الخارجية الروسية: المعارضة السورية ليست قوة سياسية يمكن إجراء حوار معها

انتقد نائب رئيس الوزراء الروسي المسؤول عن مجال الصناعات الحربية الروسية ديمتري روغوزين التركيز على روسيا والاسلحة التي توردها الى سورية في وقت يتم تجاهل اولئك الذين يوردون الأسلحة لخوض المعارك ضد السلطة الشرعية مشدداً على أن بلاده لا تورد اي شيء ممنوع بعقوبات دولية في مجال التعاون العسكري التقني.

ونقل موقع روسيا اليوم عن روغوزين قوله في لقاء عقد اليوم في موسكو بين البرلمانيين الروس ووفد يمثل الجمعية البرلمانية لحلف شمال الاطلسي "الناتو" ان كل الأسلحة الروسية الموردة إلى سورية هي أسلحة دفاعية مضيفا .."كيف يمكن تصور استخدام منظومة دفاع جوي ضد السكان المدنيين.. ليس هناك كاتب خيالي بوسعه اختلاق سيناريو كهذا لأن هذا أمر مستحيل".

وتناول روغوزين موضوع الطائرة المدنية السورية التي اعترضتها السلطات التركية بينما كانت في طريقها من موسكو الى دمشق وأعاد إلى الأذهان البيان الذي ادلى به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهذا الشأن حيث أكد واقع توريد دفعة شرعية من المعدات غير الممنوعة.

ولفت الى ان الرقابة على تصدير الاسلحة في روسيا اشد مما هو عليه في دول اخرى واصفا التركيز على روسيا فيما يخص تصدير الأسلحة بانه أمر باطل لأنها كانت دوما تفي بالتزاماتها الدولية وقال "يجب التركيز على اولئك الذين يوردون الاسلحة الى سورية بما في ذلك خوض المعارض في المدينة ضد السلطة الشرعية".

وختم روغوزين بالقول .. كفوا عن دعم //الربيع العربي// لأن هذا الأمر نهايته سيئة وسيعقب //الربيع العربي// صيف عربي حار لن يعجب أحدا.

غروشكو: ضرورة حل الوضع في سورية من قبل السوريين أنفسهم

في سياق متصل، أكد ألكسندر غروشكو نائب وزير الخارجية الروسي ثبات موقف روسيا حيال سورية مشيراً إلى ضرورة حل الوضع فيها بجهود السوريين أنفسهم دون تدخل من الخارج.

وقال غروشكو في كلمة أمام مجلس الاتحاد الروسي بحضور وفد من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي "الناتو": إن روسيا تعمل كل ما بوسعها لبدء الحوار السياسي ووقف العنف في سورية ولكن يجب على شركائها أيضا بذل جميع الجهود الممكنة لدفع المعارضة السورية للشروع بالحوار مع السلطة مضيفا أن المهمة الرئيسية للأسرة الدولية تنحصر اليوم في تنفيذ خطة المبعوث السابق إلى سورية كوفي عنان ومقررات جنيف وتقديم الدعم لمهمة المبعوث الحالي الأخضر الإبراهيمي.

وأعرب غروشكو عن القلق الشديد لتسلل المسلحين وتهريب الأسلحة إلى سورية كما اشار الى ان تشتت المعارضة يشكل عقبة على طريق حل الازمة في سورية لافتا الى ان هذه المعارضة عاجزة عن توحيد صفوفها وتشكيل قوة سياسية يمكن الحوار معها.

اورجونيكيدزه: تملص الغرب من اتفاق جنيف سابقة خطيرة

من جهته أكد سيرغي أورجونيكيدزه النائب الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة ولوزير الخارجية الروسي أنه لا بديل عن الحل السياسي في سورية وفق المرجعيات المعتمدة وابرزها اتفاق جنيف الذي تم الإجماع عليه معتبرا أن تملص الغرب وخاصة الولايات المتحدة من الاتفاق بعد عدة أيام سابقة خطيرة في العلاقات الدولية وانهيار كبير للدبلوماسية الأمريكية.

