الحلقي: الدولة السورية ستشارك في مؤتمر جنيف دون شروط مسبقة

أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أهمية دور المثقفين والأكاديميين والمفكرين العرب في التصدي "للغزو الثقافي والفكر التكفيري الرامي إلى تدمير العقل العربي وتطبيعه من خلال محافظتهم على الهوية القومية العربية وأبعادها التاريخية والمجتمعية وصلاتها الحضارية" مع مختلف حضارات العالم ومحاربتهم للمخططات الصهيوأمريكية وتنوير الرأي العام المحلي والعالمي وكشف الحقائق ودحض تزويرها.

ولفت رئيس مجلس الوزراء خلال استقباله اليوم وفدا يضم شخصيات سياسية وإعلامية وقانونية جزائرية إلى أن "سورية بلد الحضارات ونبع الثقافات التي تدعو إلى المحبة والتلاقي والتسامح بين أبناء البشرية ستبقى القلعة الحصينة التي تتكسر عليها كل أطماع الغزاة" وأن الجزائر بلد المليون ونصف المليون شهيد "لا يمكن لها إلا أن تكون مع الخط القومي العربي وتقف إلى جانب قضايا الأمة العربية العادلة وتدافع عنها".

20131104-194912.jpg

واعتبر الحلقي أنه ليس غريبا على "الشعب الجزائري الشجاع والملتصق بقضايا أمته القومية والوطنية" أن يقف إلى جانب الشعب السوري في محنته وفي تصديه للحرب الكونية الظالمة التي تتعرض لها سورية وأن روابط "الدم والقربى والتاريخ والهوية والانتماء المتجذر بين الشعبين والمصير المشترك والأصالة والتاريخ العريق والمجيد" تدفعهما ليكونا في خندق واحد ضد أعداء الأمة مستذكراً بطولات المجاهدين والمناضلين الجزائريين ضد الاستعمار والإرهاب التكفيري.

وقدم رئيس مجلس الوزراء عرضاً لمكونات العدوان على سورية بجوانبه العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والثقافية مشيرا إلى أن هذا العدوان الذي يستهدف قدرات الجيش العربي السوري وإضعاف مقدرات الدولة السورية لصالح الكيان الصهيوني لم يستطع النيل من صمود الجيش السوري الذي يسطر يوميا "ملاحم من البطولة والانجازات من خلال ملاحقته فلول المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادته الأمن والاستقرار إلى مزيد من الأراضي السورية".

ولفت الحلقي إلى أن "القضاء على الإرهاب في سورية بات مجرد وقت وأن سورية قطعت أشواطاً كبيرة في محاربة الإرهاب والمرتزقة الوافدين من مختلف دول العالم" وبذلك تكون قد حققت نصراً للعالم في تصديها للمجموعات الإرهابية التكفيرية المسلحة التي لا دين لها ولا وطن لافتاً إلى ان الدولة السورية ستذهب إلى المؤتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف دون شروط مسبقة وكل ما يتم الاتفاق عليه ستكون مرجعيته للشعب السوري وهو من يقرر رسم مستقبله من خلال صناديق الاقتراع والاستفتاءات.

وأشار الحلقي إلى مشاركة بعض الأنظمة العربية والأوروبية في تصدير الإرهاب إلى سورية وتمويله بالمال والسلاح وانغماسها في الفساد وجمع المال والتبعية وتخليها عن هويتها القومية العربية مبينا أن الجامعة العربية "انحرفت عن مسارها وتحولت إلى مكان للتآمر على العرب وسورية ومسرح للسياسات الغربية وتمكينها في المنطقة" في حين أثبتت بعض الدول الصديقة وعلى رأسها روسيا وإيران والصين ودول البريكس صدق مواقفها الوطنية تجاه الشعب السوري ووقوفها إلى جانبه للخروج من أزمته.

20131104-194941.jpg

من جانبه أكد وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر أن المصالحة الوطنية ستكون مع السوريين حصرا وهي تعبير عن "إرادة سياسية ديمقراطية لتأمين مصالح كل أبناء الوطن الواحد" وتحت عنوان الوئام الوطني وإنشاء شبكة علاقات صحيحة بين أبناء الشعب السوري تحافظ على نسيج علاقاته من أجل رسم مستقبل سورية المتجددة التعددية الديمقراطية.

وقدم أعضاء الوفد عرضا عن تجربتهم السابقة في مواجهة الإرهاب وتفعيل آليات ووسائل المصالحة الوطنية مؤكدين وقوفهم وتضامنهم مع الشعب السوري الذي يدافع عن العرب جميعاً واستعدادهم لتقديم خبراتهم وقدراتهم وأن الجزائر لن تكون "إلا عربية ولن تصبح كبعض أعضاء الجامعة العربية مخترقة ومكاناً للتآمر على العرب وسورية".