورية.
5_ وألا يكون مجموع دخل الأسرة بما فيه المعونات من الأولاد والأقارب والجمعيات الأهلية وغيرها من الجهات كافياً لتغطية احتياجاتها الأساسية.
ويرى أحد خبراء الاقتصاديين أنَّ أفضل الحلول هو إلغاء الدعم نهائياً واقترانه بحزمةٍ من القرارات لتعويض المتضررين وإنشاء صندوق يضمُّ جميع فروق الأسعار الناجمة عن رفع الدعم ورفع الأجور وتقديم المعونات للأسر المحتاجة .
و السؤال الأخير هل سيدعم المازوت بعد نهاية الشتاء؟، فالأمر من المفترض أن يحسم من الصيف وليس الآن، فالحسم تأخَّر كثيراً يا حكومتنا الرشيدة..