الحياة الجديدة "الفلسطينية"- الايدز في فلسطين

 

تركز جمعية تنظيم وحماية الاسرة الفلسطينية – فرع مدينة الخليل في عملها ونشاطاتها على جميع افراد الاسرة الاطفال والرجال والنساء خلال برامجها الصحية التوعوية والمتعلقة بالعديد من القضايا الصحية والطبية ومنها الصحة الانجابية والامراض المنقولة جنسيا بالاضافة الى الامراض التي تصيب الاطفال في سن مبكر وكذلك امراض السرطان بشكل عام وبخاصة سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وقد ساهمت تلك الندوات والمحاضرات الصحية والعلمية للنساء والرجال وبخاصة المتزوجون على زيادة وعي هؤلاء الناس بخطورة تلك الامراض , واكد عدد من العاملين في الجمعية على وجود تفاعل مجتمعي مع قضية الصحة الانجابية الى حد كبير في عيادات الجمعية بمدينة الخليل وقراها.

 


ابو فارة: تجاوب كبير من الرجال
وقالت عائشة ابو فارة التي تعمل ممرضة وقابلة قانونية في عيادة الجمعية بمدينة الخليل لـ(الحياة الجديدة):» ان تجاوب المجتمع المحلي مع قضية الصحة الانجابية كبير جدا مشيرة الى وجود تزايد في عدد النساء المنتفعات من عيادات الجمعية في المدينة ليزيد عددهن عن 700 امرأة منتفعة واللاتي يتمكن من الحصول على كافة الخدمات المتعلقة بحماية وتنظيم الاسرة من انجاب ورعاية حوامل والكشف المبكر عن مرض السرطان بالاضافة الى الكشف عن الامراض المنقولة عن طريق الجنس.
ونوهت ابو فارة الى ان نشاط الجمعية يشمل طلبة المدارس ورياض الاطفال ايضا ويتم اجراء الفحوصات الطبية اللازمة للاطفال والكشف عن امراض لم يكن للاهل معرفة بذلك ويأتي ذلك ضمن مشروع وكالة التنمية اليابانية كما وساهم هذا المشروع في التشبيك بين المؤسسات والجمعيات الخيرية التي توفر الادوية وبعض المستلزمات الطبية للاسر الفقيرة غير القادرة على دفع نفقات العلاج.

 


الوصول الى المناطق المهمشة
وتابعت ابو فارة : «ان الجمعية تركز في عملها على الارياف والمناطق النائية والتجمعات البدوية في محافظة الخليل المحرومة من كافة الخدمات الصحية وغيرها غير ان جدار العزل العنصري والحواجز العسكري الاسرائيلية المنتشرة في تلك المناطق تعرقل عمل الطواقم التابعة للجمعية مشيرة الى ان الامر يحتاج الى المجازفة وسلك الطرق الترابية والوعرة للوصول الى تلك التجمعات وهذا الامر يأخذ وقتا طويلا منا وارتفاع التكاليف وبذل الجهد المضاعف, مضيفة ان جدار العزل العنصري له تأثير كبير على استمرارية تقديم الخدمات الصحية ومتابعاتها وبخاصة في تلك القرى النائية والمعزولة بفعل الجدار والحواجز وكذلك تردي الاوضاع الاقتصادية للمواطنين وصعوبة وصول السيارات الخاصة لنقل المرضى من تلك التجمعات يجعل من عمل تلك الطواقم امرا صعبا ويتطلب بذل الجهد الكبير.

 