وقال أورجونيكيدزه في حديث لقناة روسيا اليوم "إننا ننتظر حالياً الخطة وآلية العمل التي يسعى الأخضر الابراهيمي لبلورتها لكن إذا لم يتلق الابراهيمي دعما كاملا من جميع أعضاء مجلس الأمن فلن يصل لأي نتيجة مرتقبة والمسألة متعلقة بإمكانية التوافق الدولي والعمل المشترك من قبل الجميع" مشددا على أنه في بيان جنيف يكمن مفتاح الحل وعرقلته من قبل بعض الدول زادت الأزمة في سورية تعقيداً.

وأضاف أورجونيكيدزه "إن روسيا اقترحت أشياء محددة أولها الوقف الفوري للعنف وثانيا العودة إلى نقاط التمركز الأساسية قبل بداية الأزمة وثالثا البدء بالتحضير للانتخابات القادمة وهذه نقاط واضحة لا تحتاج للتدويل ولأجل القيام بذلك يجب توفير كل الظروف الملائمة وبالتحديد إيقاف التدخل الخارجي في الشأن الداخلي السوري وبشكل أساسي التدخل التركي ومنع تسهيل عمليات مرور الأسلحة لجماعات المعارضة وكذلك الأمر يتعلق بالسعودية وقطر وتمويلهم لهذه المجموعات بالأسلحة والمال".

وتساءل أورجونيكيدزه حول الأهداف الكامنة وراء القرصنة التركية لإجبار الطائرة المدنية السورية على الهبوط في تركيا تحت ذريعة أنها تحمل سلاحاً روسياً وقال: "إن موسكو تقدمت بشكل رسمي للحكومة التركية بأن تظهر هذه الأسلحة لكن حتى اللحظة لم يقدم رجب طيب اردوغان أي اثباتات عن الموضوع لا لروسيا ولا للرأي العام.. وهذا الامر هراء وكل الإدعاءات حوله عارية عن الصحة".

واعتبر أورجونيكيدزه أن الغرب يقوم حاليا برعاية الإرهاب مباشرة وقال "أمريكا تقدم 40 مليوناً شهرياً للمعارضة يتم شراء سلاح بهذه الأموال على الرغم من ادعاءاتهم المستمرة بأنهم يقدمون وسائل الاتصال والمساعدات الإنسانية وعملية مراقبة هذا الأمر صعبة جدا وتدخل الأسلحة إلى سورية لتصل إلى أيدي الجماعات الراديكالية وتحديدا المجموعات الإرهابية وبهذا الشكل أو ذاك يمكن القول إن الغرب يقوم حاليا برعاية الإرهاب مباشرة كما فعلوا سابقا بدعم القاعدة في أفغانستان عندما كانوا يحاربون الاتحاد السوفييتي هناك".

وأشار أورجونيكيدزه الى ان الامم المتحدة ليست منظمة معزولة بل جامعة لكل دول العالم وقال: "للأسف بعض أعضاء الامم المتحدة يخرجون عن ميثاقها ويتصرفون بشكل أحادي من خلال مصالحهم الخاصة وليس للمصلحة العامة وحماية الأمن الدولي ".

وحول العقوبات أحادية الجانب التي تفرض على الشعب السوري أكد أورجونيكيدزه ان مثل هذ العقوبات تطال وتؤثر بشكل اساسي على الشعب ولا يمكن ان تكون اسلوبا في معالجة المشاكل وخاصة الاقليمية منها معربا عن اسفه لكون الغرب لا يهتم بحقوق الشعوب الاخرى بل بمصالحه الخاصة فقط.

واضاف أورجونيكيدزه "إن الحل الأمثل للخروج من الأزمة في سورية بسيط يكمن بشكل أساسي في الوقف الفوري للعنف ومن ثم الجلوس إلى طاولة الحوار والبدء بالبحث عن حل مشترك دون أي إملاءات خارجية".