الحمويون يضيقون ذرعاً بالإضراب...

في اليوم الثامن للإضراب العام الذي شهدته مدينة حماة، منذ بداية الأسبوع الماضي، تجاسر العديد من أصحاب المحال التجارية والبقاليات، في أسواق 8 آذار والدباغة والحاضر الصغير والمرابط، على فتح محالهم (نصف فتحة) لساعات معدودة من نهار أمس، بعدما ضاقوا ذرعاً هم والمواطنون العاديون أيضاً من هذا الإضراب الذي فرض على أكثريتهم فرضاً بالتهديد والوعيد، إذا لم يستجيبوا ويغلقوا محالهم، في الإضراب الذي أطلقت عليه ما تسمى (تنسيقيات الثورة!!) بأوامر مما أطلق على نفسه تسمية (المجلس الوطني السوري!!).
وفتحت تلك المحال التي تجاسر أصحابها على فتحها إضافة إلى الصيدليات والأفران الخاصة التي لم تغلق أبدا بعد العاشرة من صباح أمس، وأغلقوها عند الثالثة عصراً خوفاً من أي عمل انتقامي، لتشكل خلال تلك الساعات المعدودة، مع بسطات الخضار والفاكهة واللحوم الحمراء والبيضاء، مصدر مؤونة للمواطنين، الذين تهافتوا على شراء كميات غير معقولة من المواد الغذائية والاستهلاكية، التي كما يبدو قد نفدت من بيوتهم خلال الأسبوع المنصرم، فتهافتوا على شراء نواقصهم منها، ريثما ينتهي هذا الإضراب «اللعين» كما وصفه عدد منهم لـ«الوطن» التي جالت على تلك الأسواق، لتستطلع الواقع، ولتسجل آراء الباعة والمواطنين، بهذا الإضراب الذي لم ينعكس عليهم إلا بالسوء!!. ورأى بعض أصحاب المحال التجارية، أن ذلك الإضراب لم ولن يحقق أهدافه في «إسقاط النظام» كما كان يتوقع الذين دعوا إليه بالقوة، لأنه لم يتضرر منه أحد سوى التجار والباعة أنفسهم، والمواطنين أيضاً الذين اتجه العديد منهم لتأمين حاجاتهم الضرورية من المدن القريبة، ما أنعشها وأضر بحماة تجارياً.
وقال أحدهم: خلال الأسبوع الماضي لم يدخل جيوبنا قرش واحد، فمن أين ننفق على أسرنا وكيف نعيلها ونطعمها، والصناع لدينا من يعطيهم أجرتهم، ومن أين سيطعمون أطفالهم؟
وقال آخر: لقد تضررنا كثيراً من هذا الإضراب، فإلى متى سنبقى على هذه الحال؟ إلى متى سنظل نحن والمواطنون ندفع ثمن هذه المشاكل التي يثيرها المتآمرون على وطننا، وينفذها شبابنا المغرر بهم؟ فمن يرد أن يضرب عن العمل فليضرب، وليدعنا وشأننا، فالحياة صعبة ونريد أن نعيش ونعيش أطفالنا.
ولم تكن آراء المواطنين العاديين بعيدة عن آراء الباعة، فقد أكد عدد منهم ممن التقتهم «الوطن» في سوق 8 آذار الشعبي، أن إضراب المحال التجارية والبقاليات عن البيع، لم يزدهم سوى شقاء، و(خربان بيت) فقد وصل سعر ربطة الخبز إلى 150 ل. س، وكيلو البندورة إلى 55 ل.س، والباذنجان إلى 45 ل.س، فهل الغليون (يقصدون برهان غليون) مبسوط، أهذه هي الثورة عنده؟ وقال أحدهم وهو سائق سرفيس: «فيما سبق كان دخل السرفيس الشهري يعيشني كملك، أما اليوم ونتيجة هذه الأحوال والإضرابات، وعدم تحرك الناس، فأصبحنا لا نجني ثمن المازوت، لقد خربت بيتنا «هذه الثورة» التي أوجعوا رأسنا بها!!
وقال آخر وهو تاجر ألبسة: «ترى إلا يعرف (الغليون) وجماعته، أن جميع الفنادق والمطاعم بحماة أغلقت، وجميع الشركات الصناعية والمنشآت الخاصة سرحت عمالها لأنها لم تعد قادرة على دفع رواتبهم وأجورهم، وأن السياحة انضربت بحماة أيضاً، وأن حياتنا أصبحت صعبة جداً جداً بفضل تحريضه وجماعته على بلدنا، لقد «مللنا» من هذه الثورة التي يتزعمها، فليتركنا بحالنا ويحل عنا «كرمال اللـه»، فنحن نريد أن نعيش.
أما بالنسبة للدوام في الدوائر الرسمية، فقد انتظم في العديد من الدوائر والمؤسسات بشكل طبيعي، ولم تسجل سوى حالات غياب عادية لبعض الموظفين، لم تشكل ظاهرة تستدعي التوقف عندها أو ذكرها.
وأما الحركة المرورية من المناطق إلى حماة، فقد بدت نشطة منذ ساعات الصباح الباكر وحتى الثانية عشرة فقط، وهي الفترة التي ترتبط عادة بدوام الموظفين الرسمي ومراجعة المواطنين للدوائر، وبشكل خاص الخدمية منها.
شام نيوز. الوطن