وتطرقت ابو فارة الى مدى تجاوب الرجال لحضور المحاضرات والندوات الصحية المتعلقة بموضوع الصحة الجنسية والانجابية وقالت : «اننا وجدنا اقبالا كبيرا من قبل الرجال اكثر من النساء للاستماع الى تلك المواضيع والاستفسار وطلب الاستشارات الفردية معتبرة الى ان تردي الاوضاع الاقتصادية عند الرجال يعتبر من الاسباب الهامة لاهتمام الرجال بذلك بمعنى ان الفقر والبطالة يجعلهم يفكرون في المباعدة في الانجاب لعدم قدرتهم على تربيتهم وتوفير احتياجاتهم منوهة الى ان الامر لا يقتصر على المحاضرات والندوات بل ان بعض الرجال والنساء يطلبون الاستشارات عبر التلفون حول قضايا لها علاقة بالصحة الانجابية والامراض المنقولة عن طريق الجنس وامراض السرطان كما وان الجمعية تنظم جلسات فردية للازواج والزوجات ايضا حول تلك الامراض وبخاصة فيما يتعلق بالعقم مشيرة الى انها وجدت ان بعض الرجال لم يكونوا يعرفون ان الرجل ايضا مسؤول عن العقم ويحتاج الى علاج واجراء فحوصات مخبرية وليست المرأة وحدها المسؤولة عن ذلك, كما وان زيادة الوعي والمعرفة عند النساء ساهم في الكشف عن بعض السرطانات وبخاصة سرطان الثدي.

 


وحول احصاءات وارقام باعداد المصابين بفيروس نقص المناعة بفلسطين اشارت ابوفارة الى عدم وجود ارقام دقيقة باعداد المصابين ولكن الحديث كان عن 55 حالة قبل عدة سنوات والان اصبحت 60 حالة.

 


د. غنيمات: الخدمات الصحية لا تكفي
وقال الدكتور اسحق غنيمات – اخصائي طب الاطفال في عيادة الجمعية بمدينة الخليل : «ان من اهم العقبات التي تواجه عمل الاطباء والعاملين في الجمعية الحواجز العسكرية الاسرائيلية وعدم قدرة الجمعية على توفير كافة الاحتياجات الطبية والادوية للمرضى خاصة في التجمعات السكانية البدوية النائية مشيرا الى تعاون هؤلاء مع الجمعية ولكن ظروفهم الاقتصادية الصعبة لا تجعلهم قادرين على متابعة العلاج في المستشفيات وشراء الادوية.

 


وتابع الدكتور غنيمات قائلا: «اننا اثناء زيارتنا لمنطقة عرب الهزيل التي تبعد 30 كيلو مترا عن بلدة يطا نواجه الحواجز العسكرية الثابتة والمتقلة ويتطلب منا سلك طرق ترابية وتستغرق معنا الطريق اضعاف الوقت المطلوب بالاضافة الى التكاليف والارهاق ولكننا ننجح في الوصول الى تلك التجمعات البدوية ونقوم باجراء الفحوصات الطبية لهم ونحول عددا من المرضى للمستشفيات ونعمل وبالتنسيق مع المؤسسات والجمعيات الخيرية على توفير الادوية والعلاجات المجانية لهم مشيرا الى وجود علاقات متينة مع عدد من شركات ومستودعات الادوية التي توفر للمرضى الدواء سيما وان بعض الادوية مرتفعة الثمن لا توفرها المستشفيات الحكومية منوها الى ان الخدمات الصحية والطبية التي توفرها كافة المؤسسات الحكومية والاهلية لا تفي بالغرض عندما يتم الحديث عن 600 الف مواطن يسكنون في محافظة الخليل والتي لا يوجد فيها سوى مستشفى حكومي واحد بالاضافة الى افتتاح مستشفى صغير في بلدة يطا مؤخرا لان الامكانيات المتوفرة عند الحكومة لا تكفي لاقامة المزيد من المستشفيات والعيادات الصحية وهكذا فاننا في الجمعية نقوم بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات الخيرية في الداخل والخارج من اجل عمل تحويل المرضى وبخاصة الاطفال الى المستشفيات المحلية والخارجية على نفقة تلك المؤسسات لاجراء عمليات تجميلية نتيجة لوجود تشوهات خلقية عندهم وغيرها من العمليات, كما وانه لدينا علاقات متميزة وتنسيقية مع وزارة الشؤون الاجتماعية والمستشفيات وجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني وجمعية ارض الاطفال, منوها الى ان الجمعية تأسست عام 1963 في مدينة القدس ولها مراكز وفروع في كافة محافظات الوطن من المقرر افتتاح فرع جديد لها في منطقة يطا قريبا نظرا لحاجة المنطقة الى الخدمات الصحية والارشادية اللازمة.
د. صالح: الاهتمام بصحة الام وطفلها.

 

الحياة الجديدة - ملكي سليمان