الخبر "الجزائرية"- مخدرات حماة الدعوة

علمت ''الخبر'' من مصادر محلية في عين الدفلى أن قوات الأمن المشتركة قامت، ليلة العيد، بمداهمة مباغتة لمسكن في بئر ولد خليفة في دوار أولاد سليمان، على طول الطريق الرابط بين خميس مليانة وتيارت بولاية عين الدفلى، انتهت بحجز كميات من المخدرات في مستودع، أفادت المعلومات المتوفرة أنه مخبأ لعناصر ناشطة ضمن التنظيم الإرهابي لما يعرف بـ''جماعة حماة السلفية'' المتمركزة ببعض ولايات الوسط والغرب.
الخبر - 14 - 9 - 2010
تحفظت مصادر''الخبر'' على تقديم تفاصيل أدق حول العملية النوعية التي قامت بها فرق أمن خاصة بالتعاون مع قوات الدرك في عين الدفلى، حيث أشرفت على المداهمة المباغتة فرق قدمت من العاصمة تمكنت من اقتحام المسكن وحجز ما بداخله، وكان من بينها كميات معتبرة من المخدرات، حسب نفس المصادر.
وذكرت مصادرنا أن صاحب المخزن الموجود في حالة فرار توبع من قبل في قضية حيازة سلاح ناري، تبين أنه لأحد عناصر الدرك تم الاعتداء عليه من قبل في منطقة العجامة بعين الدفلى، أثناء عملية قامت بها فرق الدرك إثـر سرقة قطيع من المواشي.
ولم تكشف مصادرنا عن عدد الموقوفين في العملية التي جاءت أياما فقط بعد انضمام أحد أنشط تنظيم ما يعرف بـ''حماة السلفية'' في تيبازة تحت إمرة المكنى ''سليم الأفغاني'' لمسعى المصالحة، حيث سلم نفسه استجابة لنداء ''مصعب'' (سمير سعيود) و''أبو العباس'' (عثمان تواتي) الأميرين التائبين اللذين وجها قبل أيام نداء توبة للمسلحين عبر إذاعة القرآن الكريم، كان سببا في تخلي ''أبو جندل''، أمير كتيبة ''الفاروق'' في تنظيم دروكدال بتيزي وزو، عن العمل المسلح.
وتفيد المعلومات المتوفرة أن من بين دواعي موجة التوبة الأخيرة لعناصر التنظيم، فضلا على ضربات قوات الأمن، الانحرافات الخطيرة داخل التنظيم الذي أصبح يعتمد على المتاجرة في المخدرات لضمان التمويل، وهو ما تؤكده العملية الأخيرة التي قادتها قوات الأمن بناء على معلومات مسبقة.
ولا تزال التحريات متواصلة في سرية وتكتم كبيرين، خاصة أنه فضلا عن طابعها الإجرامي المتمثل في المتاجرة بالمخدرات، فإنها تكشف عن الوجه الحقيقي لدعاة ''الجهاد'' من خلال اعتماد المتاجرة بالمخدرات كوسيلة لضمان التمويل، ولعل هذه الانحرافات هي التي عجلت بتوبة عدد من نشطاء التنظيم خلال الأشهر الأخيرة في ولايات الغرب والوسط، وبلغ عددهم في الآونة الأخيرة أكثـر من 10 تائبين.
ولم تستبعد مصادر ''الخبر'' أن توقع التحريات الجارية بعدد من عناصر دعم بقايا تنظيم ''حماة السلفية'' الذي، فضلا عن تلاشيه وتراجع نشاطه، فقد عرف نزيفا في العدد القليل من أتباعه الذين اختاروا مسعى المصالحة كخيار لإنهاء نشاطهم المسلح.
ويتمركز التنظيم الإرهابي ''حماة السلفية'' الناشط بمعزل عن تنظيم دروكدال بعد انشقاقه عن ''الجيا''، بكل من الشلف وتيسمسيلت وعين الدفلى والمدية وتيبازة، بعد أن كان امتداده إلى غاية مرتفعات تلمسان الحدودية، غير أنه تم القضاء على عناصره هناك. وتكشف العملية الأخيرة تمكن الأمن من تجفيف منابع تمويله، الأمر الذي جعله يلجأ إلى المتاجرة بالمخدرات ويقوم بعمليات سلب وابتزاز الموالين، أياما فقط بعد توصل المحققين إلى أن عناصر تنظيم القاعدة في الساحل نفذوا اغتيال عناصر من حرس الحدود لتمكين أتباع ''أبو زيد'' من تمرير 7 قناطير من المخدرات، مثلما تناولته ''الخبر'' في عدد سابق.